كيف نستقبل رمضان ؟ ، ما هي إلا أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم بفضله وكرماته. هذا الشهر الذي لا يُضاهيه مثيل في أشهر السنة كلها. فتستقبله الأمه الإسلامية وكأنه زائر خفيف سرعان ما ينجلي. فيكونوا على أهبة الاستعداد له لاقتناص كل لحظة من لحظاته المباركة التي لا نعلم إن كانت ستتكرر مرة أخرى أم لا. فإن كنت ترغب في تهيئة نفسك لاستقبال هذا الشهر المبارك، عليك أن تُتابع مقال اليوم على موسوعة.
كيف نستقبل رمضان مكتوب
شهر رمضان ما هو إلا منحة ربانية تأتي من رب العباد إلى المسلمين، وكأنها فرصة جديدة عليهم اقتناصها لتجديد الإيمان بداخلهم.
والتخلص من تلك الذبوب والآثام المُحملة في أعناقهم. والتي تُعيقهم عن التقرب من الخالق، واستشعار حلاوة هذا القرب.
ولا يقتصر البر في رمضان على الشق الرباني وحسب. بل أنه الشهر المقدس الذي ذُكر في كتاب الله عز وجل.
والذي يحرص فيه المسلم على أن يصل إلى درجة من المثالية العالية. هذا فضلاً عن دوره في توحيد صفوف الأمة، وصلة الأرحام.
فهو الشهر الذي على الإنسان أن يستغله استغلالاً صحيحاً، بعيدًا عن تلك المُلهيات الشيطانية التي تُصرفه عن استشعار نسائم رحماته.
على أن يكون على يقين بأن مثل تلك الأيام لن تنتظرك حتى تعترف بأهميتها.
فسرعان ما تنجلي لتترك فيك الأثر بالطمأنينة والأمن الرباني، وربما بالندم والحسرة على ما فرطت فيه من أيام يعلم الله وحده إن كانت ستتكرر عليك مرة أخرى أم لا.
كيف نستقبل رمضان ارشادات
من الضروري أن تكون على علم تام بأن روحك هي من تحتاج تلك الأيام لتسمو وتصفو بمعرفة خالقها. فلا تُفرط فيها لمواصلة الأعمال، أو الانشغال في الملهيات.
فإن عزمت على القيام بتغيير جذري فعليك أن تتبع تلك الإرشادات المقدمة لك:
النية
في بداية الأمر عليك أن تتحلى بالنية الصادقة مع الله. بأن تجعل رمضانك هذا العام مختلف عن سابقه تماماً.
وأن يكون هدفك فيه أن لا تضيع لحظة دون ذكر الله عز وجل.
تنظيم الوقت بشكل جيد ما بين العمل أو الدراسة، وما بين الحياة الروحانية التي ستقضيها بصحبة الله تعالى.
فالتنظيم هو خير الخطوات التي يُمكنك من خلالها أن تواظب على النجاح في العلاقة الربانية.
وكذلك في علاقة الدراسة أو العمل التي ترتبط بها، بحيث لا تضغى أياً منهم على الأخرى.
معرفة المزيد عن فضائل الشهر الكريم
لا تنسى بأن تلك المعلومات التي تقرأها، والكتب التي تطلع عليها والتي تُخبرك بفضل رمضان، من شأنها أن تُنمي النزعة الإيمانية في داخلك.
وبالتالي تُساعدك على بذل المزيد في سبيل الحصول على تلك المغفرة والرحمة التي وعد بها الله في هذا الشهر.
ولا يقتصر الأمر على معرفة الفضائل فحسب، فمن الضروري أن تتعرف أيضاً على أحكام الصيام وسائر العبادات لتُتمها على أكمل وجه ممكن.
بدء صفحة جديدة في علاقاتك مع الآخرين
لا يُمكن أن تدخل هذا الشهر الكريم، وبداخل قلبك حقد، غل، أو كره لمن حولك.
كل ما عليك هو أن تغسل قلبك من تلك المشاعر السلبية. وأن تتخلص منها على الفوز.
ليكون قلبك خالي مستعد لاستشعار تلك النسمات المتجلية من الرحمة والمغفرة، وتقتنص منها.
التوبة
من أهم الوسائل التي يُمكنك من خلالها أن تستعد بشكل جيد لاستقبال الشهر الكريم.
وتتمثل في الرجوع عن كافة الذنوب والآثام التي سبق واقترفها الإنسان في حياته، مهما كانت كبيرة وعظيمة فرحمة الله تسع كل شيء.
كما أنه لا يستطيع المسلم أن يبدأ صفحة جديدة مع الله دون أن ينهي حساباته القديمة التي تقف حائلاً ما بينه وبين المغفرة.
ويتجلى هذا الأمر واضحاً في تلك الأيام السابقة للشهر الكريم، والتي بها يقضي الإنسان ما عليه من فروض، ليرفع شعار التغيير إلى الأفضل في رمضان، ويستمر عليه طوال حياته.
الاستمرار في فعل الخيرات
ديننا الحنيف لم يأمرنا بأن نؤدي العبادات والطاعات فحسب.
فهو دين المعاملة الذي وضع دستور في العلاقات بين الأشخاص بمختلف أنواعها.
وفي الشهر الكريم عليك أن تلتزم بعلاقاتك مع الآخر، فتحرص على بر الوالدين، إنصاف المظلوم، حسن التعامل مع الجار.
عدم التقليل من أهمية الشهر المبارك. والحرص على استغلال كل لحظة به.
وضع جدول تنظيمي بعدد الأذكار التي عليك أن تقرأها في صباح كل يوم، وكذلك الأدعية التي توَّد أن تدعو الله بها.
هذا فضلاً عن الوِرد القرآني، وعدد ركعات قيام الليل وغيرها من الأمور التي تُساعد على تذكيرك بالأعمال المطلوبة منك يومياً.
المساهمة في الأعمال الخيرية التي تُنمي بداخلك روح السعادة والرضا، وتُشعرك بنعمة الله عليك فتقدرها.
وبهذا عزيزي القارئ تستقبل رمضان وأنت على أهبة الاستعداد لتنال من فضل الله وكرمه. ولتخرج من هذا الشهر الفضيل غانماً بإذن الله.