سنعرض في هذا المقال فوائد الصداق ، فمن المعروف أن الصداق أو المهر هو ما يعطيه الزوج لزوجته مقدماً أو يُكتب كمؤخر لها في عقد زواجهما، وقد شرعه الله للمرأة إكراماً لها وجعله حقاً من حقوقها وأمر الزوج بدفعه لها بالمعروف، وقد أمر الله أن يعطي كل زوج زوجته صداقاً بقدر طاقته واستطاعته كما قال في كتابه الكريم “عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ” آية 236سورة البقرة، ولو كان خاتماً من حديد، وسنذكر في هذا المقال نبذة مختصرة عن الصداق والحكمة من إعطاء الزوج صداقاً لزوجته.
هو المال الذي يعطيه الزوج لزوجته في عقد النكاح، والجمع أصدقة أو صدُقات بضم الدال، وأطلق عليه هذا الاسم من كلمة الصدق لأنه يُشعر الزوجة برغبة الرجل في الزواج منها، كما سمي إعطاء المال للفقير صدقة لأنه يدل على صدق المعطي في بذله لهذا المال، ويُطلق على الصداق أيضاً: المهر والأجر والنِحلة كما قال الله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا)آية4 سورة النساء، وقوله: (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) آية 25 سورة النساء.
واجب على الزوج أن يعطيه للمرأة مقدماً أو يُكتب في عقدهما، فإذا تزوجها ولم يتفقا عليه وجب عليه ولو بعد حين، حتى إن طلقها فالصداق واجب لا يسقط بأي حال من الأحوال فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا؟ وَلِرَسُولِهِ؟، فَقَالَ: (مَا لِي فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ) فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا، قَالَ: أَعْطِهَا ثَوْباً، قَالَ: لاَ أَجِدُ، قَالَ: أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَماً مِنْ حَدِيدٍ، فَاعْتَلَّ لَهُ، فَقَالَ: مَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: (فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ)متفق عليه.