دعاء للميت بعد الدفن وفي ذكرى وفاته مكتوب ،الميت هو شخص انتهت رحلته وجاءت محطته وسبقنا إلى الدار الآخرة ، هو جزء منا غادرنا إلى لقاء ربه وتقطعت به الأسباب في عمل ما يفيده ، هو من بلغ نهاية الطريق فجأة دون سابق إندار، أحيانا تسبقه رسله، والمقصود هنا برسل الموت توالي الأمراض والأسقام والهموم واشتعال الشيب بالرأس، هي إشارات تحذر صاحبها بقرب الآجل كي يستعد إن كان طائعًا ويرتدع إن كان عاصيُا، الموت هو الحقيقة التي لا جدال فيها والمآل الأخير الذي لا فرار منه،الدعاء للميت هو الصلة الباقية بيننا وبين من نحب فعندما ندعو لهم فكأنما نستشعر وجودهم بيننا ونستحضر ذكراهم عندما يعصف بنا الحنين اليهم، فتعتصر قلوبنا وتشتعل أفئدتنا شوقا واحتياجا ولا نجد سوى الاسترجاع حتى لا يجد الشيطان بابا يدخل به إلينا فالموت حق وكل شيء إلى زوال.الدعاء للميت هو هديتنا لأحبتنا اليوم في موسوعة.
الكتاب:قال رب العزة في ذكر الحث علي الدعاء للوالدين (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (سورة الإسراء آية:24).
السنة:عَن عائِشَةَ، أَنَّها وصَفَت صَلاةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الجَنازَةِ، وأَنَّهُ كان يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغفِر لِحَيِّنا ومَيِّتِنا» ، الحديث.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قال في إحدى صلوات الجنازة:اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، واكرم نزله، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من خطاياه كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار .
ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال بعد التكبيرة الثالثة من الصلاة على الميت:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ)
الموت حقيقة لا مفر منها رغم قسوته ، وقسوته تكمن في فراق أحبتنا والشوق اليهم ولكنها إرادة الله فهو وحدة الباقي وكل شيء زائل إلا وجهه ، فيجب علينا أن لا تأخذنا الدنيا بنسيان من سبقونا إلى دار الحق.
فاللهم تلطف بنا إذا ما انتهت آجالنا وآنس وحشتنا إذا لم يذكرنا ذاكر ولم يزورنا زائر،اللهم آمين .