من خلال هذا المقال نعرض لكم ادعية الوتر من السنة مكتوبة ، صلاة الوتر هي صلاة وردت عن السنة النبوية في وقت الليل عقب صلاة قيام الليل ويُطلق عليها هذا الاسم لأنها عدد ركعاتها فردية سواء ركعة واحدة أو ثلاث ركعات فالوتر في اللغة العربية تعني فرد، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن عدد ركعاتها “من شاء أوترَ بسبعٍ ومن شاء أوترَ بخمسٍ، ومن شاء أوترَ بثلاثٍ، ومن شاء أوترَ بواحدةٍ”، ومن بين السنن النبوية الواردة عن صلاة الوتر الدعاء في الركعة الأخيرة منها قبل السجود، ويُطلق على هذا الدعاء اسم “دعاء قنوت الوتر” وهو أن يدعو المصلي في الركعة الأخيرة من الصلاة، وفي موسوعة يمكنكم الإطلاع عن ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاءه في تلك الصلاة.
ادعية الوتر من السنة مكتوبة
عن الحسن بن عليّ رضي الله عنه قال:”علَّمَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كلِماتٍ أقولُهنَّ في الوِترِ في القنوتِ: اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ”، ومن المستحب بعد ذلك أن يقول “سبحان الملك القدوس” ثلاث مرات على أن يكون الصوت ممدودًا في المرة الثالثة.
عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:” أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في وترِهِ اللهم إِنَّي أعوذُ برضاكَ من سخَطِكَ وأعوذُ بمعافاتِكَ من عقوبَتِكَ وأعوذُ بك منكَ لا أُحْصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ”.
وعن ما ورد من أدعية الصحابة: فعن عبد الرحمن بن أبزي قال:”صلَّيتُ خَلفَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ صلاةَ الصُّبحِ فَسَمِعْتُهُ يقولُ بعدَ القِراءةِ قبلَ الرُّكوعِ: اللَّهمَّ إيَّاكَ نَعبُدُ، ولَكَ نصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسعَى ونَحفِدُ، نَرجو رَحمتَكَ، ونَخشَى عذابَكَ، إنَّ عذابَكَ بالكافِرينَ مُلحِقٌ، اللَّهمَّ إنَّا نَستعينُكَ ونَستغفِرُكَ، ونُثني عَليكَ الخيرَ، ولا نَكْفرُكَ، ونؤمنُ بِكَ، ونخضَعُ لَكَ، ونَخلَعُ مَن يَكْفرُكَ”.
دعاء الوتر مستجاب مكتوب
من بين الأدعية الواردة عن السنة النبوية التي يستحب الدعاء بها في صلاة الوتر:
“اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منَّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا، وانصُرنا علَى من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا”.
يعد دعاء قنوت الوتر من أبرز المسائل الفقهية التي كانت موضع للخلاف بين المذاهب الأربعة الذين تمثل حكمهم فيما يلي:
أشار الفقهاء من الشافعية أن دعاء الوتر يكون في شهر رمضان وتحديدًا في الأيام الأخيرة منه من النصف الثاني، ولكن دعاء قنوت الوتر في الأيام الأخرى حكمه مكروه.
أما عن الحنفية فذهبوا في حكمهم إلى أن الدعاء في صلاة الوتر سنة في جميع الأوقات وفقًا لما روي عن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما “علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلِماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ..” فلم يحدد في وقت معين، على أن يكون القنوت في صلاة الوتر فقط.
أما عن مذهب الحنابلة فقد اتفقوا مع المذهب الحنفي في أن دعاء القنوت يكون في كل صلاة وتر في كل وقت.
وبالنسبة للمالكية فقد ذهبوا إلى أن دعاء القنوت غير مستحب في صلاة الوتر، ويكون فقط في صلاة الفجر.
وقد أشار الفقهاء أنه يجب على الإمام الحرص على عدم رفع الصوت عند الدعاء بشكل مزعج، أو الإطالة على المصلين عند الدعاء.