لماذا نصوم رمضان ؟ هل فكرتم يوماً وخلال تلك السنين الطويلة من صيامكم شهر رمضان ما الفائدة من صومه، صيام شهر رمضان هو فرض من الله على كل مسلم ومسلمة عاقلين بلغوا الرشد، وكثير من المسلمين يصومونه اتباعاً لمجتمعهم وذويهم، فقد نشأ الجميع منذ طفولتهم وهم يعلمون أن المسلمون جميعاً يصومون سوية شهر رمضان كل عام طاعة لله وتنفيذاً لفروضه دون البحث في الحكمة من وراء الصيام.
إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يجول بها هذا السؤال في ذهنكم، ننصحكم بمتابعة هذا المقال المقدم لكم من موقع موسوعة لتعرفوا الإجابة.
لماذا نصوم رمضان
فرض الله سبحانه وتعالى الكثير من العبادات على الإنسان، ولكل منها حكمة خفية لا يعلم إلا الله وحكمة يعلمها الإنسان، كما أن لكل عبادة أثرها المختلف على النفس البشرية.
وما فرض الله علينا من أمر إلا ليغفر لنا جزاء إتباعه، وليرفع به الناس درجات في الجنة.
وأما عن عبادة الصيام فلها عظيم الأثر على حياة الإنسان ونفسه، وبالطبع يختلف هذا الأثر من عبد لعبد بناء على خلاص نيته لله وحده عز وجل.
وجزاء الصيام لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فخص به نفسه ويجزي به كما يشاء.
فالصيام هو اختبار لمدى القدرة على التحكم بالنفس وكبح جماحها وترويضها على أداء الطاعات، وسنتناول آثار الصيام على النفس بالتفصيل لاحقاً.
فضل شهر رمضان
روي عن رسول الله أنه قال :”مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”، وفي هذا الحديث بيان عظيم على فضل شهر رمضان، فمن صامه والتزم بما أمر به الله غفر الله به ذنوبه جميعاً جزاءً له.
كما أنه ومع أول ليلة في رمضان تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة في إشارة لأن رمضان فرصة عظيمة للتائبين الراغبين بالعودة لطريق الهداية، فهو شهر الرحمة والغفران.
يمسك الله سبحانه وتعالى الشياطين طوال شهر رمضان، فلا يعود لهم من سلطان على أحد لدفعه لارتكاب الذنوب والمعاصي، لذلك فهو فرصة عظيمة ليحاسب المرء نفسه ويعرف حقيقتها، ويستطيع تقييمها فما يصدر منها هو ما تعبر عنه وليس من نزغات الشياطين.
شهر رمضان تقع به ليلة القدر وما من ليلة أفضل منها وأعظم أجراً منها تمر على المرء المسلم.
أثر الصيام على الإنسان
يعتقد كثير من الناس أن الصيام يعني الامتناع عن الطعام والشراب لبعض الوقت، وان المسلم لا يعد صائماً بعد أن بتناول إفطاره ليبدأ صيامه من جديد عقب آذان الفجر.
وهذا أمر غير صائب فصيام المسلم يكون عن الشهوات جميعها وليس شهوة الطعام والشراب فقط.
فامرنا الله بعفة اللسان والامتناع عن الكذب، والبعد عن الغيبة والنميمة، فضلاً عن الإكثار من الطاعات والعبادات ومساعدة الآخرين.
يظهر أثر الامتناع عن الطعام والشراب على النفس، بأن المرء يصبح أكثر تعاطفاً مع من حوله من الفقراء ممن لا يجدون قوت يومهم.
يزرع الصيام في النفس حب العطاء ومساعدة الآخرين، فضلاً عن تقدير نعم الله على العبد.
يتعلم المرء الإرادة وقوة التحمل ويطبقها في كافة شئون حياته.
كما تهذب النفس وتعتاد عفة اللسان، لما ترى من أثرها في السلام النفسي ومحبة الآخرين وقربهم منه.
من أعظم آثار الصيام على النفس أنه يلهمها تقواها كما جاء في قوله تعالى :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
أيام رمضان هي خير أيام لنيل رحمة الله والفوز بغفرانه، وبعد أن علمتم فضل شهر رمضان والحكمة من صيامه جاهدوا أنفسك لاستغلال كل يوم فيه، فكل يوم هو فرصة لكم لصلاح أنفسكم.