ما المراد بالمكاره في الوضوء ؟، سؤال نوضح لك إجابته في هذا المقال من موسوعة، يعد الوضوء من أبرز شروط الصلاة فمن دونها لا تجوز الصلاة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه :”لا تُقبَلُ صلاةُ أحدِكم إذا أحْدَثَ حتى يَتَوَضَّأَ” كما يتبين أن الوضوء فرض في الإسلام من خلال الآية الكريمة في سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) حيث يبدأ المسلم بغسل الوجه والأيدي ثم ينتهي بغسل القدمين.
ما المراد بالمكاره في الوضوء
المراد بالمكاره في الوضوء هو إكمال غسل أعضاء الجسم المراد غسلها حتى في حالة شدة البرد.
وقد وردت مكاره الوضوء في الحديث النبوي “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط”.
ويشير مفهوم مكاره الوضوء إلى الوضوء بشكل كامل وصحيح.
وفي حالة وضوء المسلم عند المرض فإن الله ينال أجر الوضوء وتُرفع له درجاته في الجنة ويغفر الله له ذنوبه.
المراد باسباغ الوضوء على المكاره
أما عن معنى إسباغ الوضوء على المكاره فيشير إلى وضوء المسلم بشكل كامل كما ورد في السنة النبوية الشريفة حيث تُسال الماء على أعضاء الجسم سواء في حالة شدة البرد أو في حالة الإصابة بالأمراض.
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من عدم إسباغ الوضوء فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا ، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا”
آداب الوضوء
هناك عدة آداب يجب الالتزام بها عند الوضوء والتي تشمل ما يلي:
أن يتم استقبال القبلة.
أن يتم الوضوء بدون استعانة بشخص (باستثناء الحالات المرضية الشديدة).
ألا يتم الإسراف في المياه أثناء الوضوء.
أن تُقال الشهادتين بعد الانتهاء من الوضوء.
أن يُقال دعاء ما بعد الوضوء :”اللهمَّ اجْعَلْني من التَّوابينَ، واجْعَلْني من المُتطهِّرينَ”.
طريقة الوضوء الصحيحة
تشمل طريقة الوضوء الصحيحة وفقًا للسنة النبوية من خلال الخطوات التالية:
النية والبسملة
يجب قبل البدء بالضوء عقد نية الوضوء إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “إنَّما الأعمالُ بالنّياتِ”.
لا تشترط النية أن يقول المسلم نويت الوضوء والتلفظ بها لأن النية محلها القلب..
كما يُسن للمسلم أن يبدأ بالتسمية قبل الوضوء بقول بسم الله الرحمن الرحيم.
غسل الكفين
بعد الانتهاء من التسمية يتم البدء بالوضوء مباشرةً من خلال غسل الكفين الذي يعد من السنن النبوية وليس فرضًا.
إذ يقول المولى في كتابه الكريم في سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُم) فلم يُذكر في البداية الوضوء غسل الكفين.
عند غسل الكفين يتم ذلك ثلاث مرات، فقد ورد عن حذيفة بن أوس الثقفي أنه رأى الرسول يغسل كفيه ثلاث مرات حيث قال “رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم استوكفَ ثلاثًا”.
المضمضة
بعد الانتهاء من غسل الكفين يتم الانتقال إلى خطوة المضمضة ثلاث مرات، وذلك من خلال وضع كمية مناسبة من الماء داخل الفم ثم تحريكه جيدًا مثل الغرغرة.
الاستنشاق
بعد الانتهاء من المضمضة يتم الانتقال ‘إلى خطوة الاستنشاق بإدخال كمية صغيرة من المياه إلى الأنف ومن ثم إخراجها مرة أخرى، وذلك يتم ثلاث مرات.
غسل الوجه
يتم بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة غسل الوجه ثلاث مرات، ويجب أن يتم البدء بغسل الوجه بدأ من الجبهة عند منبت الشعر وصولاً إلى أسفل الذقن.
غسل اليدين والمرفقين
يتم بعد ذلك الانتقال إلى خطوة غسل اليدين والمرفقين حيث يتم البدء من أطراف الأصابع إلى المرفقين، وذلك يتم ثلاث مرات.
مسح الرأس
يتم الانتقال بعد ذلك إلى خطوة مسح الرأس وهي الخطوة التي تأتي بعد غسل المرفقين كما ورد في سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُم)، ويتم مسح الرأس مرة واحدة من مقدمة الرأس الرأس للمؤخرة.
مسح الأذنين
يتم بعد ذلك الانتقال إلى خطوة مسح الأذنين من الداخل والخارج لثلاث مرات.
وقد اختلف الفقهاء في حكم مسح الأذنين حيث أشار الحنابلة والمالكية إلى واجب أثناء الوضوء، بينما أشار بعض العلماء إلى أن مسح الأذنين سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
غسل القدمين والكعبين
تأتي الخطوة الأخيرة في الوضوء حيث يتم غسل القدمين إلى الكعبين كما أمر المولى عز وجل في كتابه الكريم (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
نواقض الوضوء
تشمل نواقض الوضوء ما يلي:
خروج البول والغائط
يقول المولى في كتابه الكريم في سورة المائدة (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)، حيث يكون الوضوء غير صحيحًا عند خروج البول أو الغائط.
غياب العقل
يُنقض الوضوء في حالة تناول الخمر أو تعاطي المخدرات أو أثناء النوم أو التعرض للإغماء.
نزول المذي عند الرجال، والمني عند النساء.
لمس الفرج باليد دون وجود حائل
يُنقض الوضوء في حالة لمس الفرج باليد دون حائل وذلك وفقًا لما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :”من مسَّ ذكرَه، فلا يصلي حتى يتوضأَ”.
وقد كان لمس الفرج موضع للخلاف بين الفقهاء، حيث ذهب الحنفية في أن مس الفرج دون شهوة لا ينقض الوضوء أما عن المالكية فقد ذهبوا في أن مس الذكر للرجل لا ينقض الوضوء على عكس مس الفرج للمرأة لا ينقض الوضوء.
الردة عن الإسلام
من بين نواقض الوضوء الأخرى التي كانت موضعًا للخلاف بين العلماء الردة عن الإسلام، فقد ذهب المالكية والحنابلة في صحة نقض الردة للوضوء، وذلك استنادًا لقوله التعالى في سورة المائدة (وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ).
بينما أشار بعض العلماء إلى أن الردة لا تنقض الوضوء استنادًا إلى الآية الكريمة في سورة البقرة (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
لمس المرأة
أشار المذهب الشافعي إلى أن مس المرأة من نواقض الوضوء سواء إذا كان بشهوة أو بدون، بينما ذهب الحنابلة إلى أن لمس المرأة ينقض الوضوء في حالة واحدة فقط إن كان ذلك بشهوة.
أما عن الحنفية فقد أشاروا إلى أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء إلا في حالة خروج المذي.
كما أنه من بين نواقض الوضوء التي كانت محل للخلاف بين العلماء: تناول لحم الإبل، تغسيل الميت، أما عن حالات نواقص الوضوء المتفق عليها: خروج المذي والمني.
وفي ختام هذا المقال نكون قد أوضحنا لك المراد بالمكاره في الوضوء ، إلى جانب معنى إسباغ الوضوء على المكاره، فضلاً عن آداب الوضوء ونواقضه.
وللمزيد يمكنك متابعة ما يلي من الموسوعة العربية الشاملة:
