تعرف على ما هي اركان الحج بالتفصيل من خلال مقالنا اليوم على موسوعة. فالحج ركن من أركان الإسلام الخمسة والتي اقترنت بالاستطاعة سواء كانت المادية أو الجسدية. فُرِض على المسلمين في العام التاسع من الهجرة، فقال تعالى في سورة آل عمران “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ“، وقام به النبي في العام العاشر وعُرِفت بحجة الوداع، فترك من خلالها مجموعة من المناسك التي لابد على المسلم القيام بها في حجته لتكون صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى. فإن كنت ترغب في التعرف على تلك المناسك فكل ما عليك هو متابعة السطور التالية.
الحج هو التوجه أو قصد بيت الله الحرام، ومجموعة من الأماكن المقدسة من أجل أداء مجموعة من المناسك منها ما هو فرض وواجب، ومنها ما هو مستحب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللحج فضل كبير حيث أنه يجعل الإنسان يتقرب إلى الله عز وجل سواء بالدعاء أو الذكر، كما أنه يغفر الذنوب جميعًا فيعود الإنسان كما ولدته أمه فجاء في صحيح البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ““العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. قيل: “ثم ماذا؟” قال: “حج مبرور”. لذا سنعرض عليكم مناسك الحج، لتتعرفوا عليها بالتفصيل فيما يلي:
وفيه يستمر الحاج بترديد التلبية لأنها من الأمور الواجبة في الإحرام، فمن يتحلى عنها عليه فدية، ولكل بلد ميقات خاص بها عنده يُحرم الحاج، ويكون الإحرام من خلال قص الأظافر، والتخلص من شعر العانة، ومن ثم الاغتسال والوضوء، وبعدها ارتداء ملابس الإحرام بالنسبة للرجل، أما المرأة فيُمكنها أن ترتدي ما تشاء.
وبعدما يُحرم الحاج يجب عليه تجنب قص الشعر أو حلقة، وكذلك الأظافر، ويُمنع عن الشهوة، والجماع، وأيضًا التطيب بالعطور، والصيد. كما يحظر على الرجال لبس الملابس المخيطة، أو ارتداء شيء على الرأس كالقبعة مثلاً. ومن يفعل أي من تلك الأشياء عن سهو، فلا شيء عليه، ولكن إن تعمدها أو فعلها لحاجة فعليه فدية.
بمجرد ما يصل الحاج إلى مكة فكل ما عليه هو أن يُردد “اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وأمنى من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب العالمين”. وعند دخول الكعبة يقول “لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ورفعة وبرا، وزد من زاره شرفا وتعظيما وتكريما ومهابة ورفعة وبرا” ويؤدي طواف القدوم.
وهنا يختلف الأمر في المناسك التالية وفق نوع الحج الذي يؤديه المسلم، حيث أنه إن كان حاج متمتع فعليه أن يؤدي كافة المناسك الخاصة بالعمرة، ومن ثم يتحلل من الإحرام، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة يذهب إلى منى من أجل التروية. وبالنسبة للحاج المفرد، وكذلك المقرن فعليه أن يؤدي طواف القدوم دون تحلل من الإحرام، فيذهب إلى منى للتروية وهو محرم.
اليوم الذي يسبق وقفة عرفات، وفيه يتوجه الحاج إلى منى من أجل المبيت فيها، وعنده يُحرم الحاج المتمتع مرة أخرى أم المقرن والمفرد فيظلا على إحرامهما. ويستمر الحاج في الدعاء والتلبية طوال اليوم، ويُصلي فيها الصلوات قصر دون جمع، وهي من الأمور المستحبة وليست الواجبة، أي أنه من لا يستطيع المبيت في منى فليس عليه شيء في ذلك.
من أركان الحج الأساسية التي لابد من القيام بها. فبدونه لا يتم الحج، فيتوجه فيه الحجاج من منى باليوم التاسع من شهر ذي الحجة، إلى جبل عرفة فيُصلي الحاج الظهر والعصر جمع تقديم وقصر، ومن ثم يقف على عرفة ويتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء، ومن ثم ينزل من عرفة بعد زوال الشمس. فعن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
وعن فضل هذا اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم”
بعد زوال شمس يوم عرفة يتوجه الحاج إلى المزدلفة من أجل المبيت بها، فيُصلي المغرب والعشاء فيها جمع تأخير، ومن ثم يستمر في الدعاء والتكبير، وهناك يأخذ 70 حصاة ويبيت بها، ومن ثم يؤدي صلاة الفجر ثم يتوجه إلى منى من أجل رمي جمرة العقبة الكبرى.
في عاشر أيام شهر ذي الحجة، يُغادر الحجاج المزدلفة متوجهين إلى منى من أجل رمي الجمرات بدءًا من فجر عيد الأضحى وحتى فجر اليوم التالي. ومن السنة أن يكون الرمي من طلوع الشمس حتى غروبها. فيجعل الحاج منى عن يمينه والكعبة عن يساره من ثم يرمي الجمرات مع التكبير في كل مرة قائلاً: “بسم الله، والله أكبر، رغما للشيطان وحزبه وإرضاء للرحمن”.
وهنا يتحلل الحاج التحلل الأول، فيجوز له قص الأظافر، وحلق الشعر وغيرها من الأمور المحرمة عليه، كما يتسنى له ارتداء الملابس المخيطة، ولكن لا يحل له أن الشهوة أو مجامعة النساء.
بعدما ينتهي الحاج من رمي الجمرات، عليه أن يتوجه إلى مكة من أجل طواف الإفاضة، فهو من أهم أركان الحج التي لا يصح من دونها، وذلك لقوله تعالى “ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”. وبعد طواف الإفاضة على الحاج أن يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، ومن ثم يشرب من ماء زمزم.
من أركان الحج الواجبة، وفيها يسعى الحام ما بين جبلي الصفا والمروة سبعة أشواط، كما فعلت السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليهما السلام، وذلك في حالة الحج المتمتع، أما بالنسبة للحج المفرد أو المقرن فبالفعل يكون الحاج أدى السعي في العمرة وهنا لا يتوجب عليه السعي مرة أخرى حيث يكفيه واحدًا فقط. وبعدها يتحلل الحاج التحلل الثاني، ويجوز له كل ما كان مُحرم عليه، وحتى النساء.
بعدما يُغادر الحاج منى ويتوجه إلى مكة بعد أيام التشريق يذهب إلى الكعبة ليطوف بها طواف بمكة طواف الوداع، سبعة أشواط يبدأ فيها من الحجر الأسود وينتهي عنده، وهو من الأمور التي تُعفى منها الحائض وكذلك النفساء.
كانت تلك هي كافة المناسك الخاصة بالحج، والتي عليكم الالتزام بها من أجل إتمام الحج على أكمل وجه، نتمنى لكم حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا بإذن الله.