كم عدد فروض الوضوء ؟، ستجد إجابة هذا السؤال في هذا المقال في موقع موسوعة، كما سنعدد فرائض الوضوء وسننه ومكروهاته ونواقضه كما ذُكر في القرآن الكريم وفي السيرة النبوية وحسب ما اتفق عليه علماء المسلمين، فالإسلام هو دين التطهير سواء كان تطهير للروح والنفس أو تطهير للبدن، واهتم الإسلام بشكل كثيف بالنظافة في كثير من المواضع، فأوجب الله أن يكون المسلم على وضوء إذا أراد الصلاة، وكانت الحكمة من وراء هذا هو أن يبقى المسلم نظيف وطاهر طوال اليوم، فالله جميل يحب الجمال، وكما قالوا قديمًا فالنظافة من الإيمان، ولذلك علينا أن نتعلم طريقة الوضوء الصحيحة حتى نتوضأ كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.
ما هو الوضوء
الوضوء هو إغمار أجزاء معينة من الجسم بالماء، وذلك بنية التعبد، وفي الإسلام يتم إغمار أجزاء معينة من جسم بالماء أثناء الوضوء وليس الجسم كله، فالوضوء هو طهارة للبدن، أوجبه الله على المسلمين كافة، وجعله ركن أساسي من أركان الصلاة، وبدونه لا تقُبل الصلاة.
كما وضع الله عز وجل شروط وقواعد للوضوء يجب على المسلم أن يلتزم بها لكي يكون وضوئه صحيح، وهناك فروض في الوضوء واجبة يجب أن يأتي بها المسلم لكي يصح وجوبه.
وهناك سنن يمكن أن يقوم بها المسلم ويمكن ألا يقم بها، وهناك باب كامل في الفقه خاص بالوضوء وكيفته والأحكام المتعلقة به، والوضوء هام للغاية لدى المسلمين كافة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ”.
كم عدد فروض الوضوء
فرائض الوضوء هي الأمور الواجبة التي يجب أن يلتزم بها المسلم عند الوضوء، وذُكرت فرائض الوضوء في القرآن الكريم في سورة المائدة في قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وقام علماء المسلمين بتوضيح فرائض الوضوء بعد الرجوع إلى القرآن الكريم وإلى السنة النبوية، وهي:
النية: النية واجبة في كل الأعمال الدينية وفي كل أركان الإسلام وليس في الوضوء فقط، والنية محلها القلب وليس من الضروري أن يجهر بها المسلم، فعند الوضوء يجب أن ينوي المسلم أن يتوضأ إرضاءً لله ولنيل الثواب، والنية من أهم الأمور التي يجب أن تتوافر قبل القيام بأي عمل ديني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”.
تسمية الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه”.
غسل الوجه كله.
غسل اليدين كلها من الأصابع إلى المرفقين.
مسح الرأس كله أو بعضه.
غسل الرجلين إلى الكعبين، فقد روي في الطهارة عن بعض صحابة النبي: أن رسول الله رأى رجلا يصلي في ظهر قدمه لمعه كقدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره رسول الله أن يعيد الوضوء والصلاة.
الترتيب والموالاه فرض عند أغلب الفقهاء.
اوضح الصحابة والتابعين الترتيب الواجب في الوضوء بوصفهم لوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: روى حمران مولى عثمان، أخبره أنَّ عثمان بن عفان رضي الله عنه: (دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم).
سنن الوضوء
هناك بعض الأركان التي كان فيها خلاف بين جمهور العلماء فيراها البعض فرض من فروض الوضوء، ويراها البعض الآخر سنة مؤكدة، ومنها:
التسمية، يرى البعض أن التسمية من السنن المؤكدة وليست فرض عند الوضوء، وإذا نساها المسلم فيصح وضوئه وليس عليه تكرار الوضوء مرة آخرى.
إذا كان هناك إناء وكانت المياه ثابتة وليست جارية، فيرى العلماء أن من السنة غسل الكفين قبل وضعها في الإناء.
المضمضة، وهي ملئ الفم بالماء وتحريك الماء داخل الفم ثم قذفه، وفيه اختلف العلماء في الحكم فهناك من يراه واجب وهناك من يراه سنة
استخدام السواك مع الوضوء قبل كل صلاة، وذلك إستنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لولا أن أشقَّ على أمتي، أو على الناسِ لأمَرتُهم بالسواكِ معَ كلِّ صلاةٍ”.
الإستنشاق والاستنثار، وهو ادخال المياه إلى الأنف ثم قذفها إلى الخارج، اختلف العلماء في الحكم فهناك من يراه واجب وهناك من يراه سنة.
مسح الأذنين من الخارج ومن الداخل.
التثليث، أي القيام بالفعل ثلاث مرات، فقد جاء في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا، وربما غسل بعض أعضائه مرتين وبعضها ثلاثا.
عدم الإسراف في الماء.
الوضوء في مكان طاهر غير نجس.
الصمت وعدم الحديث أثناء الوضوء من السنن المؤكدة.
من السنن المؤكدة أن يقول المسلم بعد إتمام الوضوء ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”.
بعد إتمام الوضوء من السنة أن يصلى المسلم ركعتين سنة الوضوء.
نواقض الوضوء
هناك عدة الأمور التي إذا آتاها المسلم يعتبر وضوئه منقوض، وعليه أن يعيد الوضوء مرة آخرى إذا أراد أن يقوم للصلاة، وقد ذكرت نواقض الوضوء في العديد من المواضع في السنة النبوية، وقام الفقيه عبد الواحد بن عاشر بتجميع نواقض الوضوء كلها في متنه، فقال “نَواقِضُ الْوُضوءِ سِتَّةَ عَشَرْ بَـوْلُ ُ وَريـحُ ُ سَلَسُ ُ إذا نَدَرْ وَغَائِـطُ نَـوْمٌ ثَقيـلٌ ُ مَـذْيُ سُكْـرُ ُ وَإِغْمَـاءُ جُنونُ وَدْيُ لَمْسُ وَقُـبْلَةُ وَذَا إنْ وُجِـدَتْ لَـذَّةُ عَـادَةِ ِ كَـذَا إنْ قُصِدَتْ إِلْطَـافُ مَـرْأَةِ ِ مَسُّ الذّكَـرْ وَالشَّكُّ في الْحَدَثِ كُفْرُ مَنْ كَفَرْ وَيَجِـبُ اسْتِبْراءُ الأخْبَثَيْن مَع سَلْـتِ ِ وَنَتْرِ ذَكَرِ ِ والِشَّدَّ دَعْ وَجَازَ الاسْتِجْمَارُ مِنْ بَوْلِ ذَكَرْ كَغَائِـطِ ِ لاَ مَـا كثيراَ َ انْتَشَرْ”.