النظرة الشرعية أو الرؤية الشرعية هي رؤية الرجل للفتاة التي تقدم بطلب للزواج منها رسميًا، بحيثُ يلتقي طرفيّ الزواج قبل إتمامه للتعرف على بعضهما البعض ومشاهدة كلًا منهما للآخر، وهو أمر معتاد منذ قديم الزمن لدى العرب المسلميّن، ويُعد من الظواهر التي ميزت المسلمين المحافظين على اتباع شؤون دينهم في عدم إجبار أي من طرفي الزواج على شريك حياة لا يجد فيه القبول الكافي لاستكمال حياته معه.
نصائح الشوفة الشرعية للبنات
جعل الله – عز وجل – الرؤية الشرعية أمرًا مباحًا للمسلمين والمسلمين كي يتضح لكليهما العديد من الأمور قبل إتمام عقد الزواج، وتُعقد في جلسة يتواجد فيها الرجل مع العروس وأحد المقربين مثل أخت العروس أو أمها، ليبدؤون في التشاور بشأن العديد من الأمور الفكرية والظاهرية لكليهما، مما يساعد كل طرف في تكوين صورة واضحة عن تفكير وشخصية الطرف الآخر ومدى قبوله لديه، وما إن كان هناك موافقةً مبدئية على عقد الخطبة واستكمال شؤون الزواج فيها بعد، وفي الآتي أهم نصائح الشوفة الشرعية للفتيات:
التوكل على الله
لا يفعل رب الخير للإنسان إلا كل الخير، لذا فتوكليّ على الله، وفوضيّ أمورك كاملةً إليه، وتوجهيّ إليه بالدعاء بأن يكون هذا الرجل صالحاً يُعينك على شؤون العبادة والطاعة في الدنيا، ويأخذ بيديكِ إلى الجنة في الآخرة.
اتباع الهدوء والاتزان
عليكِ أن تظهري على طبيعتكِ بالكامل، فكوني هادئة رزينة غير متسرعة، فيكون الدخول إلى غرفة عقد الرؤية الشرعية بهدوء، وحبذا ألا تحمل العروس شيئًا في يدها تجنبًا لسقوطه أرضًا بسبب شعورها التلقائي بالخجل والارتباك.
عدم المبالغة في وضع الزينة
تُعقد الرؤية الشرعية ليرى الرجل الفتاة التي طلب الزواج منها على طبيعتها، فعليكِ بأن تظهري جمالكِ الطبيعي دون المبالغة في وضع المكياج، أو إخفاء العيوب الواضحة في الوجه، وغيره، وذلك تجنبًا للغش والمغالطة.
الرداء الساتر
على الفتاة المسلمة ارتداء ملابس ساترة لكامل جسدها عدا وجهها وكفيّها، فترتدي ملابس لا تُظهر من جسدها أو مفاتنه شيئًا.
اتباع القواعد الشرعية
أعلميّ أن الرجل الذي تقدم للزواج منكِ لم يقم بعقد القران بعد، لذا فهو لا يزال مُحرمًا عليكِ ولا يجوز مصافحته باليد أو الجلوس بالقرب منه أو حدوث أية ملامسات جسدية.
تجنب الخلوة بين الطرفين
لا يزال الرجل والمرأة شرعًا في مرحلة التعرف على بعضهما البعض، ولم يتم الزواج بعد، لذا فكلاهما لا يزال محرمًا على الآخر، ولا يجوز شرعًا الخلوة بينهما (أي تركمهما يجلسان بمفردهما في حجرة دون محرم من أهل الفتاة)، ولا تتم الخلوة الشرعية إلا بعقد الزواج؟
ماذا تلبس الفتاة في الرؤية الشرعية
يجب أن تكون ملابس الفتاة في الرؤية الشرعية ساترةً لكامل جسدها، فضفافه غير مجسمة، ولا تُظهر من مفاتنها شيئًا، فيظهر منها فقط الوجه، والكفين، واليدين، والشعر، ولا يجب عليها التزيين المبالغ فيه، أو التكحل، أو التطييب بالعطور، أو أوضع أي من الزينة على وجهها، وتظهر في هيئة طبيعية معتدلة لا تخالف ما هي عليه في حقيقتها.
وخلال الرؤية الشرعية يشرع للرجل والمرأة النظر إلى الآخر لمطالعته ورؤية مدى القبول الشكلي بينهما، وهي من السُنن التي أوصانا بها خير الخلق محمد – صلى الله عليه وسلم – حيثُ جاء قوله: (إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إليها فليفعل)، كما جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: (كنت عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأتاه رجلًا فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله “أنظرت إليها؟، فقال لا، قال فأذهب فأنظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا”.
علامات القبول في النظرة الشرعية
خلال الرؤية الشرعية تحاول الفتاة التعرف على شخصية الرجل الذي تقدم للزواج منها، ومدى التوافق والتقارب الفكري بينهما، وذلك من خلال مناقشة مجموعة من الأمور والموضوعات المختلفة، وعادةً ما تظهر عدة علامات على الطرفين تدل على حدوث القبول بينهما، ومن بينها الآتي:
أولى علامات القبول في النظرة الشرعية وأكثرها وضوحًا هي تعبير الرجل قولًا لفظيًا بأن لديه القبول التام في الزواج بالفتاة، كما يصدر منه جمل الثناء والشكر لعائلتها وذويها المتواجدين.
حدوث التواصل البصري بين الطرفيّن المتكرر عدة مرات أيضًا من علامات القبول.
اتجاه نظر الرجل الدائم نحو الفتاة خلال الرؤية الشرعية.
تركيز الرجل لمحور حديثه حول الفتاة وشؤونها والاهتمام بمعرفة المزيد من المعلومات عنها وعن شخصيتها خلال الجلسة بينهما.
عدم ظهور علامات الملل أو الفتور على أي من الطرفين، ويكون الحوار سلسًا بسيطًا متبادلًا بين الطرفين.
استمرار الرجل والفتاة في إصدار بعض الابتسامات البسيطة الرقيقة خلال الحديث.
ظهور رغبة واضحة من الرجل في إطالة الحديث، والتحدث حول المزيد من الموضوعات المختلفة مع الفتاة، وعدم الرغبة في إنهاء الرؤية الشرعية.
تسود روح الدعابة الراقية والضحكات في الجلسة مع الفتاة وعائلتها، والابتعاد تمامًا عن مشاعر التوتر والعصبية.