انتشرت هذه الأيام ظاهرة اجراء عمليات التحول الجنسي وهو شئ لم نكن نراه من قبل على الرغم من ان الله قد حرم ان يقوم الانسان بتغيير خلقه فقد قال الله تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) من سورة الشورى. ولذلك قد اجتهد علماء الدين حتى يتمكنوا من الوصول الى حكم الشرع في هذه العمليات المستحدثة. وقد اتفق العلماء على تقسيم هذه الحالات الى قسمين اولهما من يجري جراحة التحول الجنسي نظرا لولادته بالأجهزة التناسلية الذكرية والأجهزة التناسلية الأنثوية . اما عن الفسم الثاني فهي الحالات التى تجري عملية تحويل الجنس لميلها الى جنس معين بدون دواعي جسمانية صريحة.
• وبالحديث عن القسم الأول فانه مبدأيا يوجد بعض الحالات التي يولد فيها الانسان وأعضائه التناسلية غير ظاهرة فيلزم في هذه الحالة اجراء عملية جراحية لاظهار الجنس ويتم اعطاء الادوية والعلاج المناسب من الهرمونات لتعويض النقص في الهرمونات الذكرية او الهرمونات الأنثوية نتيجة عدم اكتمال الأعضاء التناسلية وهي لا تعتبر من عمليات التحويل الجنسي لأن المريض في هذه الحالة يولد ذكر او يولد انثي ولكن لديه خلل معين في جهازه التناسلي.
• واستكمالا للحديث عن القسم الأول فان هناك بعض الحالات التي يولد فيها الانسان خنثي وله جهاز تناسلي ذكري وجهاز تناسلي أنثوي وفي هذه الحالة يجب على هذا الشخص الانتظار حتي يقوم الأطباء بالتحقق من اكتمال التكوين الأنثوي او اكتمال التكوين الذكري لهذا المريض من اعضاء تناسلية كاملة. وفي حالة وصول الأطباء الى نتيجة ان المريض ذكر او انثي ويستطيع كل منهما ان يؤدي حياته الطبيعية بعد عملية التحول الجنسي من جانب الزواج وانجاب الأطفال. وبذلك فان هذه العملية جائزة في حالة وجود خلل يتم تصحيحه واظهار لحقيقة جنس المريض.
• اما عن القسم الثاني فهو القسم الذي قد اثار الجدل كثيرا وهو الذي يختص بقيام احد الاشخاص بعملية التحول الجنسي من ذكر الى انثي او العكس نظرا لميله لأحد الجنسين عن الأخر دون وجود أعراض جسمانية واضحة. وفي هذه الحالة قد حرم الشرع هذه العمليات وذلك استنادا ان الشرع الاسلامي والقران الكريم قد اقر بتحريم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال وهذا كان بناء على رواية عبدالله بن عباس (رضي الله عنهما) انه قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجل». وقد قيل في رواية ثانية له: «لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال اخرجوهم من بيوتكم».
• وقد اشار علماء الاسلام ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد لعن فقط من يتشبه بالجنس الأخر سواء في طريقة المشي او اللبس او الصوت او الشكل فكيف اذا قام الانسان بتحدي طبيعته وتغيير ما خلق الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر القران الكريم ان الرجل لا يجوز له ان يطلب ما هو من خصائص المراة وكذلك فان لا يمكن للنساء تمني شي من خصائص الرجال وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما» سورة النساء 32.
• هذا وقد انتشر في الاونة الاخيرة ما يطلق عليه الاطباء النفسيين باسم مرض اضطراب الهوية الجنسية وهو عبارة عن مرض نفسي يشعر فيه الشخص بانه لا ينتمى الى جنسه وانه يريد تغيير جنسه الى جنس أخر او قد يشعر المريض انه في حالة ان يكون رجلا برفض رجولته وانه يميل اكثر لان يكون انثي او العكس. وقد اشار العلماء ان حكم الشرع في هذه الحالة في عملية التحول الجنسي انه لا يجوز اجرائها وأنها محرمة شرعا لان المريض لا يعاني من أي الم او ضرر سوى احساسه بالميل تجاه جنس اخر غير جنسه وان هذا يمكن علاجه بالعرض على أطباء نفسيين متخصصين لعلاج هذه الحالة الخاصة بتعديل الاحساس والسلوك.
• وقد اشار علماء الاسلام ان أي نوع من عمليات التحول الجنسي التى يقوم بها الطبيب من اجل فقط ان يرضي شذوذ صاحب طلب التحول فهو حرام. وقد اشار العلماء ان هذا يكون في حالة أن يكون طالب التحول ذكر مكتمل النمو او انثي مكتملة النمو يستطيع كل منهما القيام بوظائفه الحياتية والتناسلية التى قدرها الله له من زواج وانجاب ولكن من طلب اجراء عملية التحول الجنسي يميل الى أن يكون انثي وينكر رجولته او تميل الى ان تكون ذكر وتنكر انوثتها. وقد اشار بعض العلماء أن في هذه الحالة ليس فقط الشخص الذي طلب اجراء العملية هو من عليه الذنب بل امتد الذنب الى الطبيب وكل من شارك في الجراحة نظرا لاشراكهم في امر فيه تغيير لما قدر الله سبحانه وتعالى.