ترى مالذي جرى لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟ سؤال يستحق الاهتمام سنُجيب عليه من خلال مقالنا اليوم، وعند الحديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يتوجب في البداية ذكر بعض المعلومات التي تخص أشرف الخلق، فهو رسولنا الكريم، وهو الذي يسير المسلمون على خطاه ويحاولون الاقتداء به، فهو خير صورة وخير مثال للمسلم، هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف أشرف الخلق، أما عن القصة التي حدثت له أثناء الغار فهي موضوع حديثنا اليوم على موسوعة.
محمد صلى الله عليه وسلم هو رسولنا الكريم المتواضع، هو أشرف خلق الله اسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف، ويمتد نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، كانت أمه من أشراف الخلق واسمها آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وقد توفى والد النبي قبل مولد، وقد رأى جده فيه العوض عن ابنه الذي فقده.
قد كان رسول الله في أحد الأيام يتعبد في غار حراء في إحدى الليالي، وأثناء ذلك دخل عليه رجل لم يكن يراه من قبل وهذا الرجل هو جبريل عليه السلام، فقد أرسله الله له ليبلغه رسالة، وعندما دخل جبريل عليه السلام على الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال له (اقرأ)،ومن المعروف عن الرسول أنه كان أميًا لا يستطيع القراءة ولا الكتابة، فصمت الرسول لوهلة ثم أجاب على جبريل بما أنا بقارئ، فأقرب منه جبريل عليه السلام وقام باحتضانه بكل ما يمتلك من قوة ثم تركه وأعاد عليه ذات الكلمة (اقرأ)، فأجابه الرسول للمرة الثانية ما أنا بقارئ، فقام جبريل عليه السلام باحتضان الرسول مرة أخرى ثم تركه وأعاد عليه الأمر للمرة الثالثة، (اقرأ)، فأجاب عليه الرسول مجددًا ما أنا بقارئ.
وقد أثار حديث الرجل الدهشة في عقل النبي والطريقة الغريبة التي يتحدث بها هذا الرجل، وبعدها قام جبريل عليه السلام باحتضان الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أخرى ثم تركه، وقرأ له سورة العلق وهي أول السور التي نزلت في القرآن الكريم وهي قول الله عز وجل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، وبعد قراءة السورة اختفى جبريل عليه السلام من أمام النبي.
عاد الرسول إلى بيته وفي عقله بعض التساؤلات وشاعرًا بالخوف تجاه ما جرى، وعندما قابل زوجته خديجة رضي الله عنها وأرضاها، أخبرها بما جرى، فهدئت خديجة من روع الرسول واصطحبته إلى ابن عمها الذي يُدعى ورقة بن نوفل الذي يعتنق الديانة النصرانية، وعندما طرح عليه الرسول ما حدث معه قال له أن ذلك الرجل الذي دخل عليه وهو في الغار هو جبريل عليه السلام، وهذا يدل على أن الله عز وجل قد أختارك يا محمد لتكون رسولًا له.