نقدم إليك عبر مقالنا اليوم من موسوعة أحكام التجويد كاملة ، فهذا العلم ارتبط بتلاوة القران الكريم، وقراءته بالشكل الصحيح، وهو له قواعد وأسس، فمن المهم أن نعطي لكل حرف حقه، وأن يخرج منا بشكل سليم دون أي تحريف، أو تشويه، فقراءة القرآن بالتجويد يثاب ويؤجر عليها الإنسان، ومن المهم أن نتجنب تلحين القرآن، فقد نهانا الرسول عن ذلك، وقد تأسس هذا العلم منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وخلال السطور التالية سنتحدث بشيء من التفصيل عن ما هي احكام التجويد وأهميتها، فتابعونا.
إن التجويد هو لغة تدل في معناها على إحسان الشيء، وإتقان صناعته، حتى يكون جيداً، أما التعريف الاصطلاحي للتجويد تحديداً من الجانب التطبيقي نجد أن المقصود به إخراج الحرف من مخرجه الصحيح، وإعطاء كل حرف حقه سواء في الصفات أو الأحكام.
أما إذا عرفنا التجويد من الجانب النظري فسنجد أن هذا العلم يختص بقواعد تصحيح التلاوة، وبالتالي من المهم أن نقرأه بالتجويد الخاص به، حتى نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، فقد كانوا يقرأوا القرآن الكريم باستخدام التجويد، وذلك بُحكم أنهم عرب، ولديهم لغة عربية قوية، وكان في هذا الوقت ليس هناك حاجة لتدوين علم التجويد والأحكام الخاصة به.
ولكن بعد ذلك ظهرت المعاجم ، وعند حلول القرن الرابع الهجري تم تعريف التجويد على أنه ذلك العلم الذي يهتم بدراسة مخارج الحروف، والأحكام الخاصة به، وأيضاً في هذا القرن تم تأليف عدة كتب خاصة بالتجويد.
يرجع تاريخ هذا العلم إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم، فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:”جودوا القرآن، وزينوه بأحسن الأصوات”.
ولاحظ على بن أبي طالب رضي الله عنه أن أعاجم اللغة العربية عندما ظهرت ودخلت مع فترة الإسلام، كان بها عدداً من الأخطاء، وهنا أصدر أمر وكلف به أحد الكبراء من التابعين، وهو يدعى أبو الأسود الدؤلي، وطلب منه أن يضع قواعد وأصول هذا العلم.
إن أحكام التجويد تختلف في نطقها باختلاف الحروف الخاصة بها، ومكانها في الكلمة، وحتى لا يحدث اختلاط في النطق، قام علماء التجويد بتقسيم هذه الأحكام؛ حتى تكون سهلة الفهم والتعليم، ولكي يخرج كل حرف من المخرج السليم والصحيح الخاص به.
هناك ثلاث حالات مختلفة تخص الميم الساكنة بعلم التجويد وهي:-
الإدغام الشفوي
وفيه يتم الدمج بين الميم الساكنة، والحرف الذي يليها، وذلك في حالة أن هذا الحرف ميم متحركة، فيتم قولها وكأنها ميم مشدودة بها غنة، وتٌعادل حركتين، مثال “جاءكمْ مِن”.
الإخفاء الشفوي
وهي تكون في حالة وجود ميم ساكنة، والحرف الذي يليها يكون الباء، ويتم إخفاء الميم الساكنة، وفقط تبقى الغُنة وتُعادل حركتين، مثال: “وهمْ بالآخرة”.
الإظهار الشفوي
ومن خلالها يتم نطق حرف الميم الساكنة، والحرف الذي يليها، ولكن دون التلفظ بغُنة ، وذلك في حالة أن هذا الحرف من ضمن الحروف الهجائية، ولكن يستثنى من ذلك الميم والباء، ومثال على ذلك:”ولكمْ فيها”.
إن نطق النون التي بها تنوين أو الساكنة يختلف طبقاً للحرف الذي يليها فعند التقائها بالحروف الهجائية، نجد أنها تظهر بأربعة حالات مختلفة وهم:-
الإظهار
معناه أن النون التنوين أو الساكنة يظهر نطقها هي، والحرف الذي يأتي بعدها، خاصةً إذا كانت من الحروف الآتية: الهاء، الهمزة، العين، الغين، الخاء، الحاء، وفي هذه الحالة لا يتم نطق الكلام بُغنة، ومثال على ذلك كلمة من عمِل.
الإدغام
وهو يشير إلى حدوث إندماج بين النون التنوين أو الساكنة والحرف الذي يليها، وهو ينقسم إلى:-
إدغام بلا غُنة: ومعناه أن النون التنوين أو الساكنة جاء بعدها اللام، أو الراء.
إدغام بغُنة: وكلمة غُنة يقصد بها أن صوت الحرف يخرج من الانف، ويكون ذلك عندما تأتي النون التنوين أو الساكنة، وبعدها أحد حروف الإدغام بغُنة مثل النون، الياء، الواو، الميم، وهي تُعادل حركتين مثل أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ.
الإخفاء
بواسطته لا يتم نطق النون التنوين أو الساكنة، ولكن نظهر نطق الحرف التالي مع تواجد غُنة في النطق.
وكمثال على ذلك: مَنْ ذَا أو ريحٍ صرصرٍ.
الإقلاب
ومن خلاله يتم تحويل النون التنوين أو الساكنة إلى ميم، وذلك حينما يأتي بعدها حرف الباء، وتُلفظ كأنها ميم مشددة، ويكون معها غُنة، مثال مِنْ بَعْدِ
وهنا يتم ترقيق الصوت أو تضخيمه عند التلفظ بحرف ما، وتُقسم الحروف الهجائية إلى ثلاثة أشكال عند التحدث عن الترقيق أو التفخيم، وهم:-
ومن خلاله يتم التطويل في التلفظ بأحد حروف المد، وهي تُعادل حركتان أو أكثر من ذلك، وفقاً لحروف المد، ونوعها، وهي كالآتي: الواو الساكنة المضموم ما قبلها من حروف، الألف الساكنة التي تم فتح ما قبلها، والياء الساكنة الذي تم كسر ما قبلها.
وهي تنقسم إلى:-
وأيضاً يتم مد الحركات ومنها نطق الكسرة ياءً، والضمة واو، والفتحة تنطق ألف، ويتم التقسيم إلى مد الصلة الكبرى، مد الصلة الصغرى، مد التمكين، مد العوض، ومد الفرق، ومد اللين.