بحث عن سورة الاعراف ومحاورها ، القرآن الكريم هو الكلام الذي أنزله الله عز وجل على نبيه ومُصطفاه؛ وكل حرفٍ في القرآن الكريم له موضعه الخاص به، ولما كانت سورة الأعراف من السور التي تحمل معاني جليلة؛ قامت الموسوعة بعمل بحث عن سورة الاعراف ؛ فسورة الأعراف تحمل في طيِّها الكثير والكثير من المعاني التي تدُلّ على مدى إمكانية إفساد الباطل الأعمال، وفيها كثيرٌ من القَصَص القُرآني عن أنبياء الله- تعالى- منذ بداية الخليقة بآدم عليه السلام، وكيفية إغواء الشيطان له، وطرد الله عز وجل له من الجنة، وعصيانه لأمر ربه، مُرورًا بغيرها من القصَص كقصة سيدنا نوح، وسيدنا هود، وسيدنا صالح، وسيدنا شُعيب؛ ختامًا بقصة سيدنا موسى عليه السلام.
سورةُ الأعراف من السور المكيّة، والسورة المكية اختلف المفسّرون في حقيقتها، وفي تعريفها؛ فالبعض قال: بأنها هي التي نزلت بمكة، والبعض الآخر قال: بأنها هي التي نزلت قبل الهجرة، ولعل أصح تلك الأقوال، وأقربها للصواب هو من عرَّف السورة المكية: بأنها ما نزلت قبل الهجرة، ولو كانت بالمدينة، وهذا الرأي هو ما تطمئن إليه النفوس، وتميل إليه القلوب.
أما عن عدد آياتها: فقد حصر عُلماء الفواصل عدد آيات سورة الأعراف في(206) آيةً، وهذه السورة من السبع الطوال، والمقصود بالسبع الطوال: هم أطول عشر سور في القرآن الكريم، وهي ( البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال)، بل إنها أيضًا أطول سورة في الطول في السور المكية.
أما عن ترتيبها: فتقع سورة الأعراف في الترتيب رقم سبعة من ترتيب المصحف بعد سورة الأنعام، وقبل الأنفال، وقد قال بعض العلماء:إن سورتي الأعراف والأنفال سورةٌ واحدةٌ، وليستا سورتين، واستدل هذا الرأي: إن حديث سورة الأعراف قريبٌ جدًّا من حديث سورة الأنفال، وسورة الأعراف جاءت متأخرةً عن سورة (ص) في ترتيب النزول؛ فقد نزلت هذه السورة بعد سورة (ص). وعدد كلمات هذه السورة (3344) كلمةً، وعدد حروفها (14071) حرفًا.
الناس يوم القيامة ثلاثة أقسام : شقٌّ زادت حسناته عن سيئاته- جعلنا الله جميعا منهم-؛ فرزقه الله جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، وفيها ما تشهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وسيُخلدون فيها، أما الشقّ الثاني: فهو الذي طغت سيئاته على حسناته، وهذا الشق؛ سيُصَعَّر في جهنم وبئس المصير_أعاذنا الله جميعًا منها-
أما الشقّ الثالث: فهو الذي لم تطغى فيه سيئاته على حسناته، ولا حسناته على سيئاته، وإن تساوت فيه حسناته مع سيئاته، وهذا الشق هو الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذه السورة المباركة، فالمقصود بالأعراف : سورٌ يفصل بين أهل الجنة، وأهل النار مخصّصٌ لمن تساوت فيه حسناته مع سيئاته؛ يقفون عليه؛ حتى يفصل الله عز وجل بينهم؛ إما بدخول نار النعيم مع الذين أنعم الله عليهم، وإما بنار الجحيم وبئس العاقبة.
إن من أهم مقاصد سورة الأعراف وأهمها :-
1- الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، وترك عبادة غيره من الأوثان والأصنام، ونبذ شرك غيره معه في العبادة، وهذه الدعوة -دعوة التوحيد- هي الرسالة الأسمى، والأهم التي بعث الله عز وجل بها جميع الأنبياء والرسل، والقرآن الكريم ما نزل إلا ليحق الله -تعالى- به الحق، ويُبطل به الباطل.
2-قضية خروج آدم من الجنة، فلقد أسكن الله أبا البشرية-آدم عليه السلام- الجنة، لينعم بنعيمها وخيرها هو وروجه، وأمره الله عز وجل بعدم الأكل من شجرةٍ مُعيّنةٍ في الجنة؛ فظل الشيطان يُوسوس له؛ حتى يأكل من هذه الشجرة؛ فيُخرجه الله من الجنة؛ فانصاع آدم لكلام ولوسوسة الشيطان الرجيم؛ وأكلا من هذه الشجرة؛ حتى هبطا من جنة الخلد إلى الدنيا، وهذه هي أفعال الشياطين في كل زمان ومكان؛ إغواء الإنسان عن فعل الخير، وصرفه إلى ما يُغضب الله -تعالى-.
3-تحدثت السورة كذلك على إعمار الإنسان الأمر، واستخلافه فيها، فقد جعل الله عز وجل آدم خليفةً له في الأرض، وأعلم الملائكة بذلك، وقال الملائكة لله سبحانه وتعالى: أتجعل فيها من يُفسد فيها، ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أي: أن الملائكة تقول لرب العزة: إنا قائمون على عبادتك وطاعتك ليل نهار، ثم تختار من يُفسد في الأرض، ويسفك الدماء فيها، فقال الله جل شأنه: إني أعلم مالا تعلمون، وعلَّم الله عز وجل آدم الأسماء كلها، ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة؛ وسألهم: أخبروني بهذه الأسماء إن كنتم صادقين.
4-كما تحدثت السورة في كثيرٍ من آياتها عن صفات الله عز وجل الواجبة له، وتحدّثت عن الربوبية في أن الله عز وجل رب كل شيءٍ ومليكه، وهو القادر على كل شيءٍ إليه المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.
ودارت معظم الصورة أيضًا على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر؛ فلابد لكل إنسانٍ أن يَأمر بما في الاستطاعة البشرية بالمعروف، وأن ينهى عن كل جُرم يُخالف دين الاسلام.