تفسير تلبس الشيطان في الصلاة أمر نتعرض له جميعاً، فقد تجد نفسك تُعاني كثيراً من تراكم الأفكار على ذهنك، وكأنها قررت فجأة أن تشغل بالك وعقلك أثناء الصلاة، فسرعان ما تُفكر في ذلك الطعام الشهي الذي تتركه على الطاولة، وتلك المهام التي عليك أن تنجزها بأسرع وقت ممكن، وتنسى أن المولى سبحانه الذي تقف بين يديه الآن هو القادر وحده على أن يُبارك في وقتك، ويمنحك المزيد من القدرة لإنجاز ما تهدف إليه، فكل شيء يُمكنك أن تُعوضه، إلا وقت الصلاة فسرعان ما يمر، ولأننا في موسوعة نعلم أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأنها أول ما يُسأل عنها العبد في قبره، فسنوضح لكم الحيل التي يتبعها الشيطان لتلبس المصلي، وكيفية التخلص منها والانتصار عليه، من خلال مقال اليوم على موسوعة، فتابعونا.
من المؤكد أنك تعرضت أثناء أداء الصلاة للتفكير في شيء ما خارج تماماً عن حدود الدين، والخشوع لله.
فقد تجد نفسك تتلهف لذلك المسلسل الذي أوشك على الانتهاء، فتسترق أذنك بعض الجمل الصادرة من أبطاله وأنت في حضرة المولى عز وجل، دون أن تعي ما تتلوه من آيات، وما تقوم به من حركات.
هذا الفرض الذي من شأنه أن يبعث في روحك الأمان، ويُذيق قلبك لذة الخشوع لله الرحيم الرحمن، يتحول في لحظات إلى روتين ممل، تود أن تنتهي منه على الفور، من أجل أن تمارس مهام حياتك اليومية.
ناسياً أن الأمر كله في النهاية يرجع إلى من تقف بين يديه سبحانه، فهو القادر على أن يمنحك القدرة على إنهاء أمور حياتك اليومية في أسرع وقت.
ولا يدل هذا على قلة إيمانك يا عزيزي، أو يكون علامة على عدم رضا المولى سبحانه عنك، بل على العكس تماماً، الشيطان يعلم بأن تلك الصلاة إن كانت على الوجه الذي يُحبه الله ويرضاه، فهي بكل تأكيد ستكون مقبولة، وينال عنها المسلم خير الثواب.
وهذا ما يدفع الشيطان إلى الوسوسة لك، ليضمن انشغالك عن الخشوع لله عز وجل، في بعض الأمور الحياتية البسيطة، حتى يُصرف قلبك عن الصلاة.
ولا تتعجب كثيراً من هذا الأمر، فهذا ما أخبرنا به الله تعالى في كتابه العزيز، “قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ”، وفي تلك الآية نجد أن إبليس اللعين توعد لجميع خلق الله ليُغوينهم ويُضلهم عن طريق الحق.
هناك مجموعة من الأشياء التي يقوم بها الشيطان، عندما يشرع المسلم لأداء الصلاة، من أجل أن يُفسد عليه صلاته، ومنها:
ومن هنا يبدأ الشك يدخل إلى أعماق قلب المؤمن، فيتردد كثيراً ولا يستطيع أن يركز في صلاته، مما يُفقده لذة الخشوع للمولى.
لم يسلم إنسان على وجه الأرض من وسوسة الشيطان له أثناء الصلاة، وهذا الأمر ليس بجديد، ففي عهد رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- جاء عثمان الثقفي إليه ليُخبره بأن الشيطان لبس عليه في الصلاة، فما كان جوابه إلا أنه قال “ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسست بذلك فانفث عن يسارك ثلاث مرات وتعوذ بالله من الشيطان ثلاثًا“. وبالفعل ذهب الشيطان عن عثمان.
ولا يدل الأمر إطلاقاً على نقص في الإيمان، بل هو ذاك الشيطان الذي يهدف إلى إفساد كل عبادة من شأنها أن تجعل المسلم في حالة من الراحة والاطمئنان، فلم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، والدليل ما جاء عن أبي الدرداء في صحيح مسلم “قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: “أعوذ بالله منك”، ثم قال: “ألعنك بلعنة الله ثلاثاً، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً”، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك قال: “إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار، ليجعله في وجهي، فقلت: “أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان، لأصبح موثقاً يلعب به ولدان المدينة”.
هناك مجموعة من النصائح التي يُقدمها الشيوخ، والتي من شأنها أن تُساعد على التقليل من تلك الوسوسة، والتخلص منها حتى ولو بقدر بسيط، وهي:
هناك مجموعة من الأدعية التي تُساعد الإنسان على أن يتخلص من تلك الوسوسة التي تُعيقه عن التركيز في الصلاة، والاستمتاع بها، ومنها:
“يا رب لا تحرمنا لذة السجود بين يديك. اللهم إنا أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك يا ربي أن يحضرون. ربنا أجرنا من الشيطان، وأعذنا من وسوسته. اللهم اجعل رسولنا يُباهي بنا الأمم عندما يشهد صلاتنا، يا رب اجعل صلاتنا على النحو الذي يُرضيك عنا”.
ولتفسير حلم مختلف يمكنك استخدام تطبيق تفسير الأحلام المباشر .