تعرفوا معنا في المقال التالي حول كيفية صلاة الشفع والوتر في موسوعة حيث إن الصلاة هي ثاني أركان الإسلام وعمود الدين حيث يتواصل بها العبد مع ربه جل وعلا، وقد فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين وبذلك أصبحت واجبة وفرض يثاب فاعلها ويأثم تاركها، وإلى جانب الفروض اليومية الخمس يوجد السنن التي نقوم باتباعها عن النبي الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه يترتب على القيام بها الثواب بينما تركها لا يوجد عليه عقاب ولكن الله تعالى يسأل تاركها عنها يوم القيامة.
ومن قبيل السنن النبوية صلاة الشفع والوتر وهي من بين السنن المؤكدة عن النبي الكريم، والشفع باللغة يقصد به العدد الزوجي بينما الوتر يعني العدد الفردي، وحينما نقوم بتلك الصلاتين عقب القيام بصلاة العشاء بحيث يتم ختم العشاء بها فما بعد هذه الصلاة يبدأ وقت صلاة الليل والتهجد، ويقوم بها العبد المسلم بالتقرب من الله سبحانه حيث يكون بها أقرب إلى خالقه ويكون الدعاء مستجاب.
كيفية صلاة الشفع والوتر
ورد ذكر الشفع والوتر في رواية سالم بن عبد الله بن عمر حين قال (عن ابنِ عمرَ أنه كان يفصلُ بينَ شفعِه ووترِه بتسليمةٍ وأخبر ابنُ عمرَ أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- كان يفعلُ ذلك، ويتم صلاتها ثلاث ركعات يقرأ المصلي في أولها سورة الفاتحة ثم سورة الأعلى، وفي الثانية يقرأ الفاتحة وسورة الكافرون ثم يسلم.
الركعتان السابقتان تسميان الشفع، بينما الوتر تكون ركعة واحدة تتبع الركعات السابقة يتم بها قراءة الفاتحة ثم الإخلاص، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف الطريقة التي أوصانا النبي الحبيب باتباعها في أداء صلاة الشفع والوتر (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَكانَ يقولُ: سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثًا، ويرفعُ صوتَه بالثَّالثةِ).
ومن الجائز أن يقوم المصلي بإيصال الركعات الثلاث دون التسليم فيما بينهم ولا يقعد بالتشهد الأوسط لكي لا تتشابه مع صلاة المغرب بل يكون بها قعود واحد بالتشهد الأخير، ومن الجائز أن يوتر بخمس، أو سبع، أو تسع، حتى إحدى عشر ركعات وفي ذلك قال الحبيب المصطفى (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ، ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).
ما يقرأ في الشفع والوتر
لا يوجد نص صريح يقضي بما يجب أن يتم قراءته في صلاة الشفع والوتر من سور قرآنية أو آيات من الذكر الحكيم ولكن ورد أن المستحب في الثلاث ركعات الأخيرة أن يتم قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الوتر وهي الركعة الفردية الأخيرة يتم قراءة سورة الإخلاص.
والأفضل أن يسلم من ركعتي الشفع ثم يسلم ويفرد واحدة، وإن جمع الثلاث عليه أن يسرد الثلاث سور جميعها ولا يجلس إلا في الأخيرة وكل ذلك هو سنة، بينما الأفضل أن يتم التسليم من الاثنتين وبعدها الوتر ركعة واحدة.
صلاة الشفع والوتر فضلها
إن الالتزام بأداء صلاة الشفع والوتر فضل عظيم في حياة الفرد الدنيا والآخرة، ولابد على المؤمن بالالتزام بأدائها والمحافظة عليها لكونها سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه، فلا يترتب على تركها إثم ولكن مكروه على المسلم أن يتركها، ويبدأ وقتها عقب صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، ومن ثم ينتهي الوقت المتاح فيه أدائها فور ارتفاع أذان الفجر الأول.
ولم يكن الرسول الحبيب يتركها سواء في سفر أو حضر، وقد قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادكم صلاةً فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ: الوِتْرُ الوِتْرُ)، وقد حثنا الحبيب المصطفى على أدائها حين قال (مَن خاف أن لا يقومَ من آخِرِ الليلِ، فلْيُوتِرْ أولَه، ومَن طَمِع أن يقومَ آخِرَه فلْيُوتِرْ آخِرَ الليلِ فإن صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودةٌ، وذلك أفضلُ).
وحينما يحين وقت أذان الفجر وكان المصلي لم ينهي صلاة الوتر بعد عليه أن يقوم بإكمال صلاته وتكون مقبولة وصحيحة بأمر الله، ولمن يخشى عدم التمكن من القيام آخر الليل فإن السنة تقتضي الصلاة أول الليل إما ركعتين، أو أربع ركعات، أو ست ركعات، أو ثمانية مع التسليم عقب الانتهاء من كل ركعتين، ثم يقوم بصلاة ركعة واحدة قبل النوم، ومن كان على يقين أنه سوف يصلي قيام الليل عليه أن يؤخر الوتر إلى آخر الليل قبل التهجد.
حكم صلاة الشفع والوتر
حكم صلاة الشفع والوتر هو الاستحباب وليس الوجوب ويمكن للمسلم أن يوتر قدر استطاعته وقدر ما يشاء ويكون هناك متسع من الوقت ليؤديها إما بوقتها عقب الانتهاء من صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ولعل العلم بالطريقة الصحيحة لأدائها أمر هام من أمور الدين وقد ذهب بعض علماء الإسلام إلى وجوبها، ولكن الجمهور أجمعوا على أنها سنة مؤكدة عن الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم، وقد قال فيها الحبيب المصطفى في الحديث الشريف (أَوْتِرُوا قَبْلَ أنْ تُصْبِحُوا).
كما يرد تساؤل على أذهان الكثير من المسلمين حول صلاة الوتر وهو ماذا يمكن أن يتم إذا أذن الفجر قبل قيامه بصلاة الوتر وحينها يمكنه أن يقوم بصلاتها مع قيامه بصلاة الضحى ويصلي ما يمكنه صلاته سواء كان ركعتين، أو أربع ركعات، حيث كان الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم يصلي الوتر إحدى عشر ركعة وإن فاتته ولم يصليها لنوم أو لمرض يصليها اثنتي عشر ركعة، وقد ورد ذكر صلاة الشفع والوتر في القرآن الكريم بسورة الفجر الآية الثالثة (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).