يبحث العديد من الأشخاص بالسنة النبوية عن حديث شريف عن التمر والحليب ، خاصة بعدما أثبت العلم فوائد هذه الوجبة وقيمتها الغذائية، فهي من المُقبلات التي تكاد لا تخلو منها سفرة رمضانية، كما أن لها مذاق جميل، ويُفضلها الكِبار والصغار، ولكن هل أوصى الرسول بها، أو وُرِد ذكرها في حديث نبوي ؟، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقال اليوم على موسوعة، فتابعونا.
التمر والحليب
يُعتبر التمر من الأطعمة التي حرص نبينا الكريم على تناولها، وذكر أن بها العديد من الفوائد على الصحة والجسم، وكذلك الحليب، وهذا ما أثبته العلم حديثاً، حيث:
فالتمر نوع من أنواع الفاكهة، طيبة المذاق، والتي تختلف في ألوانها وأشكالها، ويميَّزها الله في الأُكل، فتحتوى على نسبة عالية من السكريات التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة لمواصلة عمله، وكذلك بها نسبة كبيرة من الفيتامينات كفيتامين A ، C ، وأملاح معدنية، كما أنها سهلة الهضم، وبها العديد من المعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم، والحديد والفسفور، مما يجعلها منشط ومقوي عام للجسم والدورة الدموية، هذا بالإضافة إلى احتوائها على نسبة كبيرة من الدهون.
ويمكن استخدامها كطعام جاف، أو كحشوة للمُعجنات كالفطائر والبسكويت، وغيرها، كذلك يمكن تصنيعها كعجوة، أو مربى أو غيرها من الأشكال التي يُفضلها الإنسان ويُقبل عليها.
وعلى الجانب الآخر الحليب، الذي يُعتبر من أهم مصادر الحصول على عنصر الكالسيوم، الهام جداً لقوة العظام والعضلات، وكذلك الأسنان، كما يمد الجسم بالبروتين اللازم للنمو، ويحتوي على البوتاسيوم، وفيتامين ب12، بالإضافة إلى الدهون والكربوهيدرات، وفيتامين د الهام جداً لصحة البشرة.
ويُمكننا الحصول على تلك الفوائد من خلال تناول الحليب مباشرة، أو تناول منتجاته ومشتقاته، كالجبن، والزبادي وغيرها.
آيات قرآنية تتحدث عن التمر والحليب
خلق الله لنا العديد من الأطعمة والمشروبات المفيدة للجسم، والتي تحدث عن فضلها في القرآن، ومن بينها التمر واللبن، حيث :
أولاً: الآيات التي تتحدث عن الحليب
قال تعالى في كتابه الكريم وتحديداً بالآية السادسة والستين من سورة النحل “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ”.
كما قال المولى سبحانه في الآية الخامسة عشر من سورة محمد “مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ”.
ثانياً: الآيات التي تتحدث عن التمر
ذكر الله عز وجل التمر في الآية العاشرة من سورة ق فقال “وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ”.
وكذلك في سورة الشعراء بالآية الثامنة والأربعين بعد المائة قوله “وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ”.
وبالآية الخامسة والعشرين من سورة مريم قال تبارك وتعالى “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا”.
ووُرِد ذكر التمر والحليب في السنة النبوية، فهناك عدد من الأحاديث عن التمر، وكذلك عن الحليب، وغيرها تجمع ما بين التمر والحليب، ونذكرها لكم فيما يلي:
أولاً: حديث شريف عن الحليب
جاء في حديث ليلة الإسراء والمعراج، أنه قُدم إلى النبي الخمر والحليب، فاختار الحليب وترك الخمر.
وعن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن”.
ثانياً: حديث شريف عن التمر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم”.
وروت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال”إن في عجوة العالية شفاءً، أو إنها ترياقٌ أول البكرة”.
وجاء في صحيح مسلم قول رسولنا الكريم “يا عائشة بيت لا تمر فيه، جياع أهله”.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” أطعموا نساءكم التمر فإن من كان طعامها التمر ، خرج ولدها حَلِيماً”.
كما قال عليه الصلاة والسلام “من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لبتي المدينة على الريق، لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي، وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح”.
كذلك حديث رسول الله “إذا فطر أحدكم فليفطر على التمر، فإنه بركة”، و”ومن فطر صائماً بشق تمرة فله الجنة”، وأخيراً قوله “إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه”.
ثالثاً: حديث شريف عن التمر واللبن
روت السيدة عائشة رضي الله عنها : “أن النبي كان يسمي التمر واللبن الأطيبان”.
ومن هذه الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، نعرف أهمية وقيمة تناول التمر مع الحليب، حيث تُعد وجبة غذائية متكاملة العناصر، وهامة جداً للصِغار والكِبار.