ارسطو المعلم الاول أحد أهم الفلاسفة اليونان الذين عرفهم العالم، وسنتعرف من خلال هذا المقال الشيق المزيد على حياة هذا الفيلسوف، وفكره، وفلسفته، وأهم أقواله، بالإضافة إلى الميتافيزيقا عند أرسطو، كل هذا سيقدمه لكم الموسوعة، وكل ما عليكم فعله هو الاستمرار في القراءة.
يعتبر من اهم علامات الفلسفة على مر العصور، ولا زالت كتبه وفلسفته وأبحاثه موضع دراسة وبحث من فلاسفة وكتاب العصر، واليوم سنتطرق لأهم الموضوعات التي تتعلق بهذا الفيلسوف الكبير وكيف أثرت فلسفته في العالم.
لقد عاش الفيلسوف حياته في أول سبعة عشر عاماً في مقدونيا، بالقرب من مدينة سالونيك، وقد ولد في القرن الرابع قبل الميلاد في عام 384 ق.م. كان من أسرة عريقة حيث عمل والده كطبيب خاص بالملك أمينتاس وهو جد الإسكندر الأكبر.
قرر أرسطو أن يصبح فيلسوفاً فرحل إلى أثينا حتى يتعلم في مدرسة أفلاطون، وقد كان عمره وقتها لا يتجاوز السابعة عشر عاماً. لقد قضي أرسطو فترة طويلة في مدرسة أفلاطون بداية كطالب، ثم كمعلم بالمدرسة إلى أن توفي أفلاطون.
قرر الرحيل لأحد البلاد التابعة للإمبراطورية اليونانية في هذا الوقت، وهناك تعرف على حاكمها هرمياس ثم تزوج من أخته وعاش حياة هادئة، إلى أن جاءته دعوة من “الملك فيليب المقدوني”.
قرر الملك اختياره ليكون هو المعلم والمرشد المختار لأبنه الإسكندر الأكبر، والذي على وشك أن يصبح أهم أعظم حكام العالم أجمع. وبالفعل فقد كان خير معلم ومرشد للإسكندر وقد لازمه وال حياته بالفعل.
قام الفيلسوف ببناء مدرسة خاصة بها وكان له مجموعة من الأتباع يُطلق عليهم “المشائين”، ويٌقال أن السبب في هذا هو طبيعة أرسطو في الشرح والتي كانت تتضمن الكثير من السير، وقد أطلق على المدرسة أسم “لوقيون” أو “”Lyceum.
لقد اهتم أرسطو بالفلسفة والمنطق فكان له الكثير من المؤلفات في علم المنطق وقد تم جمعها في كتاب واحد يُدعي “الأورجانون” أو الأداة لأنه أعتبر أن التفكير هو الطريقة والأداة لمعرفة الأمور واستيعابها، ويعتبر أرسطو أول من أهتم بوضع خطوات منطقية لتفسير عملية الاستدلال في المنطق.
قدم أرسطو مفهوم القياس وأعتبره أحد أشكال البرهنة والاستدلال، وبناء على ذلك رأي أرسطو أنه يمكن استنتاج صحة أحد القضايا من خلال صحة قضايا أخري.
قام أرسطو بكتابة مؤلف يُدعي “الطبيعيات” وقد عرف فيه فلسفة الطبيعة المتغيرة كما شاهدها في الأشياء المحيطة به، وقد قام أرسطو بتعريف التغيير الذي يعتر الأشياء بأنه الأمر الذي يعطي المادة شكل جديد، وقد رأي أن هناك أربعة أسباب لتغيير المواد وهي:
أسباب فعّالة، أسباب مادية، أسباب صورية، أسباب نهائية.
كما أهتم بدراسة حركة الأجرام السماوية لأنه اعتبر الحركة شكل من أشكال التغيير في الطبيعة، وأهتم كذلك بدراسة الأحياء وقد استعان بالكائنات الحية التي كان يرسلها له الإسكندر من كل مكان يذهب إليه ليخلق اول حديقة حيوان كبيرة في التاريخ، وقد أمتلاءت هذه الحديقة بالكثير من الكائنات المختلفة التي لم تكن معروفة من قبل.
لقد كان أهتمامه بالعلوم لا حدود له، فقدم الكثير من الكتابات في موضوع “ما وراء الطبيعة” أو “الميتافيزيقا” وقد كان سابقاً على جميع العلماء في الاهتمام بهذا الفرع من العلوم، والحقيقة أن هذا الكتاب تم جمعه ووضعه على يد “أندرونيقوس الرودسي” والذي كان أحد أهم فلاسفة القرن الأول الميلادي، وقد أهتم بأعمال أرسطو وجمعها في مؤلفات وكان من بينها كتاب “الميتافيزيقا”.
عمل الفيلسوف الرودسي على ترتيب مؤلفات أرسطو حتي يأتي كتاب الطبيعة اولاً، ثم يليه كتاب ما وراء الطبيعة حتي يبدو الأمر كترتيب طبيعي ومنطقي للعلم، فالإنسان لابد وأن يكتشف الطبيعة أولاً، قبل أن يتجه لأكتشاف ما وراء الطبيعة.
تكون الكتاب من حوالي أربعة عشر مقالة، وقد كان الاسم الأول للكتاب هو “الفلسفة الأولى” وليس الميتافيزيقا وكان يتحدث عن تفسير الأمور بأسبابها، وقد تناول الكتاب من خلال كل مقالة من مقالاته أفكار مختلفة، ويعيب البعض على الكتاب صعوبة أسلوبه وتعقديه لكنه في الحقيقة كتاب على درجة عالية من الأهمية والقيمة العلمية ولا يجب أن يفوتك قراءته أبداً.
إن لهذا الفيلسوف الكبير رصيد هائل من الأقوال والحكم، ولكننا سنكتفي بذكر هذه الأقوال::
إن الفلسفة هي أم العلوم ولهذا فإن أثر الفيلسوف أرسطو لا يقتصر فقط على الفلسفة، ولكنه يمتد ليشمل جميع فروع العلوم والآداب المختلفة، لما له من مؤلفات غنية في الكثير من المجالات المختلفة، ونرجو أن نكون قدمنا جزء من عالم هذا الفيلسوف الاستثنائي وكيف يزال تأثيره في حياتنا إلى اليوم.