تعرف على حرف ومهن الانبياء بحث ، قال تعالى في الآية الثالثة والسبعين من سورة القصص ” وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، فمن المؤكد أن العمل هو أساس الحياة البشرية، ومن دونه لا يتمكن الإنسان من أن يُمارس حياته بشكل فعال، فبه يحصل على قوت يومه، ويستطيع أن يجني المال الذي يُغنيه عن سؤال الآخر، كما أن عن طريقه يتمكن من أن ينال الرفعة والتقدم، سواء بين الناس، أو عند الله عز وجل، فما من إنسان على وجه الأرض، إلا وهيأه الله سبحانه للعمل، فحتى الأنبياء على الرغم من أنهم يحملون رسالات الله إلى غيرهم من البشر، إلا أن هذا لم يكن عملهم الأساسي، بل أن لكل منهم عمل يتكسب منه، كأي إنسان آخر، ومن خلال مقال اليوم على موسوعة، سنتعرف على حرف ومهن الأنبياء بالتفصيل، فتابعونا.
حرف ومهن الانبياء بحث
الأنبياء هم خير قدوة ومثل يُمكن للإنسان أن يقتضي بهم في أمور الحياة، فقدموا نماذج رائعة، في مختلف مجالات العمل، ولم يتخذوا من الرسالة سبيل للجوء للراحة والخمول، بل أنهم حرصوا على أن يجعلوا من أنفسهم نماذج يُقتضى بها في كل زمان ومكان، فكان لكل منهم مهنة أساسية بخلاف هداية الناس إلى سبيل الحق والرشاد.
وعلى الرغم من أننا لم نُعاصر الأنبياء في زمانهم، إلا أن القرآن الكريم كان خير دليل يُمكننا من خلاله أن نعرف قصص هؤلاء، وما هي مهنتهم التي كانوا يعملون بها، وسنذكر لكم في السطور التالية مهنة كل نبي على وجه الخصوص:
أولاً: نبي الله آدم
كان سيدنا آدم عليه السلام، هو أول من هبط على الأرض من البشر، ومع زوجته حواء.
وكان من الضروري عليه أن يعمل من أجل أن يُلبي احتياجاته من الطعام.
فعمل بالزراعة، وحراثة الأرض، كما صنع العديد من الآلات والأدوات الزراعية التي تُساعده في ذلك، مستخدماً الأخشاب والحجارة.
ثانياً: نبي الله موسى
كان سيدنا موسى عليه السلام، رسول من الله إلى البشر لهدايتهم، إلى طريقه، وبعثه الله عز وجل إلى فرعون وقومة بآيتين من السحر.
وكان كليم الله يعمل بالرعي، فكانت تلك هي مهنته الأساسية، والدليل على ذلك قوله عز وجل في سورة طه “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ، قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ”.
ثالثاً: نبي الله داوود
فضل الله عز وجل سيدنا داوود على غيره من الأنبياء والرسل، فخصه بصناعة الدروع الحديدية.
كانت مهنته الأساسية هي الحدادة، فكان يجني من خلالها المال الذي يكفي لمتطلباته الحياتية.
وكانت تلك معجزة من الله سبحانه، إذ أنه جعل الحديد ليّن في يده فيتمكن من صناعة ما يشاء باستخدامه، دون الاستعانة بأي مصدر آخر لصهره.
ويُمكننا الاستدلال على ذلك، بقوله عز وجل في سورة سبأ “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ، أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
رابعاً: مهن الأنبياء زكريا
ويُمكننا الاستعانة بالسنة النبوية، من أجل التعرف على مهن بعض الأنبياء، ومنهم نبي الله زكريا.
حيث وُرد عن رسولنا الكريم، أنه قال أن نبي الله زكريا كان يعمل بالتجارة.
فكان العمل أحب إليه من أن يلجأ إلى سؤال الناس، من أجل قضاء متطلباته الحياتية.
خامساً: مهنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاش حياته في فترة طفولته بالصحراء، فكانت عادة العرب قديماً، أن يرسلوا أولادهم إليها من أجل أن يتعلموا الصبر في مواجهة الصعاب بالحياة.
فكان صلى الله عليه وسلم، يعمل في رعاية الأغنام في بداية حياته.
وبعدها تأثر برحلات جده عبد المطلب، وتجارته مع البلاد الأخرى، فتعلم منها الكثير، وأصبح تاجراً مشهود له بالصدق والأمانة.
مهن الأنبياء جميعهم
في السطور القادمة، سنذكر لكم مهن مختلف الأنبياء، لتكونوا على دراية تامة بها، حيث:
أولاً: نبي الله إبراهيم
من خلال تتبعنا للسيرة النبوية، نجد أن معظم الأنبياء عملوا بالرعي، وجاء هذا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعل في الرعي ميزة لا يعلمها البعض، وهي أنه يُساعد الآخر على التأمل في الحياة، وفي إبداع صنع الخالق سبحانه، وكأن الله يؤهلهم لحمل الرسالة.
وعلى الرغم من أن والده كان يعمل بصناعة الأصنام، إلا أنه لم يؤمن بها على الإطلاق.
