لماذا ارسل الله الرسول محمد في رحلة الاسراء و والمعراج ، قال الله تعالى في سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير) و انطلاقاً من هذه الأية الكريمة سوف نتحدث في مقالنا اليوم على موسوعة عن رحلة الإسراء و المعراج بكافة تفاصيلها. تابعونا.
لماذا ارسل الله الرسول محمد في رحلة الإسراء والمعراج
قبل الحديث عن رحلة الإسراء و المعراج بشكل مفصل كان لابد من ذكر بعض المفاهيم الخاصة بتلك الرحلة المقدسة، و أول هذه المفاهيم هو ما المقصود بالإسراء و ما هو المعراج و ما هي الحكمة الربانية من تلك الرحلة.
أولاً مفهوم الإسراء: المقصود به المسير بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام من المسجد الحرام (الموجود بمكة المكرمة) إلى المسجد الأقصى (الموجود بفلسطين)، و وقت هذا الإسراء كان لجزءاً من الليل فقط، على الرغم من أن الزمن الحقيقي لتلك الرحلة يُقدر بأربعين ليلة، ولكنها إرادة الله سبحانه و تعالى وقدرته التي تتخطى المكان و الزمان، سبحانه فهو خالق الزمان و المكان.
ثانياً مفهوم المعراج: و المقصود به تلك الرحلة السماوية التي تلت الإسراء، حيث انتقل الرسول صلى الله عليه و سلم من الأرض إلى السماء و ذلك في مدة تُقدر بليلة واحدة.
ثالثاً الحكمة الربانية من الرحلة: إن الحكمة الربانية من حدوث أي شيئاً دوماً تكون فوق توقعات عقول البشر، و لذلك فقد أوضح الله سبحانه و تعالى حكمته من رحلة الإسراء و المعراج التي جعل رسول الله يقوم بها، ولكن يجب قبل ذكرها أن نقول أن الحكمة كانت لأكثر من سبب و ليس لسبب واحد.
كان الله سبحانه و تعالى يريد أن يثلج صدر الرسول من آلام الفراق الكامنة في صدره إثر فراق السيدة خديجة له، فقد جاءت لتسلية الرسول و إدخال السرور لقلبه بعدما ماتت السيدة خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم، و أيضاً بعد فقد الرسول لعمه أبو طالب، فالأمر ببساطة كان ليهون الله عليه حزنه.
كانت الرحلة امتحان حقيقي للمسلمين، فمن سيصدق رسول الله عندما يحكى أنه ذهب إلى تلك الرحلة فهذا هو قوي الإيمان بحق، فمثلاً قال أبو بكر للرسول عندما سمع هذا الخبر (لئن كان قال ذلك، لقد صدق).
و كذلك جاءت الرحلة لتهون على الرسول من هول التعب الذي شهده من قومه عندما كان يدعوهم للإسلام، حيث تلقى منهم أشكالاً شتى من العذاب و المحن، فعندما كان يدعو قومه للدخول في الإسلام كان يُلاقى ذلك بالاستهزاء و الاستخفاف و الرفض، فمثلاً عندما ذهب الرسول ليدعو أهل الطائف للدخول في الإسلام استهزءوا به و أذوه حتى سال الدم من قدمية، لذلك أراد الله سبحانه و تعالى أن يثبت فؤاده و يقف لجواره بعدما تخلى عنه أهل الأرض و كأنه يقول له إن تركك أهل الأرض فأهل السماء يرحبون بك دوماً.
و الآن بعد أن تعرفنا على أهم المفاهيم سوف ننتقل إلى التفاصيل.
تفاصيل ليلة الإسراء و المعراج
كان الرسول صلى الله عليه و سلم نائماً فأتاه من شق قلبه ثم أخرجه من جوفه و سقاه حكمة و إيمان.
أتت دابة تُسمى البُراق، فحملت النبي و جبريل عليهما السلام في تلك الرحلة، و هذا البراق سريع جداً لدرجة لا يتخيلها عقل بشري.
ذهبت الدابة في البداية إلى بيت المقدس، و هناك دخل الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى و صلى بالأنبياء ركعتين.
عندما خرج الرسول من المسجد الأقصى وجد جبريل في انتظاره و معه كوبين الأول به خمر و الثاني به لبن، فاختار عليه أفضل الصلاة والسلام كوب اللبن، و هنا علم جبريل أنه اختار الفطرة (و ذلك لأن قلبه قد شُق و زُرع فيه الإيمان الخالص) ثم أخبره بذلك.
بدأت الرحلة السماوية عندما صعد الرسول و معه جبريل إلى السماء الأولى و كان بها سيدنا آدم فسلم آدم على رسول الله.
ثم صعد إلى السماء الثانية استفتحها ففُتحت، ووجد بها الرسول سيدنا عيسى عليه السلام و سينا يحيي ثم سلما على الرسول و جبريل والذين بدورهما ردا السلام و الترحيب.
و عندما صعد الرسول إلى السماء الثالثة بعدما استفتحها فوجد فيها سيدنا يوسف، الذي كان في استقباله فسلم عليه.
و عندما صعد الرسول إلى السماء الرابعة وجد فيها سيدنا إدريس، ثم في السماء الخامسة وجد فيها النبي هارون رضى الله عنه، و بينما صعد إلى السماء السابعة وجد فيها سيدنا موسي عليه السلام.
و عندما صعد إلى السماء السابعة وجد فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام، و الذي كان مُسنداً ظهره على البيت المعمور.
و بعد تلك الرحلة في السماوات السبع، وصل الرسول صلى الله عليه و سلم عند سدرة المنتهى، فبدت في منُتهى الجمال و الحُسن.
و عند سدرة المنتهي، و هو المكان الذي يعلو السموات السبع، عرف الرسول أنها المكان الذي يُكتب فيه الأقدار و ذلك عندما سمع صوت الأقلام، و هناك فرض الله على الرسول الصلاة و عددها 50 صلاة يومياً.
و عندما نزل النبي إلى سيدنا موسى، نصحه بأن يدعو الله ليُخفف كل تلك الصلوت عن المسلمين لأن أمه محمد لن تطيق و لن تتحمل كل تلك الصلوات.
فرجع النبي مرة أخرى إلى الله سبحانه و تعالى يسأله التخفيف، فخففها الله إلى عشرة، ثم طلب الرسول المزيد من التخفيف فخففها الله تعالى إلى خمسة في اليوم و لكنها في الأجر بخمسين و هم صلاة ( الفجر و الظهر و العصر والمغرب و العشاء)، حيث نادى مُنادي قائلاً (إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي).