نتناول في هذا المقال درس من يباح لهم الفطر في رمضان ، لم تفرض عبادة على الناس إلا وجعل الله بها أحكاماً مختلفاً تناسب جميع الناس وفقاً لما يمروا به من ظروف خاصة. فدين الإسلام هو دين الرحمة فلا يريد الله من خلاله التعسير على عباده وإرهاقهم بما لا يطيقونه. ومن العبادات المفروضة الواجب تنفيذها على كل المسلمين هو صيام شهر رمضان. واليوم على موقع موسوعة نوضح لكم الحالات الخاصة التي تستثنى من صيام بعض الأيام خلال شهر رمضان، وحكم إفطارها فتابعونا.
درس من يباح لهم الفطر في رمضان
من رحمة الله بعباده خلال شهر رمضان ولسعة إطلاعه بمشاق الحياة اليومية وما تستوجبه من جهد لأداء بعض الأمور، أن صرح لبعض من عباده الفطر في رمضان وهذه الحالات هي :
المرأة الحامل أو المرضع
صرح الله سبحانه وتعالى للمرأة خلال شهور حملها، أو إن كانت ترضع طفلها بالإفطار في أيام رمضان بعضها أو كلها إن كانت تمثل مشقة عليها، وستؤثر على صحتها بما يتسبب بضرر لها أو لطفلها.
أما إن لم يمثل مشقة عليها، ولن يضر بها أو بالجنين فلا يباح لها الفطر.
ويمكنها في هذه الحالة قضاء ما عليها من أيام متى زال عذرها.
المرأة الحائض أو النفاس
المرأة الحائض والنفاس لا يصح صومها ويباح لها أن تفطر خلال نهار رمضان، وإن صامت فإنها تؤثم بذلك.
ويسمح لها بقضاء ما عليها من أيام من بعد رمضان إلى ما قبل رمضان الذي يليه.
من كان مريضاً
ويختلف حكمه باختلاف حالته كما يلي :
من كان مريضاً بمرض مزمن لا شفاء منه ولا يقدر على الصيام في رمضان ولا القضاء بعده، فعليه أن يطعم عن كل يوم مسكين.
أما من كان مصاباً بمرض مزمن ولا شفاء منه لكنه قادر على صيام بعض أيام رمضان، فعليه أن يقضي ما أفطره من أيام متى استطاع.
ومن أصيب بمرض خلال شهر رمضان أوجب إفطاره بضع أيام، فإنه يقضي ما أفطره بعد رمضان ولا يطعم.
كبار السن
أباح الله لكبار السن ممن لا يقدرون على تحمل الصيام الإفطار في شهر رمضان كله أو بعض أيامه، على أن يطعموا عن كل يوم مسكين.
أما كبار السن ممن أصابهم الخرف، فتسقط عنهم فريضة الصيام فلا يقضى ولا يطعم عنهم.
من كان على سفر
وجاء تصريح الله سبحانه وتعالى للمسافر بالفطر في قوله تعالى :”وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.
ويقضي المسافر ما أفطره من أيام بعد انتهاء رمضان دون أن يطعم.
ويباح للمسافر أن يفطر حتى وإن لم يجد في سفره مشقة، فرخصة الله جاءت تشمل السفر عموماً وليس مشقته كما يروج بعض علماء المسلمين اليوم.
وحالات السفر هي :
من يسبب الصيام له في السفر أذى يكره أن يصوم، لما ذكر عن رسول الله حينما كان صائماً في فتح مكة :”فقيل له: إن الناس قد شقَّ عليهم الصيام، وإنما يَنظُرون فيما فعلت، فـدعا بقدح من ماء “بعد العصر]”فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العُصاة، أولئك العُصاة”.
من صام في السفر دون أن يضره لكنه شكل مشقة عليه يكره أن يصوم، لما ورد عن الرسول وهو على سفر :”كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفر فرأى زحامًا ورجلاً قد ظُلِّل عليه، فقال: ما هذا؟، فقالوا: صائم، فقال:ليس من البرِّ الصوم في السفر”.
من لا يجد مشقة في الصيام ولا ضرر، لكنه يجد صعوبة في قضاؤه فيما بعد يستحب صيامه.
من لا يجد مشقة لا في الصيام ولا في القضاء، فاختلف العلماء على حكمه على أن الفطر أفضل له حسب رأي الإمام احمد.
الفطر للتقوي على العبادة كابتداء العمرة يصح لهم الفطر، أو للاستعانة به على الجهاد في سبيل الله، والدليل إجازة الرسول الفطر للمسلمين في فتح مكة.