دعاء ربي اني مغلوب فانتصر هو دعاء عظيم يدل على التوكل على الله تعالى واللجوء إليه في الشدائد، فالدعاء من أعظم العبادات وأفضل القربات إلى الله تعالى، فيقول تعالى في سورة البقرة في الآية 186: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.
دعاء ربي اني مغلوب فانتصر
دعاء ربي اني مغلوب فانتصر عبارة عن دعاء من خلاله يمكن جبر القلوب المثقلة، وهو وشريان للحياة يمنحها رونقًا ونورًا، وعلاج لكل شدة وضيق يهدد راحة النفس، ومن بين الأدعية القوية التي تهز الجميع دعاء سيدنا نوح “ربي إني مغلوب فانتصر”، فلقد نطق به نوح عليه السلام بقلب مؤمن، وبيقين تام بإجابة الله عز وجل؛ هكذا بلغ نوح أعلى درجات الإيمان، فسرعان ما تبدد الظلم والألم الذي كان يحيط به، فقد جاءت قصة نوح عليه السلام لذكر هذا الدعاء بالشكل التالي:
نبي الله نوح عليه السلام من أنبياء الله تعالى الذين أرسلهم لهداية الناس إلى عبادة الله وحده دون شريك، وقد واجه نوح عليه السلام الكثير من التحديات في دعوته، حيث كذّبه قومه واتّهموه بالجنون، وظلّ يدعوهم إلى الله تعالى لمدة 950 سنة دون أن يؤمن به إلا عدد قليل.
بعد أن يئس نوح عليه السلام من إيمان قومه، تضرع إلى ربه بدعاءٍ عظيم يدل على إيمانه القوي وتوكله على الله تعالى، قال فيه: “رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ” (سورة القمر: 10).
فاستجاب الله تعالى لدعاء نوح عليه السلام، وأرسل عليه الطوفان الذي أغرق الأرض كلّها، ولم ينجُ منه إلا نوح عليه السلام ومن آمن معه في السفينة.
ليأتي معنى الدعاء بالشكل التالي:
“رَبِّ”: يا ربّي، يا خالقي، يا مالك كلّ شيء.
“إِنِّي مَغْلُوبٌ”: لقد غلبني قومي بقوتهم وكثرتهم، ولم أستطع أن أُقنعهم بالإيمان بالله تعالى.
“فَانْتَصِرْ”: يا الله، انتصر لي من قومي، وانصر دعوتي، وخذ بِثأري منهم.
أما عن أهم الدروس المستفادة من هذه القصة فتتمثل في الصبر على الدعوة، والتوكل على الله تعالى في جميع أمور الحياة والثقة بالنصر، والتيقن بإجابة الدعاء، ففقد استجاب المولى عز وجل إلى نوح عليه السلام، وعاقب قومه بالطوفان بسبب كفرهم وفسادهم.
أهمية دعاء ربي اني مغلوب فانتصر
يعتبر دعاء ربي اني مغلوب فانتصر من الأدعية المهمة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها الله تعالى عندما يشعر بالضعف والقهر، مع الثقة بأنّ الله تعالى سينصره على أعدائه، ويأتي فضل الدعاء بالشكل التالي
يستجيب الله تعالى له، فقد ورد في القرآن الكريم قصة نبي الله نوح عليه السلام عندما دعا الله تعالى بهذا الدعاء فانتصر له على قومه الكافرين.
يُشعر المسلم بالقوة والاطمئنان، فمع شعوره بالضعف والهزيمة، يلجأ المسلم إلى الله تعالى ويطلب منه النصر، فيشعر بالقوة والاطمئنان إلى أن الله تعالى لن يخذله.
يُذكر المسلم بقدرة الله تعالى، فالله تعالى هو القوي العزيز، القادر على كل شيء، وهو الذي ينصر عباده المؤمنين.
كيفية الدعاء بدعاء المناجاة ربي اني مغلوب فانتصر
يُستحب أن يُقال هذا الدعاء في وقت الشدة والضيق، مع الإخلاص واليقين بأن الله تعالى يستجيب للداعي.
كما يُستحب أن يُقال هذا الدعاء مع التوكل على الله تعالى واللجوء إليه.
فضل الدعاء لرفع البلاء
وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل الدعاء لرفع البلاء؛ من ذلك ما جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “والدعاءُ ينفعُ مما نزل ، ومما لم يَنْزِلْ ، وإنَّ البلاءَ لَيَنْزِلُ ، فيَتَلَقَّاه الدعاءُ ، فيَعْتَلِجَانِ إلى يومِ القيامةِ”، وقد قال الإمام ابن القيم: “الدعاء هو سلاح المؤمن، والعدة الناجعة، والذخيرة الباقية، والمتجر الرابح”. أما عن أبرز الأدعية التي يمكن اللجوء إليها لرفع البلاء فنجد:
“اللهم يا رحمن يا رحيم، يا غافر الذنب وقابله، يا واسع المغفرة، اغفر لي ذنبي كله، وارفع عني البلاء، وفرج عني همي، واكشف عني كربي، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
“اللهم يا مالك الملك، لا إله إلا أنت، تملك ما تشاء، وتعطي ما تشاء، وتمنع ما تشاء، بيدك الخير، وإليك المصير، أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، أن ترفع عني البلاء، وتفرج عني همي، وتكشف عني كربي، وتيسر لي أمري”.
يا حليم نسألك يا ذا الجلال والإكرام، يا مُنزِل الكتاب، يا فاطر السماوات والأرض، أن ترفع عنا البلاء والوباء، وأن تُعِزَّ ديننا، وتُعَزِّزْ أمننا، وتُحَقِّقْ وحدتنا، وتُصلِحْ حالنا، وتُباركْ في بلادنا، اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة، وأغثنا برحمتك من كل شر، واجعلنا من الشاكرين لك، يا ذا الجلال والإكرام.
“اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
الدعاء وسيلة عظيمة من خلالها يفرج الهم ويمنع الكرب، ومن أفضل الأدعية لمناجاة المولى عز وجل هو دعاء ربي اني مغلوب فانتصر، وللمزيد من الأدعية يمكن الانتقال إلى موقع موسوعة.