يتردد كثيراً التساؤل حول لماذا لم يؤذن الرسول في حياته وسوف نجيبكم حوله في المقال التالي عبر موسوعة حيث إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وأسوتنا في كل عمل هو خير لنا في دنيانا وعاقبة أمرنا، وقد شرع الأذان لكي يلبي المسلمين النداء ويستجيبون إليه لكي يقيموا الصلاة والذهاب إلى المساجد، ولكي يكونوا على علم دائم بحلول موعد الفريضة في الصلوات اليومية الخمس.
وهو سؤال يستحق أن يطرح كما ويستحق الإجابة عليه وقد ورد عن العلماء الأجلاء في الدين الإسلامي الجواب على ذلك السؤال بأكثر من رأي وأكثر من سبب لعلنا نجدها جميعاً صائبة وهو ما سوف نعرضه بالفقرات التالية من مقالنا، فتابعونا.
لماذا لم يؤذن الرسول في حياته
الرد الأول جاء مشيراً إلى ما يتضمنه الأذان من دعاء ونداء بالقدوم إلى الصلاة في عبارة (حي على الصلاة، حي على الفلاح)، ففي حالة كان ذلك النداء من نبينا الحبيب لكان لزاماً على كل من يسمعه أن يلبي النداء ويجيبه طاعة لله عز وجل ورسوله المصطفى، ومن تخلف عنه فقد أثم وعصى وقد يصل الأمر إلى مرتبة الكفر ولعياذ بالله .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف (كلكم تدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
كما يوجد رأي آخر يرى أن السبب يرجع فيما يتعلق بعدم قيام النبي الكريم بالأذان أنه صلى الله عليه وسلم قد بعث داعياً لكي يدخل الناس الإسلام ولكون الأذان يتضمن عبارة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)، ثم يقال بعدها (حي على الصلاة، حي على الفلاح) .
ففي ذلك كأن النبي الحبيب يدعو إلى نفسه ولأن يتبعه الناس، ولكن ذلك القول يعد ضعيف بالنسبة لنا إذ أن النبي الحبيب كان يدعوا إلى اتباعه بالفعل وأنه صلى الله عليه وسلم نبي الله ولابد من الإيمان به فما المانع إذاً من قولها في الأذان، كما ورد أنه في حالة قالها النبي الحبيب لأصاب الناس وهو وجود نبي آخر غيره في عهده أو بعده.
لماذا لم يؤذن نبينا الكريم في حياته ولو مرة
نستكمل في الفقرة الآتية أسباب عدم قيام النبي الحبيب في حياته الشريفة بالأذان:
ورد أن الأذان قد شرع للمسلمين وفقاً لمنام قد ورد لغير الرسول صلى الله عليه وسلم بل رآه غيره وحينما أقره النبي الحبيب بوحي من الله تعالى قد أوكله لغيره حيث كان منشغلاً بأمور أخرى متعلقة بالدعوة، ولكون الأذان يعد من قبيل الأمانات إذاً لم يوجد ما يمنع من أن يسندها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يثق به ويرتضيه لتلك المهمة السامية وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك (الإمام ضامن، والمؤذن أمين)، حقاً صدقت يا رسول الله فالمؤذن أمين إذ لا يوجد أحد يصلي في مغارب الأرض ومشارقها يصلون وكذلك يفطرون في شهر رمضان المبارك إلا حين سماع ندائه منادياً للإفطار أو الصلاة، ولذلك فهم مؤتمن وأمين على ذلك العمل، ويحمل الثقة من الله ورسوله والمسلمين جميعاً.
أقوال الفقهاء في عدم تأدية الرسول للأذان
وقد ذكر عن العلامة الشيخ (عز الدين بن عبد السلام) قول آخر معللاً به عدم قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بالأذان أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو قام بالأذان مرة واحدة لوجب عليه التثبيت والاستمرار والمواظبة على أداء الأذان إلى جانب الخطابة والإمامة، وكيف يمكنه صلى الله عليه وسلم التفرغ خمس مرات باليوم بأوقات محددة ودقيقة في اليوم وكيف ذلك وهو النبي الحبيب المثقل بمهام الدعوة والرسالة.
وقد ورد عن الإمام الشوكاني بـ(نيل الأوطار) حينما قارن ما بين الأفضلية ما بين الإمامة والأذان فيقول في ذلك الشأن (أن الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم من بعده لم يثبت أنهم أذنوا، بل أمّوا فقط، ومشى على نهجهم كبار الفقهاء والعلماء من بعدهم).
وفي ذلك دليل على كون الإمامة أكثر أهمية ولها مسؤولية أكبر، وذلك هو السبب في تولي الرسول صلى الله عليه وسلم الإمامة بنفسه وأوكل الأذان لغيره ولا يعني ذلك التقليل من قيمة الأذان وأهميته، كما لا ينتقص من شأن المؤذن، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث الشريف التالي (إن المؤذنين يبعثون يوم القيامة أطول الناس أعناقاً)، وبذلك يتبين مدى سمو مقام المؤذن في الحياة الدنيا والآخرة.