فضل من توفي في رمضان ، اسئلة كثيرة تخطر علي بال المسلمين حينما يموت أحد في رمضان، هل يدخل المتوفي الجنة بدون حساب؟ هل يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟، هل المتوفي في العشر الأواخر يعتق من النار، وهنا تجاوب موسوعة عن معظم الأسئلة التي تخص من توفي في رمضان.
إن الله وعد وفضل بعض من عباده، بدخول الجنة بغير حساب ولا عذاب، فجاء علي لسان نبيه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنه قال. “عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ (جماعة قليلة من الناس)،………، فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ. ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّه،ِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيه؟ِ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ : هُمْ الَّذِينَ َلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ” البخاري 5705 ، مسلم 220.
وبهذا الحديث يدل علي أن الله لم يذكر من السبعين ألفًا من مات في رمضان، وذكر أنه يوجد فضائل كثيرة في هذا الشهر، كما جاء في قول الله تعالي ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” صدق الله العظيم، سورة البقرة، وكما حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، “إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين”، وهذا يعني أن رمضان هو موسم العمل الصالح، ويوفر الفرص كثيرة علي الإنسان التوجه إلي الله، وفتح أبواب الجنة، قال الله تعالى ” ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” صدق الله العظيم سورة النحل، فدخول الجنة مرتبط تمامًا بالعمل الصالح، وبفضل الله عز وجل، وليس معني ذلك أنه كل من مات في رمضان دخل الجنة.
ولكن هناك فضل لمن مات صائمًا، ابتغاء مرضاة الله، في رمضان أو في غير رمضان، كما ذكر في الحديث الشريف، حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ” رواه الإمام أحمد 22813، من حديث حذيفة ، رضي الله عنه ، وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح .
لكن إذا مات الشخص في رمضان أو في ليلة الجمعة، أو أماكن فاضلة مثل مكة، أو في مسجد الرسول، فيرجوا الإنسان من الله أن يكون سببا في إضافة المزيد من الرحمة للمتوفي، ولذلك لابد من استغلال شهر رمضان في العفو والمغفرة، لأنه من الفرص العظمة التي يمنحها لنا الله، للتوجه إليه، وإذا قام الإنسان بما عليه تجاه مرضاة الله، يقوم بتفويض أمره إلي الله تعالي، لأن الله رحمته وسعت كل شئ.