محتويات المقال
صلاة الاستخارة هبة الرحمن للعباد للتخفيف عنهم ووسيلة تعبدية صالحة تجمع بين عدة عوامل تربوية دينية أخلاقية ورياضية في وقت واحد، سنتكلم عنها في وقت لاحق من المقال، لكن ما هي صلاة الاستخارة وكيف نؤديها؟
فضل الصلاة:
أداء تعبدي مميز بأداء أفعال لها نمط خاص وأقوال مخصصة في كل حركة مختلفة، ولها شروط وأوصاف للأداء، يقصد بها الشكر والاعتراف والخضوع لله وفضله، وهي فريضة على المؤمنين والمنتمين للإسلام ما داموا مصرحين بانتمائهم إليه، بغض النظر عن دواخل أنفسهم.
أن تستخير يعني أن تقوم بطلب ورجاء المساعدة أو الإعانة على أمر تعجز عنه، أو لا تعرف نتائجه أهي خير أم شر؟
لغة: يعنى بها أن تطلب الخير فيما تريد.
اصطلاحا: أن تطلب الاختيار الموافق لمراد الله بالاستعانة بالله تعالى برجائه والتضرع له بدعاء مخصوص يقال في صلاة مخصوصة، وفق شروط.
يرى إجماع العلماء أن طلب الاستخارة بالصلاة المخصصة لها هي سنة تم التأكد منها، ولأنها سنة مؤكدة هذا يعني أن النبي صلوات الله عليه لم يتركها وواظب عليها وهذا معناه انتهاج المسلمين لها تماما كالنوافل الاثنتي عشر مع كل صلاة بحسب التوزيع المذكور بالسيرة النبوية والحديث الشريف.
بينما قيل إنها تصبح فريضة على المسلم، حين يتركها بالكلية، وأنه يتوجب عليه على أدنى التقدير أن يصلي الاستخارة بأكثر ما يستطيع، فإن لم يكن ذلك فعلى الأقل مرة واحدة بعمره.
ومن حث النبي صلوات الله عليه على فضلها وإكمالها للفضائل العظيمة التي تتحقق بتطبيق صلاة الاستخارة على كل أمر شديد الحيرة بلا رجحان أو ميل ولو بسيط لقلبك أو عقلك لكافة عن أخرى، بصدق وتمعن، وبعد دراسة النتائج المترتبة على كل أمر وعلاقته بالتدين الصحيح ومدى رضا الله تعالى عنه، ما يلي:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: كما ورد عن كتاب الجامع الصغير:” من سعادة ابن آدم استخارةُ الله، ومن سعادة بني آدم رضاهُ بما قضى الله، ومن شقوةِ ابن آدم تركُه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطُه بما قضى الله “.
عنها:
هي التعرض لموقف أو اختيار بين أمرين كلاهما مساو في المقدار مع اختفاء الأفضلية لدى الشخص، فلا عقله ولا قلبه يحدد اختيار بعينه، ومن هنا يتوجب عليه أن يسلك عدة أمور قبل صلاة الاستخارة منها:
صلاة الاستخارة
أولا ابدأ بأدب الدعاء من ذكر الله وحمده والثناء الحسن عليه، ثم الصلاة على النبي وآله وصحبه، بما ورد في التشهد، من الجزء الأخير، وهو الأفضل، لكنه ليس ملزما يمكنك أن تقول ما تحفظ لكن هذه الصيغة هي الأكثر أفضلية: اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ثم تبدأ الدعاء وتذكر:
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (ثم تذكر ما صليتها لأجله) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (ويقول طلبه أو ما يريد معرفة الصواب فيه ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُذكر حَاجَتَه
اختلافها عن صلاتك العادية في الدعاء وأنها لا تكون مع الفرائض ولا النوافل المؤكدة، بل يستحب لها أن تكون بعد صلاة العشاء أو بجوف الليل.
تقوم بها عندما تصعب عليك أمور لا خلاف فيها بين حرام وحلال، أي الأمور التي تكون مستحبة، أو مباحة ولا شبهة فيها، الأمور الحلال، إذ أن استخارتك مثلا في كيفية ضرب فلان بعصا أو بألة حادة لا يجوز شرعا بل هو محرم ويعد استهزاءًا بالدين عياذًا بالله، وإنما ضربت لك ذاك المثل لتقريب الأمر لذهنك.
وأكثر الأمور المطلوب الاستخارة فيها وإن مال القلب لشيء ما هي الزواج، فقد تكون اختياراتنا لبناتنا أو أبنائنا ولأنفسنا لا تحقق فائدة لنا ولا هي صالحة، وإن بدت في البداية كذلك بدليل ما أصبحتنا نراه اليوم من كثة المشكلات والانفصال بين الأزواج، رغم القبول والفرح في بداياته، أليس هذا دليلا قاطعا على سوء اختيارنا وأننا لا نعلم ما هو أصلح لنا، لكن الله تعالى يعلمه وهو علام الغيب والمستقبل.
ولكن هل صحيح ما يشاع عن أن الإنسان إذا صلى الاستخارة شاهد رؤية تدله على الخير، والحق أن هذا كلام لا يستند لبرهان ولا منطق يؤيده من شرع أو تجربة بخلاف أن الوارد أن تميل بقلبك إلى الأفضل وإن بدا لك من قبل الأسوء فقد قال الله تعالى:
” عسى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وعسى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ”
صلاة الاستخارة