قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الجزء الأول هي التي تُنير الكون ضياءً، إذ أنه بأمر الله أزال الغم والفساد والمجون و كل الشرور عن البشرية بأكملها، فقد أرسله الله رحمة للعالمين، حيث لاقى العديد من المتاعب والأذى والألم من أجل أن يتم رسالته إلى الناس أجمع، كما أنه لم يدعي على أمته، وهو شفيعاً للمسلمين يوم القيامة، وكذا فقد سُمي بين أفراد قبيلته بالصادق الأمين، فهيا بنا نتعرف على الجزء الأول من حياة الحبيب المصطفى عليه الصلاة وأتم السلام من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، تابعونا.
كانت حياة الناس قبل مولد النبي عليه الصلاة والسلام في الجاهلية بها ألوان الظلم والفسوق، إذ كان هناك تفرقه بينه بين من هو غني ومن هو فقير، السيد والعبد، كما كان يلاقي العباد شتى أصناف العذاب، فضلاً عن مكانه المرأة التي كانت تُعامل باحتقار وكأنها سلعة تُباع وتُشترى، إلا أن مولد الرسول عليه الصلاة والسلام غير موازين الحياة بما حمله إلينا من رسالة تدعو إلى الحق.
فقد ولد النبي عليه الصلاة والسلام في عام الفيل، وتحديداً في يوم الاثنين سنه 571، في الثاني عشر من ربيع الأول، حيث جاء يهودي وأخذ يخطب في الناس ويقول أن نجم أحمد قد سطع، وقدر رأت آمنه بنت وهبه أم الرسول نوراً في السماء حين أنجبته إلى الدنيا، ويأخذه جده عبد المطلب ويطوف به حول الكعبة التي بناها سيدنا إبراهيم و ولده إسماعيل.
وفرح الجميع فرحاً كبيراً غمرت سعادتهم كلها وبحثوا عن مرضعه وقد كانت حليمة السعدية، التي فتح الله عليها ما أن قامت بإرضاع سيدنا محمد عليه السلام، وعندما نضج هرع أحد الأولاد الذين كانوا يلعبون مع الحبيب المصطفى إلى سيدنا محمد عليه السلام يقص على السيدة حليمة السعدية أن هناك من شق صدر النبي و أخذ قلبه وغسله وأعاده مكانه والتئم الجرح وكأن شيء لم يكن، فخشيت حليمة عليه و أخذته إلى أهله.
وتوفت أم النبي عليه الصلاة وأتم السلام فقد حزن حزناً شديداً، فلم يرى والده، وقد توفى جد الرسول عبد المطلب، وعاش مع عمه أبو طالب، وقد علمه الرعي وتكفل به، حتى أصبح يعمل في التجارة وقد أخذه معه إلى الشام، ولكن حين رأه راهب من الشام قال لعمه أن الشجر وكل ما مر عليه سيدنا محمد قد سجد، ولابد أن يُحافظ عليه فهو رحمة للعالمين،كما نصحه الراهب الذي كان يُدعى بحيري بأن يرجع به إلى مكة وألا يُسافر به في رحله تجاريه، ومرت الأيام وبعد ذلك بفترة جاء على الرسول وقت كان في حاجه إلى المال فكفاه الله تعالى وقد ذُكر هذا في سورة الضحى في الآية 6,7,8 “أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ، وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ” .
وجاءت رحلته مع ميسرة في سن الخامسة والعشرين بمثابة بداية حياة جديدة مع السيدة خديجة رضي الله عنها، وقد أحبته وأحبها صلى الله عليه وسلم، وعندما توفت كان هذا عام الحزن، وقد كافح من أجل أن يصل برسالته إلى العالمين، فيما تعرض إلى الأذى والمشقة.
لن نحكي المزيد ويبقى للحديث بقية في الجزء الثاني من قصة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن الحديث يطول في ذكر ما قام به من تضحيات من أجل أمته.