ها هو الشهر الكريم انتصف وكأنه يبدأ يبث فينا إنذار بقرب الرحيل. ليُخبر العاصي بأن وقت التوبة قد حان، والمتقاعس ليُشمر على ساعديه قرباً لله، والفاسق بأن يرجع عما يفعل ويتوجه للخالق. فتلك الأيام المباركة لن يشعر بقيمتها إطلاقاً إلا بعدما تنتهي، ليجد نفسه يعيش حالة من الندم عن ضياع تلك الأيام العظيمة.
في اليوم الخامس عشر من رمضان يبدأ الجميع يبحث عن تلك الأدعية المناسبة التي يُمكنهم أن يتقربوا بها إلى خالقهم، وإليكم أجملها:
هناك العديد من الأدعية التي يُمكن أن يتقرب بها العبد إلى ربه في تلك الليلة، ومنها دعاء ابن عباس الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ طَاعَةَ الْعَابِدِينَ، وَ اشْرَحْ فِيهِ صَدْرِي بِإِنَابَةِ الْمُخْبِتِينَ، بِأَمَانِكَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ”.
للمسلم أن يُناجي الله تعالى بما يشاء، ويطلب منه ما يُريد، دون أن يتحدد في دعائه بجمل أو عبارات معينة. ومن الأدعية التي يُمكنه أن يُرددها:
“اللهم يا ملاذ الخائفين، و يا ملجأ المستغيثين، اغثنا يا رحمن يا رحيم. اللهم اجعل رمضان كفارة لنا من كل ذنب، وستر لنا من كل عيب، واجعلنا فيه من عتقائك يا أكرم الأكرمين”.
“يا رب أنا عبدك الذليل الضعيف واقف بين يدك، أستعين بك فاعني، واستغفرك فاغفر لي، اللهم لا تأخذني من الدنيا إلا وأنت راض عني، اللهم عاملني بما أنت أهل لك، ولا تُعاملني بما أنا أهل له، فسبحانك أهل الرحمة والمغفرة”.
“اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغفر لحاضرنا وغائبنا، واستر عيوبنا، وسدد خطانا، واجعل نصيبنا من رمضان رحمتك وغفرانك، ولا تجعل نصيبنا منه الجوع والعطش، اللهم إنا عبادك بنو عبادك بنو إيمائك نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك”.
“اللهم يا سامع الدعاء، و يا رافع البلاء، و يا يا صاحب النجوى، و يا مُعين في كل شكوى، أسألك اللهم أن تُصلي على نبينا الكريم، خير صلاة وأتم تسليم، وأن تُبلغنا من رحمتك في شهر رمضان ما تغفر به ذنوبنا، وتستر عيوبنا. اللهم إنا عبادك طالبون رحمتك، واقفون ببابك، ننتظر رحمتك، وأنت أهل الرحمة فلا تحرمنا إياها”.
“يا خير أنيس، ونعم جليس، وسامع الشكوى، ورافع البلوى أسألك اللهم أن تجعل شهر رمضان زيادة لنا في كل خير، ورحمة لنا من كل شر، وأن تُبلغنا فيه من فضلك وجودك وكرمك، وأن تُبلغنا فيه ليلة القدر وتكتبنا من عتقاء تلك الليلة. اللهم اجعل رمضان ينعاد علينا أعواماً متتالية وأعنا فيه على طاعتك ما أحييتنا”.
“يا رب إنك قلت وقولك الحق، “أجيب دعوة الداعي إذا دعان” وها نحن يا رحمن ندعوك، ومنك وحدك الإجابة فنرجوك، اللهم لا تحرمنا فضله، ولا تفتنا بعده، واجعلنا من شهداء ليلة القدر، وثبتنا يا رحمن بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة”.