حق الله وحق الرسول ، خلق الله الإنسان فأحسن خلق وكرمه، ثم سخر له كوكب الأرض بما عليه كي ينتفع به، ثم وهبه الله العقل والحرية كي يقرر الإنسان مصيره ويهديه إلى طريق الحق الذي من خلاله سيصل لجنات النعيم والخلود الأبدي، أو يسير بطريق الشر الذي سيكون نهايته العذاب، ثم وضح الله للإنسان كل ما عليه من واجباه وحقوق تجاه الله وتجاه الرسول، فأهم الحقوق التي على بني الإنسان أن يوافيها هو حق الله بمحبة الله والخوف منه وطاعته والامتثال إلى أوامره والبعد عن نواهيه، وعليه أيضاً أن يؤدي حق الرسول صلوات وسلام الله عليه، وهذا ما سوف نتناول الحديث عنه في مقالنا اليوم على موسوعة.
بحث عن حق الله وحق الرسول
لا يمكن للإنسان المسلم أن يدرك العاقبة بالآخرة إلا بعدما يعرف حق الله وحق الرسول بحياته الدنيا، أما عن حق الله فهو الحق الذي تفرضه سنن الكون فالمولى سبحانه هو خالق العباد وهو من أكرمهم وفضلهم على جميع خلقه ولولا هذا الأمر ما كان للإنسان وجود، وعن حق رسول الله فيمكننا أن نقول أن حق الرسول يتطلب الإيمان بالله أولا ثم أداء حق النبي لاكتمال نبي الفرد ولتحقيق رضا المولى سبحانه.
حق الله سبحانه
لا شك أن المولى عز وجل له حق عظيم على العباد، فالله هو خالق الكون وهو من أنعم على الإنسان بكثير من النعم التي لا يمكن عدها أو إحصائها، وقد كفل الله لعباده المطيعين والملتزمين بتطبيق أحكامه بالحياة الهانئة والسعيدة بالدنيا والأخرة، ومن حقوق الله على العباد ما يلي:
أن يعبد العبد ربه ولا يشرك به أحدا، وعليه أن يؤدي ما عليه من الفرائض التي فرضها الله على الإنسان من صلاة وصيام وإخراج الزكاة وباقي العبادات والذكر والأعمال الصالحة، وعليه ألا يصل به محبته لغير الله من مخلوقات أو أنداد لمرتبة العبادة.
أن يطيع العبد ربه وأن يلتزم بعبادته وطاعة أوامره وأن ينتهي عن كل فعل نهى الله عنه، وأن يلتزم بشريعة الله وفرائضه وأحكامه وأن يقوم بتطبيقها العبد في سنواته.
أن يسعى العبد للحصول على رحمة المولى عز وجل، فعليه أن يقوم بالأعمال الخيرية، وأن يصفح ويعفو ويستغفر الله دائما، وأن يرجو مغفرته دائما.
على العبد التوحيد الكامل لله، وأن يوحد ألوهيته وربوبيته وأن يوحد بأسمائه وصفاته، وتوحيد الله بالعلانية والسر.
أن يخاف العبد من ربه، وأن يكون مستشعراً لوجود الله بكافة أمور حياته، وأن يحذر من إتيان الآثام والمعاصي.
أن يثق بربه بكافة أمور حياته، ويثق أن الله خالقه هو رازقه ومدبر كافة شئونه وأن كل ما يأتي من عنده هو الخير.
أن يكون شاكراً لله يحمده في السراء والضراء، يحمده على نعمه الكثيرة بقلبه ولسانه.
الحرص على التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالأقوال والأفعال، من أجل نيل رضاه في الدنيا والآخرة.
وفي مقابل كل هذا فقد وعد الله عباده المخلصين المؤدين لحقوقه على النحو الأكمل أن يدخلهم جناته، وألا يوقعهم بالعذاب، وأن يعيشوا في النعيم الأبدي.
حق الله على العباد
ولا تقتصر حقوق الله على عباده على ما سبق ذكره، فهناك مجموعة أخرى من الحقوق وهي:
الإيمان الكامل بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده من بيده مقاليد كل شيء، وهو وحده من يستطيع رزق عباده وكشف الضر عنهم.
ذكر الله عز وجل كثيرًا وعدم هجر كتابه والرجوع إليه في كل كبيرة وصغيرة.
التذلل والتضرع إلى الله وإظهار الحاجة إليه والضعف أمامه والخشوع الكامل عند أداء الصلاة واستشعار كل كلمة فيها.
