أجمل الدعاء في الروضة الشريفة يتسم برونق خاص، حيث يتجلى التواجد في هذا المكان المبارك بروحانية خاصة. يعتبر الدعاء في هذا الركن المقدس من أفضل الأعمال، حيث يُجاب بسبب فضل الروضة الشريفة وقربها من قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ينبغي للمسلم أن يستغل فرصة الدعاء في هذا الموقع لطلب الخير والرحمة، وتكرار أروع الكلمات للوصول إلى تحقيق الأماني والنجاح في الدنيا والآخرة. والتي جمعنا لك أهمها في الموسوعة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي”. قد فسر العلماء هذا الحديث الشريف على ثلاثة أقوال بخصوص فضل الروضة الشريفة والدعاء فيها:
القول الأول يرى أن الروضة الشريفة تعتبر جنة صغيرة، حيث ينعم المؤمن بنعيم الرحمة والسعادة والطمأنينة، ويتمتع بأداء العبادات فيها.
القول الثاني يشير إلى أن ممارسة العبادات في الروضة الشريفة، مثل الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن والذكر، تؤدي إلى الوصول إلى الجنة.
القول الثالث يؤكد أن الروضة الشريفة هي قطعة حقيقية من الجنة، مماثلة لقطعة الحجر الأسود، وستنقل في يوم القيامة إلى مكان خاص بها.
الروضة الشريفة هي جنة من جنات الجنة، مميزة بفضلها العظيم ومكانتها الخاصة في المسجد النبوي. يحدد الله تعالى بالفضائل الأماكن والأزمان والأشخاص على حكمته العظيمة. لذلك، يتمتع الدعاء في الروضة الشريفة بفضل عظيم وأجر جزيل بإرادة الله.
يعد الدعاء في الروضة نوعًا من العبادات التي تقرب من دخول الجنة بإرادة الله. من أفضل الأدعية في الروضة هو البداية بتحميد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي ﷺ، وبعد ذلك يمكنك الدعاء بما تشاء. يجب الالتزام بآداب الدعاء، مع التوجه إلى القبلة وليس القبر. بعد صلاة النبي والصحبة، يمكنك أن تدعو بما تشاء، وعندما نفكر في زيارة الروضة الشريفة، يأتي الدعاء إلى أذهاننا كوسيلة للتواصل مع الله.
ومن بين أجمل تلك الأدعية ما يلي:
السلام عليك، يا رسول الله، يا نبي الله، يا خيرة الله، السلام عليك، يا خير خلق الله، السلام عليك، يا حبيب الله، السلام عليك، يا نذير، السلام عليك، يا بشير، السلام عليك، يا طهر، السلام عليك، يا طاهر، السلام عليك، يا نبي الرحمة، السلام عليك، يا نبي الأمة.
السلام عليك، يا أبا القاسم، السلام عليك، يا رسول رب العالمين، السلام عليك، يا سيد المرسلين وخاتم النبيين، السلام عليك، يا خير الخلائق أجمعين، السلام عليك، يا قائد الغر المحجلين، السلام عليك، وعلى آلك وأهل بيتك وأزواجك وذريتك وأصحابك أجمعين.
السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين، جزاك الله يا رسول الله عنا أفضل ما جزى نبيًا ورسولًا عن أمته، وصلى الله عليك كلما ذكرك ذاكر وغفل عن ذكرك غافل، أفضل وأكمل وأطيب ما صلى على أحد من الخلق أجمعين.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده، اللهم وآتِهِ الوَسيلَةَ والفَضيلَةَ وابعثهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَهُ، وآتَهُ نِهَايةَ ما ينبغي أَنْ يَسْأَلَهُ السَّائِلُونَ.
اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك النبيّ الأُمّي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صَلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على مُحمَّد النبي الأمَّي وعلى آل مُحمَّدٍ وأزواجهِ وذرِّيَتِهِ كما بارَكْتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.
السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. يرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
الداعي يبدأ دعاءه بالتسبيح والثناء على الله بكل جمال، مع التقدير لكل إحسان يتلقاه. يجب عليه أن يشكر الله على جميع النعم الكثيرة التي وهبها، وبعد ذلك يُرسل صلواته على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب ذلك حين سمع دعاءً لم يتضمن الثناء على الله والصلاة على النبي. وفي إحدى الروايات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عجل هذا”.
كما أخبر النسائي عن فضالة بقوله: “… وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يُصلي، فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ‘ادع تجب وسل تعط'”. لذلك، من الأمور الضرورية في الدعاء هو الابتداء بالثناء على الله، ثم إرسال الصلاة على النبي، ومن ثم يتبع ذلك البدء في الدعاء، وإلى الله تعالى نسأل القبول والتوفيق.
من الأمور التي شدد عليها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – عند بدء الدعاء بعد الحمد والثناء على الله – تبارك وتعالى – هي الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم -، وكذلك يختم بذلك. ذلك لتباركه وتعظيمه.
وفي حديث عن فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – قال: “سمع رسول اللَّه – صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – رجلًا يَدعو في صلاتِهِ لم يُمجِّدِ اللَّهَ – تعالى -، ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ – صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ -؛ فقالَ رسولُ اللَّهِ – صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – عجِلَ هذا ثمَّ دعاهُ؛ فقالَ لَهُ أو لغيرِهِ: إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ – عز وجل – والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ – صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ”.
من الأمور المستحبة عند زيارة المدينة المنورة، مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، هي أداء الصلاة وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، تلاها السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. ويتعين الالتزام بآداب وسنن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والروضة الشريفة، ومن هذه الآداب:
بعد أداء الصلاة في المسجد النبوي، يُستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، مع الالتزام بالآداب التالية: