تعرف معنا على حكم محبة غير الله كمحبة الله فقد شغل هذا السؤال محركات البحث في الفترة الأخيرة بشكل كبير نظرًا لعدم قدرة البعض على معرفة الحكم الشرعي الخاص بهذا الفعل، وقد تناول الكثير من العلماء وفقهاء الدين هذا الحكم مستشهدين فيما توصلوا له على ما ورد في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، لذا سنتناول معكم الحكم الشرعي لهذا الفعل من خلال سطورنا التالية على موسوعة.
قبل البدء في توضيح الحكم الخاص بمحبة غير الله كمحبة الله عز وجل تجدر بنا الإشارة إلى أن الله أولى بالحب من جميع الأشخاص والمخلوقات فالله هو صاحب الفضل والنعمة علينا وهو الوحيد الذي يمتلك صفة الكمال فقد قال الله عز وجل في آيات كتابه الحكيم في سورة النحل (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ).
محبة الله عز وجل من أجمل العبادات وأرقاها وهي من أحب العبادات إلى الله عز وجل، فمحبة الله هي التي تكفل للفرد القدرة على القيام بالعبادات على أكمل وجه حيث ستكون خالصة لوجه الله تعالى ونابعة من القلب، وبذلك فهي تدفع الإنسان إلى تحمل المشقة والعناء في سبيل نيل رضا الله عز وجل، والإخلاص في حب الله عز وجل سمة من سمات المؤمنين فقد وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم يحبون الله وبأن الله يحبهم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِي).
حب الله عز وجل من موجبات استشعار المسلم بحلاوة الإيمان فقد قال رسول الله ﷺ {ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ : أنْ يكونَ اللهُ و رسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما ، و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ ، و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ ؛ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ}.
لا يجوز للمسلم حب غير الله كمحبة الله، فالمحبة درجات أعلاها محبة الله عز وجل ومن بعدها تأتي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم تأتي محبة العباد، وفي هذه الحقيقة نستند على قول النبي ﷺ لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن ولَدِهِ ووالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ.
بهذا نكون قد أوضحنا لكم الحكم الشرعي الخاص بمحبة غير الله عز وجل كمحبة الله مستندين في هذا الحكم على ما ورد لنا في الآيات القرآنية وأحاديث السنة النبوية، وإلى هنا نكون قد وصلنا متابعينا الكرام إلى ختام حديثنا نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وإلى اللقاء في مقال آخر من الموسوعة العربية الشاملة.