نقدم لكم خطبة الجمعة الثانية من رمضان ، ما لبثنا أن استقبلنا أول أيام شهر رمضان، حتى وصلنا لثاني جمعة منه. تمر أيامه سريعاً فهنيئاً لمن ظفر بها، ود الناس لو أن أيامه تطول وتشمل الدهر كله، لكنها أيام معدودات فرضها الخالق على عباده رحمة منه لننال مغفرته والعتق من نيرانه.
واليوم من خلال هذا المقال المقدم لكم من موقع موسوعة نتناول سوياً خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك فتابعونا.
خطبة الجمعة الثانية من رمضان
مقدم خطبة عن رمضان
ما أسرع مرور الأيام وتبدل الأحوال وهذا حال الدنيا، فمن أيام قليلة استقبلنا شهر رمضان المبارك بفرحة تغشى الأفئدة، وها نحن اليوم على وشك توديعه بقلوب حزينة.
من لحق بركب الصائمين التائبين فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن لم يزل يتخبط في الدنيا مضطربة أحواله لم يعي أهمية الأيام التي نعيشها الموشكة على الانقضاء، لا زال أمامه من الوقت ما يكفي.
فشهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة، يفتح الله به أبواب الجنان ويغلق به أبواب النيران، يعتق عباده الصالحين من النيران، ويقبل عباده التائبين ويغفر لهم ذنوبهم ويعفو عما فات.
فماذا ننتظر وقد أوشكت أيامه على الانقضاء، وبركاته على الرحيل.
لم يمض رمضان بعد
لا زال هناك فرصة عظيمة تغتنموا بها ما تبقى من أيام في رضوان الله وطاعاته.
فمع نهاية أيام رمضان نستقبل ليلة خير من ألف شهر كما جاء في القرآن الكريم، فإن ضاع ما فات فاحرص على أن تظفر بما هو آت.
والصيام ليس صيام عن الطعام والشراب فقط كما يعتقد السواد الأعظم من المسلمين، إنما هو صيام القلوب عن الشهوات، وصيام الألسنة عن الكذب والغيبة والنميمة، الصيام عن أذى الناس.
وخير دليل هو قول الرسول الكريم :”مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ”.
فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وعودوا لله فإن أبواب رحمته ومغفرته مفتوحة على مصراعيها لاستقبال التائبين، ولا تقنطوا من رحمة ربكم مهما ارتكبتم من ذنوب فإنه سيغفرها لكم وإن كانت مثل زبد البحر.
ثمار شهر رمضان
ما تجنيه النفوس من ثمار الصيام ليس وقفاً على الآخرة فقط من غفران وعتق من النيران، بل نرى أثرها واضحاَ جلياً في الدنيا على من أحسن صيامه وقيامه وكان خالصاً لله.
تتجلى أعظم أثاره في أن يعي الإنسان نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى، فهو طوال العام يأكل ويشرب دون أن يحمد الله على ما رزقه، ولا يعي قدر هذه النعمة عندما يحرم منها بضع ساعات، وكان يظن أنها شئ صغير.
فإن أحس الجوع والعطش تفكر في إخوانه من الفقراء والمساكين ممن لا يجدون قوت يومهم حتى في الأيام العادية، فتأسى نفسه عليهم ويتحرك لمساعدتهم ليس خلال شهر رمضان فقط بل طوال العام.
رمضان هو مرأة نفسك لترى حقيقتها التي طالما ألقيت بمسئولية ما ترتكبه من أفعال على وسوسات الشياطين، فاليوم غلت الشياطين ومنعت من إيذاء الناس وبقيت انت مع نفسك وجهاً لوجه كل ما يبدر منها هي حقيقتها.
فهل من أثر أفضل من أن ترى نفسك على حقيقتها وتنكشف عيوبها لك لتتمكن من تغييرها للأفضل.
خاتمة خطبة عن رمضان
لا تخرجوا من هذا الشهر الكريم دون أن تنالوا بركاته، وتجنوا من ثماره.
احرصوا على أن يكون تغييراً يستمر معكم ما حييتوا ولا يزول بزواله.
وفي النهاية نرجوا الله أن يتقبلنا وإياكم من الصائمين، وأن يكتبنا من العتقاء من النار.