قراءة سورة الأنبياء حيث أنزل الله سورة الانبياء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ولذا فهي من السور المكية. هذا وتبلغ عدد ايات سورة الانبياء مائة واثني عشر اية وتقع سورة الانبياء في الترتيب الاحد والعشرون من بين سور القران الكريم. وتقع سورة الانبياء في الترتيب الاحد والسبعون في ترتيب النزول على الرسول صلى الله عليه وسلم.
• اما عن عدد كلمات سورة الانبياء فهو يبلغ الف مائة اربعة وسبعون كلمة. وعن عدد حروف سورة الانبياء فهو يبلغ اربعة الاف تسعمائة خمسة وعشرون كلمة. هذا وتقع سورة الانبياء في الجزء السابع عشر من القران الكريم كما انها تقع في الحزب الثالث والثلاثين. وقد نزلت بعد سورة فصلت وقبل سورة النحل وهي من السور التي قد انزلت قبل الهجرة بوقت قليل.
• قد سميت سورة الانبياء بهذا الاسم نظرا لانها تحتوي على ذكر معظم الانبياء والرسل عليهم السلام اجمعين. فقد جاء في سورة الانبياء ذكر ستة عشر نبيا ورسولا وهو ما لم يتحقق في أي سورة من سور القران الكريم عدا سورة الانعام التي قد ذكرت ثمانية عشرة نبيا ورسولا.
• وقد قال ابن عاشور في اسبقية سورة الانبياء في ذكر الانبياء والرسل قبل سورة الانعام ما يلي . قال ابن عاشور: “فإن كانت سورة (الأنبياء) نزلت قبل سورة (الأنعام) فقد سبقت بالتسمية بالإضافة إلى الأنبياء، وإلا فاختصاص سورة (الأنعام) بذكر أحكام الأنعام أوجب تسميتها بذلك الاسم، فكانت سورة الأنبياء أجدر من بقية سور القرآن بهذه التسمية، على أن من الحقائق المسلمة أن وجه التسمية لا يوجبها”.
• اما عن سبب نزول سورة الانبياء فقد أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَاوَرْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّازِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ نُوحٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ [ بْنُ ] عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو رُزَيْنٍ ، عَنْ [ أَبِي ] يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : آيَةٌ لَا يَسْأَلُنِي النَّاسُ عَنْهَا ، لَا أَدْرِي أَعَرَفُوهَا فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا ، أَوْ جَهِلُوهَا فَلَا يَسْأَلُونَ عَنْهَا ؟ قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) 98 الانبياء شَقَّ عَلَى قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : يَشْتُمُ آلِهَتَنَا ؟ فَجَاءَ ابْنُ الزِّبَعْرَى فَقَالَ : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : يَشْتُمُ آلِهَتَنَا ، قَالَ : فَمَا قَالَ ؟ قَالُوا : قَالَ : ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) قَالَ : ادْعُوهُ لِي ، فَلَمَّا دُعِيَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا شَيْءٌ لِآلِهَتِنَا خَاصَّةً أَوْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ؟ قَالَ : ” لَا بَلْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَقَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى : خُصِمْتَ وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ – يَعْنِي الْكَعْبَةَ – أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ عِبَادٌ صَالِحُونَ ؟ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدٌ صَالِحٌ ؟ [ وَأَنَّ عُزَيْرًا عَبْدٌ صَالِحٌ ؟ قَالَ : ” بَلَى ” قَالَ ] : فَهَذِهِ بَنُو مَلِيحٍ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ ، وَهَذِهِ النَّصَارَى يَعْبُدُونَ عِيسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ – وَهَذِهِ الْيَهُودُ يَعْبُدُونَ عُزَيْرًا ، قَالَ : فَصَاحَ أَهْلُ مَكَّةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ) الْمَلَائِكَةُ وَعِيسَى ، وَعُزَيْرٌ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ( أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) .
• روي عن فضل الاية رقم 1 من سورة الانبياء ما رواه أبو نعيم عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم مثواه، وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه الرجل، فقال: إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وادياً، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة، تكون لك، ولعقبك من بعدك، قال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} (الأنبياء:1).
• كما روي في فضل الاية 87 من سورة الانبياء روى الترمذي -واللفظ له-، والنسائي، والإمام أحمد -قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وهو ثقة-، والحاكم ، وقال: صحيح الإسناد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (الأنبياء:87)، فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له(
• كما قيل في فضل الاية رقم 87 من سورة الانبياء في لفظ ابن السني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إِلا فرج عنه، كلمة أخي يونس عليه السلام { فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين{
• وقد روي عن فضل الاية 88 من سورة الانبياء كذلك لفظ الحاكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعى به أجاب: الدعوة التي دعا بها يونس عليه السلام، حيث نادى في الظلمات الثلاث: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس عليه السلام خاصة، أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تسمع إلى قول الله عز وجل: {ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88).