يوجد العديد من الآثار التي تنتج من منع الزكاة، حيث أنها الركن الثالث من أركان الإسلام ومن دونها لا يكتمل أمر الدين، حيث أمر الله بينها وبين الصلاة في عدد من الأيات التي تم ذكرها فيما سبق.
بالإضافة إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إليه توفية حق الزكاة حيث قال: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله”
ومن الآثار المترتبة عند منع الزكاة ما يلي ذكره:
انتشار البخل وعبودية المال: يعتبر ذلك من أضخم الآثار المترتبة عند منع الأغنياء الزكاة، ينتشر البخل في كل مكان، حيث يعتب رمن أخطر الأمراض النفسية التي تتسبب التعاسة للإنسان في حياته وحتى مماته، استناد في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “تَعس عبد الدرهم،…” رواه البخاري.
انتشار الفقر والفقراء والبعد عن الواجبات الاجتماعية: من منع الزكاة عن فقير، جعله يبعد عن أداء الواجبات الاجتماعية، بالإضافة إلى ضعف قدرته في الحصول على أبسط الأمور التي يحتاجها في الحياة من مأكل وملبس ومشرب.
انتشار الحسد والبغضاء: تلك الأمر من أسوأ الأمور التي تنتج عن منع الزكاة، وهي انتشار البغيضة والحسد، يرى الفقير الغني وحلاوة عيشه فينظر له كيف حصل على كل ذلك وتبدأ من هنا نقطة الحسد والكراهية، حيث لا يمدون له يد المساعدة.
وجود فوارق كبيرة بين الطبقات الاجتماعية: الإسلام يقر بشكل عام عن الاختلاف في الأرزاق، ولكن منع الزكاة من قبل الغني للفقير، تجعل هناك تفاوت كبير بين طبقتين، وبذلك توجد طبقة شديدة الغني وطبقة شديدة الفقر.
انتشار ظهارة التسول: عندما يجد الفقراء المعيشة تزداد ضيق من حولهم ولا يوجد أحد يمد لهم يد المساعدة سوف يتجهون إلى التسول للحصول على أساسيات الحياة.
حكم ترك الأغنياء للزكاة
ترك الزكاة يعد كبيرة من الكبائر التي يعاقب عليها الله عز وجل، المؤمنين الموحدين بالله إذا أنكروا وجوب الزكاة على أموالهم وأموالهم فذلك يعد كفر بإجماع المسلمين، حيث أن إنكار شيء معلوم من الدين أمر مكروه.
كما توعد الله تعالى بشدة العذاب وجميع أنواع العقاب في الدنيا والآخرة بالإضافة إلى الشقاء والخسارة الدائمة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (سورة التوبة: 34-35)
إذا كان المؤمن مقر بوجوبها، ولا يقوم بإخراجها فذلك يعد بُخلاً، ولا يكون كافر عند أهل العلم، ويجب إرشاده ونصحه إلى الطريق السليم.
ما عقاب ترك الزكاة ؟
الزكاة ركن من أركان الإسلام ومن دونها يفقد المؤمن إيمانه، ومن تركها يكون له عن الله جزاء كبير في الدنيا والآخرة، ومن العقوبات التي تكتب عند ترك الزكاة ما يلي:
محق المال وتلفه: ترك الزكاة يؤدي إلى محق المال وضياعه، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة” رواه الطبراني.
التعرض للعنة الله والطرد من رحمته: التوعد ليس في الدنيا فقط ولكن دنيا وآخرة وسوف ينال العقاب في أقرب وقت، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “لُعن آكل الربا، وموكِله، وشاهديه، وكاتبه، والواشمة، والمستوشمة، ومانع الصدقة”.
الحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: يمنع تارك الزكاة من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” ولا أُلفِينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رُغاء”.
الابتلاء بمنع المطر والأخذ بالسنين: عن بُرَيْدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما منع قوم الزكاة، إلا اتلاهم بالسنين” (رواه الطبراني، وقد رواه الحاكم ) وقال ” ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القطر”.
العقوبة في الآخرة: سوف يعاقب تارك الزكاة دنيا وآخرة واستناداً لذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أتاه الله مالاً، فلم يؤد زكاته؛ مُثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يُطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزميه -أي: شدقيه-، ثم يقول أنا مالك”، ثم تلا النبي هذه الآية (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ( سورة آل عمران: 180)، كما ورد أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ولا صاحب إبل لا يُؤدي منها حقها، ومن حقها حلبها يوم وِردها، إلا إذا كان يوم القيامة بُطح لها بقاع قرقر، أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلاً واحداً، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أولاها رُد عله أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار” رواه بخاري ومسلم.
التوعد بنار جهنم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أُحمي عليه في نار جهنم، فيُجعل صفائح، فيُكوى به جنباه وجبينه، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة” وفي رواية أخرى ورد ” ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار، فأُحمي عليه في نار جهنم، فيُكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أُعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار” ، وتأكيدا للحديث عن أمر الدخول إلى النار قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) ( سورة التوبة: 34-35)
تشبيه تارك الزكاة بالمشرك: شبه الله تعالى تارك الزكاة بالمشرك ذلك في قوله تعالى: (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) (فصلت: 6-7)