يعتبر البعض حديث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها من الأحاديث التي تُعرض فيها علامات الساعة الكُبرى التي تقود المسلم إلى يوم القيامة فلا ينفع ولد ولا صاحب، فيبدأ المولى عز وجلّ بمُحاسبة كل نفس وما فعلت، حيث يُعتبر هذا الحديث من الأحاديث التي تُعدد علامات السّاعة التي من بينها خروج الشمس من المغرب، وخروج المسيح الدجال، ومن بعده خروج سيدنا عيسى عليه السلام ليقتل المسيح الدجال الذي يسفك الدماء ويقتل ويُعذب عباد الله، فماذا عن تفاصيل هذا الحديث الشريف وأبرز التفسيرات التي وردت فيه وفقًا لعلماء الدين هذا ما تُسلط موسوعة الضوء عليه من خلال هذا المقال، فتابعونا.
ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها
إليك عزيزي القارئ تفسير حديث الرسول الذي جاءت فيه علامات الساعة الكبرى التي لا ينفع بعدها تعديل في سلوك العباد، إذ أن تلك العلامات التي تُعتبر هي النهاية الحقيقية لأفعال البشر، فإليكم نص الحديث والتفسيرات التي جاءت فيه.
فقد جاء عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ”. رواه مسلم.
فسر العلماء معنى ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها على إنها التي تعني؛ ثلاثة علامات من اقتراب يوم القيامة حيث لا ينفع الإيمان بعد، وفقًا لما جاء في قول العلماء، حيث طلوع الشمس من المغرب بدلاً من المشرق، وخروج المسيح الدجال الذي يفسد في الأرض ويقتل ويسفك الدماء، فقد سمى الحبيب المصطفى عليه السلام المسيح الدجال بمسيح الضلالة، إذ أطلق عليه مسيح نظرًا لإنه لا يترك بقعة من بِقاع الأرض إلا ودمرها وقتل الخلق وسفك الدماء، فيما عدا المدينة المنورة، ومكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
حيث يُعد المسيح الدجال أكبر علامة من علامات اقتراب السّاعة، فقد ورد في حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قل” أنس رضي الله “ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب”، فقد ورد في الصحيحين مواصفات هذا الأعور الكذاب وهي؛ ضخم الجسم، مكتوب بين عينية حروف كافر، أعور العين، مجعد الشعر، يسفك الدماء ويُعذب الخلق، ويبطش بهم.
أما عن الدابة، فقد أضيف إليها لفظة الأرض، على الرغم من أنها تعني ما يدب على الأرض، والتي أشار الله إليها في سورة النمل في الآية 82 “وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ” ، حيث تخرج الدابة في آخر الزمان.
ويتسنى للعبد الصالح الهرب من بطش وظلم مسيح الدجال من خلال الاستعاذة بالله تعالى، وحفظ أول عشر آيات من سورة الكهف، وترديد أسماء الله الحُسنى، واليقين بقوة الله وقدرته، وصدق العبد وإيمانه قبل أن تظهر تلك العلامات، فهي التي تحفظه من بأس وقهر المسيح الدجال، وما تخرج به الدابة التي يبعثها الله تعالى إنذارًا باقتراب موعد العباد للقاء الله عز وجلّ ومحاسبتهم أجمع في يوم القيامة حيث لا ينفع مال ولا ولد.
استعرضنا من خلال هذا المقال كافة التفسيرات التي جاءت في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن علامات الساعة التي عرضناها وأوضحنا تلك العلامات بالتفصيل.