ما هو التوحيد الذي أقر به كفار قريش ؟، سؤال سنجيبكم عليه في هذا المقال فقبيلة قريش تعد واحدة من أكبر القبائل العربية لمكانتها الكبيرة في شبه الجزيرة العربية حيث كانت المسئولة عن الحرم المكي في العصر الجاهلي، أما عن سبب تسميتها بهذا البعض فيُقال أن كلمة قريش منسوبة إلى سمك القرش القوي الذي يسيطر على الأسماك الأخرى وهذا يشير إلى مكانة القبيلة في السيطرة على القبائل البدوية الأخرى، ويُقال انها سُميت بذلك نسبةً إلى “التقرش” أي التجارة، والبعض الآخر رجح أن السبب وراء تلك التسمية هو أنها توحيدها قبائلها التي كانت متفرقة.
والجدير بالذكر ان قبيلة قريش نتقسم إلى عدة قبائل فرعية من أبرزها قبيلة هاشم الجد الثاني للرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب قبيلة قصيّ بن كلاب وأسد بن عبد العزى، وبشكل عام ينقسمون إلى قبيلتين رئيسيتين وهما: قريش البطاح الذين كان دورهم العمل بالتجارة وحماية بيت الله الحرام، إلى جانب قريش الظواهر التي كان دورها على سرقة القوافل التجارية، على الرغم من كونها قبيلة كافرة إلا أنها أقرت بنوع من التوحيد سنذكره لكم في موسوعة.
ما هو التوحيد الذي أقر به كفار قريش
تنتمي قبيلة قريش في الأصل إلى بني مُضر وهي كانت أشهر القبائل في العصر الجاهلي التي عملت بالتجارة فكانت المسئولة عن الرحلات التجارية إلى الشام في الصيف واليمن في الشتاء، وفيما يلي نعرض لكم التوحيد الذي أقروا به:
كان التوحيد الذي أقر به كفار قريش هو توحيد الربوبية وهو يعني الاعتراف بأن الله عز وجل هو رب هذا الكون وخالقه، وهو من يتصرف في مقاديره حيث أنه الذي يرزق ويمنع ويرحم ويغفر ويكافيء بدخول الجنة ويعاقب بدخول النار، وهو الذي يحيي ويموت وهو القادر على كل شيء ولا يعجزه شيء في السمار أو الأرض.
ولم تكن قبيلة قريش وحدها التي اعترفت بتوحيد الربوبية بل الكثير من المشركين آنذاك اعترفوا بذلك على الرغم من عبادتهم لآلهة آخرون، وكان يّدعي البعض إشراكه تقربًا لله عز وجل، وهذا يعني عدم اعترافهم بتوحيد الألوهية، وذلك لا يعد إيمانًا كاملاً بالله، وقد ذكرهم الله في كتابه الكريم في العديد من السور من بينها سورة الزمر (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)
هناك الكثير من الأدلة على توحيد الربوبية في الكون من بينها خلق هذا الكون في السماء والأرض والنجوم والكواكب والجبال والبحر، والقرآن الكريم الذي يعد من معجزاته، إلى جانب المعجزات التي من ّ الله بها على رسله لتكون خير دليل على وجود خالق لهذا الكون ليؤمن آبه ذوي الألباب.
ذُكر توحيد الربوبية في الكثير من مواضع القرآن الكريم مثل ذكر المولى عز وجل لخلقه للسماوات والأرض مثل قوله تعالى في سورة الأعراف (إنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
كما ذُكر توحيد الربوبية في قوله تعالى في سورة القصص (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وكذلك في سورة يونس (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ).
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
يختلف توحيد الربوبية عن توحيد الألوهية في الإسلام، فتوحيد الربوبية يقر بوجود إله خالق لهذا الكون ويعترف بصفاته العلى.
أما توحيد الألوهية فهو يعني الإقرار بأنه لا يوجد إله في الكون إلا الله وحده، وفيه اعتراف من المؤمن بأنه لا يعبد إلا إياه، فيكون كامل إيمانه خالصًا له وليس لأي إله آخر.
وهو ما يشتمل عليه النصف الأول من الشهادة في الإسلام حينما يشهد بأن الله وحده هو الإله الواحد الأحد المُدبر أمر الكون والمتصرف في أمره، ولا يكتمل الإيمان والدخول في الإسلام إلا بالإقرار التام بتوحيد الألوهية.