محتويات المقال
تعددت أركان الإسلام فهي خمس، ما بين الشهادة للزكاة والصلاة والصوم إلى الحج، كل تلك الفرائض يجب أداؤها ولكن على فترات زمنية متباعدة نسبياً، مثل صوم رمضان، فهذا يفصله عام هجري كامل عن تكرار الفرض، مثله مثل الحج، والزكاة أيضاً تحسب سنوياً، أما الشهادة فيكفي المسلم قولها مرة واحدة، أما الفريضة المتكررة بشكل يومي وبشكل مستمر هي الصلاة، فما لها من فضل عظيم ومنزلة عند الله، وحديثنا هنا عن الصلاة، وبالتحديد حكم صلاة الجماعة للرجال.
سنعرض لكم بعضاً من الأحكام الفقهية في الصلاة، وما مبطلات الصلاة، وبعضاً من أركان وفروض الصلاة، كل هذا وأكثر على موقع الموسوعة العربية الشاملة.
أجمع العلماء والفهاء على حكم صلاة الجماعة للرجال في المسجد أنها سنة مؤكدة، وكونها سنة فلا يعني أنه يمكن التغاضي عنها، ولكن تعددت الأراء في هذا الشأن، وسنعرض لكم تلك الآراء فيما يلي:
وعليه فإن أعدل الآراء في هذا الشأن هو الأخير وسنعرض لكم ما جعلنا نؤيد ذلك الرأي من خلال أدلة في صحيح السنة النبوية.
تعددت الأحاديث والآيات في ضرورة الصلاة على كل مسلم ومسلمة، ويحزن القلب اليوم عندما نرى الكثيرين يتساهلون في قضاء صلاتهم، أو يتناسوها، فقد ذكر رسولنا الكريم- ﷺ- في أكثر من مقام على أهمية إقامة الصلاة، ومن تلك الأحاديث ما يلي:
وقد ذكر الله- ﷻ- الصلاة بصيغة أسلوب الأمر المباشر مستخدماً فعل الأمر- وهو أقوى الصيغ للدلالة على الأمر- في قوله- ﷻ- (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (سورة البقرة الآية: 238).
ذكر رسولنا الكريم- ﷺ- في أكثر من موضع على فضل الصلاة، وفضل المشي للصلاة، وفضل الاستعداد للصلاة، وسنذكر لكم بعض هذه الأحاديث وبعض الآيات التي تتحدث عن فضل المصلين فيما يلي:
لصلاة الجماعة فضل عظيم على كل مسلم، فقد حث رسول الله- ﷺ- عليها، وذكر أن ثوابها يعادل سبع وعشرين منزلة فرق منزلة ثواب صلاة الفرد، كما فال- ﷺ-: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً.) (حديث صحيح)، والغذ هنا بمعنى المنفرد، وقد ميز رسول الله- ﷺ- المنافقين بأنهم يتأخرون ويتخلفون عن صلاة العشاء والفجر، بدون علم منهم لما في تلك الصلاتين من فضل عظيم.
جعل الله- ﷻ- إقامة الصلاة من صفات المؤمنين وهي مجموعة مع العمل الصالح والزكاة، وقد وعد الله- ﷻ- من يعمل الصالحات ويقيم الصلاة ويؤدي الزكاة لأنهم لا يخافون ولا يحزنون يوم القيامة، كما في قوله- ﷻ-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (سورة البقرة الآية: 277).
وجعل الله من يصلي جماعة في المسجد ويعمر مساجد الله له أجر وثواب عظيم، فهو يعمر بيوت الله، وفي ذلك يقول الله- ﷻ- (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (سورة التوبة الآية: 18).
يأتي التساؤل هنا في حكم صلاة الجماعة للنساء، فبعد ما عرفناه عن فضلها وضرورتها وحكمها وكان كل ذلك مختص بالرجال، فما حكم صلاة الجماعة للنساء؟ سنعرض لكم ما ذكره الدكتور مجدي عاشور- المستشار العلمي لمفتي جمهورية مصر العربية، وأمي الفتوى بدار الإفتاء المصرية- عندما سئل ذات السؤال.
فقد عقب الدكتور بأن صلاة الجماعة ليست فرضاً على المرأة، بل بأن المستحب للمرأة أن تصلي في بيتها، ولكن إن طلبت الخروج للصلاة في المسجد فلا يجب منعها، وإنما يؤذن لها بالذهاب إذا أمنت الفتنة، وهذا نقلا عن حديث رسول الله- ﷺ- (لا تمنَعوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ وبيوتُهنَّ خيرٌ لهن وليخرجْن تفلاتٍ) (حديث صحيح).
أما بخصوص الثواب العظيم ومنزلة صلاة الجماعة فيمكن أن تحصل عليها المرأة أيضاً في صلاة الجماعى بالمنزل، وتستطيع أن تؤم المرأة المصليات في حالة عدم وجود أى ولد أو رجل، فإذا وجد ولد أو رجل كان واجب عليه إمامتهن، وهذا يحتسب في ميزانهم كما يحسب في ميزان الرجال، فصلاة الجماعة لهن في المنزل كما صلاة الجماعة للرجال ترتفع عن منزلة صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة.