السيرة الذاتية للصحابي عمرو بن معد يكرب من السيَّر التي يجب أن تُدرس، وكذلك سيَّر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عامة، فبدلًا من تعليم أولادنا عن حياة المعاصرين من الأغنياء وأصحاب الشركات، يجب أن نقوم بتعليمهم عن الصحابة والتابعين والأئمة، حيث إنهم أفضل الأجيال على الإطلاق، كما قال عنهم نبيينا الكريم، فإن أردت إنشاء جيلًا متعلمًا خلوقًا، يعمل على رِفعة بلده وعزة دينه، ينظر للآخرة كنظرته للدنيا، فقم بتعليمهم حياة الصحابة والتابعين، وسنقوم بمساعدتك في هذا من خلال ذِكر السيرة الذاتية لأحد الصحابة العظماء على موقع موسوعة.
عمرو بن معد يكرب الملقب بأبو ثور وُلِد في العام 75 قبل هجرة الرسول، وقيل أنه وُليد في العام 21 بعد الهجرة، وإن كان كذلك فإنه لم يرى رسول الله عليه الصلاة والسلام مما يجعله تابعي وليس صحابي، ولكن أغلب القول أنه وُلد عام 75 ق.هـ.
هو عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن عُصم بن عمرو بن زُبيد الأصغر، هو من زبيدي مذحجي من اليمن، وقد كان أبوه رئيس زبيد، ومن بعده آلت رئاسة القبيلة إلى أخوه عبد الله بن معد ثم إليه، وأمه هي أسيلة بنت قيس من قبيلة بني عجل، وزوجته هي الجعيفة وأخته كبشة.
عمرو بن معد هو شاعر بليغ وفارس شجاع، عُرف عنه بشجاعته وفروسيته في المعارك، كان فارس اليمن قبل إسلامه وفارس زُبَيد في الإسلام، حتى أنه ذُكر في بعض كتب السلف بلقب فارس العرب، كما ذُكر أن اسم سيفه الصمصامة.
صفاته الجسمانية كان لها دورًا في كونه فارس عظيم، حيث كان طويلًا قوي البنية، قيل أن قدمه كانت تلمس الأرض أثناء ركوبه الخيل، وكان اكولًا يتناول في الوجبة ما يكفي لثلاثة رجال بالغين.
كان عمرو بن معد يكرب محبًا لقومه وقبيلته لدرجة التعصب، حيث كانت من أبرز صفاته التعصب القبلي وقد ظهر هذا في الكثير من أشعاره، ومكان يظهر في حديثه مع الآخرين، حتى بعد إسلامه.
قيل أنه أسلم في العام التاسع من الهجرة، وقصة إسلامه انه ذهب لصديقه قيس بن مكشوح بعدما بلغه أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم وعرض عليه الذهاب إلى المدينة لمقابلته ولكن قيس رفض الذهاب فذهب هو بمفرده إلى المدينة.
نزل عِند سعد بن عبادة عند حضوره للمدينة المنورة فقام بإكرامه، ثم ذهب به إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام فأعلن اسلامه بين يديه، ثم عاد إلى قومه زبيد لدعوتهم للإسلام، وبعد مدة حضر مرة أخرى للنبيّ بوفدً من قومه فأسلموا جميعًا.
لم يتخلف عمرو بن معد يكرب الزبيدي عن معارك المسلمين قط، وكان له دور كبير في يوم اليرموك حيث حارب بكل بسالة باحثًا عن الشهادة، كما أنه كان من الفرسان الأربعة الذين بعثهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى جيش القادسية.
عندما طلب أمير الجيش سعد بن أي وقاص إمدادات للجيش، أرسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد كان معه طليحة بن خويلد الأسدي، وذَكر بأن الواحد منهم يعادل ألف فارس، وأنه يجب على سعد بن أي وقاص مشاورتهم في أمور الجيش دون منحهم الإمارة.
أبلى عمرو بلاءً عظيمًا في معركة القادسية، فقيل أنه من أشار على المسلمين بضرب خراطيم الفيلة، وقيل أنه واجه الفيل الذي ترأسه رُسم قائد جيش الأعداء، وضربه حتى أسقطه وسقط رستم عن الفيل فقتله، وقد ذكره سعد في كتابه لأمير المؤمنين، كما شَهِد عمرو بن معد يكرب معركة نهاوند.
اختلف المؤرخين في متاريخ ميلاده ووفاته، حيث ذَكر البعض أنه وُلِد في 21 هجريًا وذكر البعض الآخر أنه توفى في 21 هجريًا، ولكن أغلب قول المؤرخين أنه وُليد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي 75 عامًا، وكانت وفاته في معركة نهاوند العام 21 من الهجرة.
كذلك فإن هناك بعض الأقوال التي تؤكد على أن وفاته كانت في معركة القادسية إذ مات عطشًا، ولكن أغلب القول أنه مات في معركة نهاوند بسبب كثرة جروحه، وقيل بسبب لسعة حية له.
عُرف عنه بأنه شاعر بليغ فصيح اللسان، فقام أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني الكوفي بجمع أشعاره ومن بعده أبو عبد الله بن الأعرابي، ثم تولى المهمة أبو سعيد السكري وغيرهم، كذلك فقد تنوعت أشعاره ما بين الأشعار التي تُظهر العصبية القبلية والأشعار التي تتحدث عن حروب المسلمين، وسنشير فيما يلي إلى بعضٍ من أشهر أشعاره: