نستعرض معكم بحث عن الوضوء متكامل العناصر ، خلق الله سبحانه وتعالى الكون بفطرته الطيبة الجميلة، التي تميل لتغليب كل ما هو طاهراً وجميلاً نابعاً بالحياة، وجاء الدين الإسلامي الحنيف ليكون دين النظافة والطهارة، الدين الذي جعل من التطهر شرطاً أساسياً من شروط الإيمان بل نصفه الذي لا يكتمل بدونه، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ” الطهور شطر الإيمان”، كما أن الوضوء أهو أحد الشروط الأساسية لصحة صلاة المسلمين الفريضة الدينية السامية التي جعلها الله سبحانه وتعالى الركن الثاني من أركان دين الإسلام، وأول ما سيُسأل العبد عنه يوم القيامة، وهي الصلة الواصلة بين العبد ومولاه ،فلا تقبل صلاة المرء دون وضوء ولا يجرؤ أحد على الوقوف أمام ربه دون أن يكون طاهراً مُتطهراً خاشعاً لجلال وجه وعظيم سلطانه.
لذا نقدم لكم اليوم بحثاً متكاملاً عن مفهوم الوضوء في الإسلام، وما هي أهم شروطه وفرائضه ومبطلاته، وكذلك كيفية الوضوء للصلاة بشكل سليم من موقع موسوعة.
تأتي كلمة الوضوء لغوياً من لفظ ” الوضاءة ” الذي يعني الضياء والحُسن والنظافة، وقد تمت تسمية الوضوء بهذا الاسم في الشريعة الإسلامية بسبب كونه نور للمسلم من ظلمات الذنوب، وكما أنه يضفي على أعضاء الجسم نوراً عند الوضوء استعداداً للصلاة.
ويتم تعريف الوضوء في الدين الإسلامي بأنه استعمال الماء الطهور في غسل أعضاء محددة من الجسم، مع ضرورة أن يسبق الوضوء وجود نية الإنسان الصادقة على التطهر، فبداية الوضوء من غسل الوجه فاليدين، ثم مسح مقدمة الرأس، وصولاً إلى القدمين لينتهي الوضوء بذلك.
والوضوء فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل راشد وفي صحة القيام بالوضوء شرط لصحة صلاة المسلم وقبولها بإذن الله، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ”
ولا تقتصر أهمية الوضوء فقط على كونه فقط يزيل الشوائب والبكتيريا الموجودة على مناطق الجسم العرضة للهواء، أو يحافظ على صحة وسلامة الجسم من الأمراض، وكذلك تنشيط دورة الجسم الدموية، بل أن له أهمية نفسية وروحية كبرى، فهو وحده القادر على تهدئة غضب الإنسان وإعادته إلى هدوءه وسكينته، كما أن فيه سلامة للروح من الذنوب والخطايا.
وليكون وضوء المسلم صحيحاً وتكتمل طهارته للصلاة لا بد من توافر عدد من الشروط وهي:
بينما سُنن الوضوء هي أفعال يجازي من يفعلها خيراً ولا يُعاقب من يتركها سوءاً، فهي سُنن عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل:
توجد بعض الأمور التي تُبطل وضوء المسلم وتوجب عليه إعادة وضوءه مرة أخرى مثل: