إن من أهم الشعائر التي يُعرف بها المسلم الصلاة؛ لذا تقدم الموسوعة بحث عن الصلاة doc ؛ فالصلاة من أهم الأركان في الشريعة الإسلامية، التي يُعرف بها المسلم عن غيره، فالفرق بين المسلم وغيره من الناس في أداء الصلاة، كما أن الصلاة هي عماد الدين؛ فالدين لا يستقيم إلا بأداء الصلاة، وليس في أدائها فحسب، وإنما في أدائها في الأوقات المحددة لها التي شرعها الله عز وجل فيها، وهي ثاني ركن من أركان الإسلامي بعد الشهادتين، وقبل الصوم؛ فبمجرد النطق بالشهادتين؛ فأنت مُحاسبٌ على الصلاة؛ أما إن لم يُنطق بهما فلا فائدة للصلاة؛ لأن من لم ينطق بالشهادتين لا يُعدُّ مسلمًا، فهيا بنا نتعرف على الصلاة.
الصلاة لغةٍ: الدُّعاء
شرعًا: أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مبتدأةٌ بالتكبير، ومختتمةٌ بالتسليم، والمعنى إن الصلاة مجموعة من الأقوال (كقراءة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن، والتسبيح، والتكبير)، والأفعال (كالقيام، والركوع، والسجود)، ولكل فعلٍ من هذه الأفعال قولٌ مخصوصٌ يختص به عن غيره؛ فيجب على التزام بكل قولٍ في كل فعلٍ من الأفعال الخاصة به.
لقد أمر الله عز وجل عباده بالتوحيد، وأرسل إليهم الرسل ليدعوهم إلى ذلك، وينذرونهم بسوء عاقبة المخالف، وكان ختام الأنبياء والمسلمين خير البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم-، وأنزل الله عليه القرآن الكريم، ومن أهم الأمور التي تحدث عنها القرآن الكريم كانت الصلاة،.
الصلاة فرض عينٍ ( الفرض العين: أي واجبٌ على كل شخصٍ بعينه) على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ عند أهلية التصرف؛ فإن فُقد شرطٌ من هذه الشروط؛ فلا تُقبل، فإن أدى الصلاة غير المسلم، أو الصبي غير المميز، أو السكران، أو المجنون، أو فاقد الأهلية؛ فإن صلاتهم جميعًا لا تُقبل؛ لعد توافر الشروط اللازمة؛ لقبول الصلاة.
أولًا الدليل من القرآن
حثَّ الله عز وجل في كثيرٍ من مواضع القرآن الكريم على وجوب الصلاة، ووجوب تأديتها في أوقاتها دون تأخيرٍ، فقد قال الله عز وجل في سورة النور آية 56 ” وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون “، فهذه الآية أمر إلهيٌّ من الله عز وجل بوجوب إقامة الصلاة، وتأديتها على الوجه الأكمل بها، ولو تأملنا سنجد أن (وأقيموا) فعل أمرٍ، وفعل الأمر كما يقول علماء العربية يُفيد الطلب، وطلب الله عز وجل مُلزِمٌ لجميع العباد.
وكما أوجب الله عز وجل الصلاة على عبادة، جاءت السنة النبوية تدعو إلى الالتزام بالصلاة، وحذرت من التهاون فيها، أو التكاسل عنها؛ فقد جعلها النبي- صلى الله عليه وسلم- عماد الدين، وأساس الدين؛ من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها ولم يؤدِّهَا فقد هدم الدين، وقد قرنها النبي -صلى الله عليه وسلم_ بالشهادتين.
وذلك في حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “بُني الإسلام على خمسٍ : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة،وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا”، فالمعنى في هذا الحديث: إن الإسلام قد أسِّسَ على خمس مبادئ أساسية؛ لا يجوز للمسلم أن يُهْملها.
وأول هذه الأساسيات هي الشهادتين، ثم بعد ذلك ذكر الصلاة؛ وفي اقتران الشهادتين بالصلاة؛ علامةٌ واضحةٌ على وجوب الصلاة، فالشهادتان هما أول خطوة في الطريق إلى الإسلام؛ فمن نطقهما فقد خرج من الكفر إلى الإسلام، ثم بعد ذلك إذا أراد تدعيم وتقوية دعائم الإسلام؛ فعليك الالتزام بالصلاة، ثم بعد ذلك ذكر بقية الأركان والدعائم.
وأجمعت الأمة الإسلامية منذ زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى عهدنا هذا إلى وجوب الصلاة، ووجوب تأديتها في أوقاتها كاملةً.
1- تُزيل هموم الدنيا؛ فالشخص الملتزم بأداء الصلاة في أوقاتها؛ يجعل الله عز وجل له من كل ضيقٍ فرجًا، ومن كل عسرٍ يُسرًا، ومن غمٍّ فرجًا؛ لأن من يلجأ إلى الله عز وجل لن يغيب الله ظنه فيه، فكيف بك وأن تلتقيَ مع الله -تعالى- خمس مراتٍ في اليوم والليلة؛ تُناجيه؛ فيغفر، وترجوه؛ فيُحقّق ما تطلبه.
2- تُذَكّر الصلاة الإنسان بأن الحياة الحقيقة التي يجب العمل من أجلها هي الآخرة، لا الدنيا؛ فالصلاة تجعله ينصرف عن نعيم الدنيا الزائل، والانصراف إلى التوسل إلى الله بكافة السبل التي تقربه من ربه.
3- المسلم الذي يُحافظ على صلواته، ويؤديها في أوقاتها هو مثال للقدوة الحقيقية التي تمثل شعار المسلمين الحقيقيين.
4- التركيز في أداء الصلاة بإخلاصٍ؛ يُساعد على تنشيط ذاكرة الإنسان بقدرٍ أكبر من المعتاد.
5- كذلك الوضوء الذي يكون مدخلًا للصلاة؛ يعمل على تنقية الإنسان ظاهريًّا، فإذا دخلت في الصلاة، وأديتها بإخلاصٍ نقَّتك داخليًّا.
6-الصحبة الصالحة دومًا ما تجدها في المسجد دون غيره من الأماكن.
7- تُساعد الإنسان على التقليل من الطعام والشراب، كما أنها تُعتبر رياضةٍ بدنيةً للإنسان.