فكان يصنع الأقمشة، ويبيعها إلى قومه، ويتكسب منها.
ولكن بعدما هداه الله عز وجل إلى الدين الحنيف، أمره ببناء الكعبة، فعمل في بنائها مستعيناً في ذلك بابنه إسماعيل.
سار الأمر على سيدنا نوح مثل معظم الأنبياء من قبله، فعمل في رعاية الأغنام، إلا أنه سرعان ما أتاه أمر الله عز وجل بصناعة السفينة في الصحراء.
تعرض لكثير من السخرية، والمضايقات بشأن هذا الأمر، إلا أن تلك السفينة كانت بها نجاة المؤمنين معه، عندما جاء الطوفان.
ومن هنا يُمكننا معرفة طبيعة عمل سيدنا نوج، وهي صناعة السفينة، “وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ”، سورة هود.
ثالثاً: نبي الله إدريس
تميز سيدنا إدريس عن غيره من الرسل، بمهنة لم يكن لها وجود من قبل.
فكان يعتمد على جلود الحيوانات، ليصنع منها كملابس للناس.
رابعاً: نبي الله عيسى
كان سيدنا عيسى معجزة من معجزات الخالق، فحملت به أمه السيدة مريم العذراء، دون أن يمسسها بشر.
ومن المتعارف عليه أنه كان يعمل بالطب، والدليل على هذا قول المولى في سورة آل عمران “وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ”.
خامساً: نبي الله سليمان
منح الله عز وجل لسيدنا سليمان ملكاً كبيراً، وأتاه ما لم يأت بشر مثله.
فكان بإمكانه أن يتحدث إلى الحيوانات والطيور، ويفهم لغاتهم.
كما كان يستخدم النحاس في بعض الصناعات. هذا بالإضافة إلى الجيش القوي الذي يمتلكه من الجن والإنس.
ونستخلص هذا الأمر من كتاب الله تعالى حيث قال “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ” سورة سبأ.
أسماء جميع الأنبياء وأعمالهم
بعد أن تناولنا حرف أو مهن مجموعة كبيرة من الأنبياء، لا يزال لدينا المزيد من المعلومات حول مهن بعض الأنبياء، نذكرها لكم فيما يلي:
أولاً: نبي الله هارون
نبي الله هارون، هو أخو سيدنا موسى عليه السلام، والذي طلب من الله عز وجل أن يبعثه معه إلى فرعون، من أجل أن يستند عليه ويشتد به أزره.
أي أنه كان وزيراً مع سيدنا موسى في رسالته.
ولا تقتصر مهامه على ذلك فقط، بل أنه اُستخلف على قوم موسى، عندما ذهب ليُكلم الله، ولكنهم لم يهتدوا بكلامه، واتبعوا الضلال الذي نشره السامري في البلاد.
على رغم ما تعرض له من أذى من أخوته، إلا أن الله سبحانه كان يُهيأ الأسباب لنبوته.
فعندما اتهمته زوجة فرعون، بالتعدي عليها، وهو برئ من ذلك أُرسل إلى السجن.
وعندها بدأت مهارته في تفسير الأحلام بفضل الله عز وجل، فسرعان ما استدعاه الملك ليُفسر له حلم، فأتقن التفسير وحمى البلاد من خطر الجفاف. وأصبح بعدها عزيز مصر.
ثالثاً: نبي الله أيوب
اُشتهر بصبره على البلاء والمرض، فبعدما كان يعمل بالزراعة في أرضه الواسعة، أصابه مرض شديد، جعله يمكث سنوات طويلة في بيته بلا عمل.
ولكن سرعان ما عُفى عنه وشفاه الله، بفضل قوة إيمانه.
رابعاً: نبي الله هود
كان يعمل بالتجارة، وكان له شأن كبير في هذا المجال.
خامساً: نبي الله يونس
كان يعمل في الصيد، ويتكسب منه فيبيع الأسماك بعد صيدها.
عن الحرف والمهن التي اشتغل بها الأنبياء
لا يزال أنبياء الله يبهروننا بأعمالهم، تلك التي من شأنها أن تُزيدهم إجلالاً واحتراماً، وتبعث لغيرهم رسالة بأن العمل أساس العبادة، ومنهم:
نبي الله إلياس، الذي كان يعمل في صناعة الملابس لقومه.
سيدنا لوط الذي كان من أعظم المؤرخين في عصره.
وها هو نبي الله صالح، الذي يهتم بتربية الإبل، ويُتاجر في منتجاتها.
أما ذو الكفل فكان خبازاً، يصنع الخبز بيديه.
وسيدنا لُقمان عليه السلام الذي أُشتهر بحكمته البالغة، فكان يفض المنازعات بين بني إسرائيل.
أما سيدنا شعيب، وكذلك نبي الله يعقوب، فكانا من العاملين برعاية الغنم، مثلهم مثل سائر الأنبياء في بداية حياتهم.
ومن هنا عزيزي القارئ، تتعلم أن العمل هو أساس الحياة، فمهما بلغ شأنك بين الناس، وعلت مكانتك لأكبر درجة ممكنة، فات تتمكن من أن تنال رضا الله، واحترام الناس إلا بالعمل.