الإسراع في التوبة إلى الله والعودة إليه واستغفاره بمجرد اقتراف الذنب، والعزم على عدم العودة إلى فعل ما يغضب الله.
الابتعاد عن الأفعال والصفات التي تغضب الله عز وجل مثل الكذب والنفاق والكِبر والخيانة والغش.
القيام بأجمل وأجّل العبادات وأحبها لدى الله تعالى ألا وهي الصبر، فيجب على العبد أن يصبر على جميع أقدار الله ولا يسخط منها مهما تسببت له في ألم، كما يجب أن يصبر على طاعة الله ويصبر نفسه على ما حرم الله تعالى.
عندما يؤمن العبد بربه ويوحده يصبح متوكلًا عليه، وهذا من أهم حقوق الله سبحانه وتعالى على عباده، فيعتمد قلب المسلم على الله بصدق ويسلم أمره كله إليه.
عدم الاعتراض على قضاء الله وقدره والإيمان بالكامل بأن الله تعالى لا يكتب على عباده إلا ما هو فيه خيرًا لهم.
يُعد حُسن الظن بالله من أهم ما يجب على المسلم تأديته نحو خالقه سبحانه، فيجب على العبد أن يكون حسن الظن بالله وأن يكون متيقنًا من أن جميع ما يقّدره عليه هو الخير له في الدنيا والآخرة، حتى وإن بدا له عكس ذلك.
قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”، فعلى العبد أن يذكر الله ويدعوه بأسمائه وصفاته وأن يكون مؤمنًا بكل اسم من تلك الأسماء.
حق الرسول
حق الرسول هو جزء من حق الله، فمن يطيع ويرضي الرسول حتماً سينال محبة الله ورضاه، من حقوق الرسول ما يلي:
أن يؤمن العبد بربه وأن الرسول هو عبد الله ورسوله، وأن الله أرسله من أجل هداية الناس كي يخرجهم من الظلمات والضلالة إلى النور، وأرسله من أجل إتمام المكارم، شرط ألا يصل حب العبد للرسول إلى مرتبة الألوهية.
الإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه لم يأتي رسولًا من بعده.
أن يحب العبد أهل بيت رسول الله وهم زوجات النبي أمهات النبي، وأن يحب أولاده وبناته وبنو عمومته، ويجب أن تفوق تلك المحبة لمحبة العبد لنفسه ولأولاده ولأهله.
أن يطيع النبي ويعمل بأوامره، وأن يبتعد تماماً عن فعل ما نهى الرسول عنه.
أثناء زيارة العبد لقبر رسول الله أو مسجده عليه أن يخفض صوته.
أن يحب العبد من كان يحبه رسول الله من أعمال، وأن يبغض كل ما كان يكرهه النبي ويبغضه من أعمال أو أقوال.
أن يصدق ما قاله الرسول من أحاديث ويصدق ما ورد عنه وما حُكي عنه من قصص.
أن يقتدي برسول الله في كل أقواله وأفعاله.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً“، فيجب العمل على نشر دعوته وتبليغ الناس بها وبسنته.
أن لا يقوم العبد بتقديم حب أحد كائن على حب رسول الله سواء كان ولد أو والد أو زوجة.
تصديق كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحداث موثقة من مصادر صحيحة.
ما الحقوق الواجبة لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وأيضًا من حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم على العبد المسلم ما يلي:
الدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد أي شبهة باطلة عنها.
دراسة السيرة العطرة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والاستفادة منها في كل أمور الحياة.
تربية الأبناء على حب وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.
حب من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكُره من يكرهه أو يسيئ إليه أو يُنكر سيرته العطرة.
عدم ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ويتبع ذكره الصلاة عليه، فلا يجوز ذكر اسمه مجردًا.
عدم التقصير في مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي نفس الوقت يجب عدم المبالغة فيها، فلا يجوز أن يتم وصفه بصفات إلهية يتفرد بها الله سبحانه وتعالى.
الحرص على نشر دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام ورسالته بالحُسنى، فيجب أن يكون العبد خير مبلغ لرسالة نبيه بقول وفعل كل ما يعبر عن تلك الرسالة.
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا والشوق لرؤيته حتى وإن كان في المنام.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي شرحنا من خلاله حق الله وحق الرسول على العباد، تابعوا كل جديد على الموسوعة العربية الشاملة.