الكهانة هى شروع بعض الأشخاص في القيام ببعض الطقوس في محاولة لرؤية المستقبل. ويسعى الكهنة ومن يتبعونهم لرؤية المستقبل للسؤال عن موقف معين من المفترض له ان يعرف في المستقبل ويستخدم الكهنة واتباعهم بعض الطقوس التي تميل الى التنجيم. وقد فسر الكهنة رؤيتهم للمستقبل على انهم يقومون بالتواصل مع قوى خارقة للطبيعة والتى تمكنهم من قراءة العلامات وبعض الوقائع والتكهنات المرسلة اليهم من العالم الأخر على الرغم من يقينهم من ان علم الغيب فقط عند الله كما قال الله تعالى في كتابه العزيز )عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدً).
• وقد تم تفسير اصابة الكهنة ببعض الامور بالمصادفة حيث ان ما ينقله الجن الى الكاهن يكون مسترق السمع فيخبره بامر واحد صحيح ويضيف اليه تسعة وتسعون كذبة ولذلك فان هذا يعنى ان نسبة صحة قول الكهنة تكون حوالى 1 % او ما يقل حتى عن هذه النسبة. ومن الجدير بالذكر ان قيام الجن باستراق السمع ليس بالامر اليسير كما جاء فى قول الله تعالى : {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [الحجر: 18]
• اما عن الكاهن فيعتبره الاسلام قد كفر بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم كفرا اكبر واما من حضر الى الكهنة مصدقا لما يقوله فقد كفر كفرا اكبر ومن حضر الى الكاهن غير مصدق لأقواله ولكنه فقط يري ما سوف يخبره به سواء تحقق بعد ذلك أم لم يتحقق فقد كفر كفر اصغر
• اما عن راي الرسول صلى الله عليه وسلم في الذهاب للكهنة وتصديقهم قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))رواه أبو داود. وقد قيل في رواية للأربعة والحاكم: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)) . وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(( من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)) رواه مسلم. وعن عمران بن حصين «ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه البزار.
• اما عن انواع الكهانة التى يستخدمها الكهنة فمنها النظر بالرمال ومنها قراءة الكف والضرب بالحصي وقراءة الفنجان وقراءة الابراج السماوية كما تتضمن قراءة الحروف الابجدية وتتضمن ايضا قراءة الخطوط.
• تعرف الكهانة بانها قيام الكهنة بادعاء علمهم بالمستقبل عن طريق استخدام الجن. ويقوم الجن باستراق السمع للوصول الى معرفة امر واحد صحيح يحدث به الكاهن وبقية الأمور تكون غير صحيحة. ومن الاشياء التى يقوم بها الجن للتأثير على المستمع وجعله يصدق هو اخباره ببعض الأمور التى قد حدثت بالفعل في مناطق اخري في الأرض مما يزيد ثقة المستمع في الكاهن.
• اما عن التنجيم فهو استخدام مواقع النجوم والاحوال الفلكية في التنبؤ بحوادث الأرض. وهذا الفعل هو فعل محرم ويتم اعتباره من افعال الشرك بالله حيث ان مستخدمه يؤمن في استطاعة النجوم معرفة الغيب ومنها ما يصدقه البعض فيما يخص الابراج هذه الايام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد)).
• اما عن السحر فهي عقد وعزائم ورقي يقوم بها الساحر من اجل اصابة احد الناس بضرر او شر والذي يتضمن الموت او المرض او عدم الزواج او التفريق بين الازواج ومن يقوم باعمال السحر فهو كافر. وللسحر انواع كثيرة منتشرة ومن بينها سحر الاعين وسحر الجنون وسحر التفرقة وسحر الشعوذة وخفة اليد وسحر معرفة المغيبات.
• وبالنسبة للعرافة فقد تم تعريف العراف انه شخص يمكنه القيام بامور الكهانة والتنجيم فالعراف هو الرمال والمنجم والكاهن.
وفي النهاية فان علم الغيب لله وحده وان ليس على الأرض من يعلم ما قد يحدث له في المستقبل وقد قال الله تعالي ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ) وفي قول الله عز وجل: ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ) وقول الله سبحانه وتعالى: ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ). فان هذه الايات تشير الى ان الله سبحانه وتعالى قد امر رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن يعلم الناس بانه لا يعلم الغيب وأن لايعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى.