مع انتهاء شهر شعبان، يبدأ المسلمون يتساءلون كم على رمضان . فهذا الشهر المبارك ينتظره المؤمن من عام لآخر ليتقرب فيه إلى الله، ويغسل روحه من الذنوب والخطايا التي تتكبدها يومياً. فالنفس البشرية عزيزي القارئ أمارة بالسوء، فقال عنها المولى في كتابه العزيز “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا”. وكثيراً ما يقع الإنسان في الذنوب والمعاصي، فيحتاج إلى دافع يُساعده على الرجوع إلى الله، وما من دافع خير من رمضان. ذاك الذي تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار وتُصفد فيه الشياطين، فلا يكون للإنسان سوى الانتصار على شيطان النفس وحسب. فما هو الوقت المتبقي على شهر رمضان هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية على موسوعة.
وفق الحسابات الفلكية في العديد من الدول العربية فإن الخامس من شهر مايو لعام 2019 هو المُتمم لشهر شعبان، وعليه تكون غرة شهر رمضان في الاثنين السادس من نفس الشهر، وبالتالي تفصلنا عن رمضان ساعات قليلة فتبدأ اليوم أولى شعائره بعد صلاة العشاء، إذ يجتمع المسلمون لأداء صلاة التراويح في المساجد.
ولعل السبب الرئيسي في استمرار التساؤل عن بداية شهر رمضان المبارك، هو الرغبة الملحة في نفس المسلم التي تجعله يلتمس بداية الشهر ليبدأ صفحة جديدة في علاقته مع المولى عز وجل، وذلك إيماناً بالرحمة والمغفرة التي تسود الدنيا في تلك الليالي المباركة، فهي خير فرصة على المسلم أن يُدركها ليخرج منها كأنه وُلِد من جديد.
ولا تستهين بهذا العاصي المُقبل على الله في شهر رمضان، فهذا ليس نفاق أو رياء كما يزعم البعض، لكنها والله ثقة في القدير بأنه سيغفر ويعفو كافة الذنوب مهما بلغت. فلعل رمضان يكون سبب تغيير حياته، وتحويل طريقه ليجعل مرضاة الله هي غايته الأساسية. وعليه وجب علينا الاستعداد الآن لشهر الرحمة حتى نستقبله خير استقبال بإذن الله.