تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه ومن بعد تفككها بنت الدولة السعودية الثانية والثالثة، حتى وصلت إلى المملكة العربية السعودية التي نعيش في رحاب خيرها وفيما تنشره من قيم العدل والمساواة والأخوة، ومحاولتها الدائمة في توحيد الأمة العربية في ظلال الدين الإسلامي الحنيف، وفي وسط تاريخها العامر نجد أيضًا الدولة السعودية شهدت العديد من الصراعات والحروب كالحرب السعودية اليمنية وحرب الوديعة، وحرب الخليج الثانية وحرب الخوبة، كل هذه الحروب جاءت بعدها انتصارات جعلت الدولة السعودية تزدهر أكثر وتزداد فخرًا وعزة لأن تاريخ السعودية كان ولازال عظيم، يحدثكم موقع موسوعة عنه في هذا المقال.
تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه
في ظل التفكك المجتمعي والأخلاقي الذي ساد أراضي شبه الجزيرة العربية مع مطلع القرن الثامن عشر.
فكانت شبه الجزيرة عبارة عن إمارات منفصلة كثيرة جدًا وكانت كل إمارة ترغب أن تكون ذات سيادة.
وترغب في أن تحتل باقي الإمارات المجاورة لها مما نتج عدم الاستقرار السياسي.
وفي ظل كل هذا كان هناك انهيار في الجانب المجتمعي بسبب انتشار السحر والشعوذة وترك الناس الدين.
وتغيبوا عن الحج وأخذوا يتعمقون في أمور السحر وباتوا يمجدون الدجالين مما أدى إلى غياب الأخلاق وانتشار الجريمة والسرقة.
وفي وسط كل هذا الاضمحلال تم قتل الأمير زيد بم مرخان بن وطبان – أمير إمارة الدرعية في عام 1139.
ومن بعده تولى الإمام محمد بن سعود الإمارة وقد قرر أن يجعل منها إمارة قوية تنتشر فيها
أحكام الشريعة الإسلامية.
وعلى أن تكون هي الإمار ذات السيادة التي ينبع منها تأسيس الدولة السعودية الأولى.
وقد عمل الإمام محمد بن سعود على مدار 17 عامًا ليبني إمارة قوية مزدهرة ومتطورة.
قوية فكريًا وعسكريًا وقد نجح في ذلك وزاع صيت إمارة الدرعية في شبه الجزيرة العربية.
وقد تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه أي 1744 ميلاديًا في الوقت الذي شعر فيه الأمير أنه حان الوقت لإعلان الدولة الأولى.
وقد تحالف مع حاكم الإمارة على أن تكون المهد الذي تنشأ منه الدولة السعودية الأولى ذات القيم.
والتي تطبق أحكام الشريعة كما قال الله ورسوله، على أن يكون الأمير محمد بن سعود إمام للمسلمين أجمعين.
وقد سمي هذا الحدث بـ “اتفاقية الدرعية” التي بدأت منها الدولة السعودية الأولى.
وظهر في هذا الوقت ما يسمى بالحركة الوهابية على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي شرع في تطبيق أصول الدين.
ليصحح للناس سلوك أتباع السحر والشعوذة، ويحثهم على الرجوع مرة أخرى للدين واتباعه بنشر الصلاة على وقتها.
والالتزام بالحجاب والسترة والابتعاد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه وتوسعتها
في بداية الأمر لم يرغب الأمير محمد بن سعود أن يكون توسع الدولة السعودية التي بدأت من إمارة الدرعية.
أن يكون بالسيف بل سلك طريق الدعوة والإقناع من خلال التحدث بالعقل والمنطق، ولما كان يواجه الرفض.
لم يفضل الدخول في الحروب والمنازعات بل فضل أن يتبع بعض الحيل وهي أن يقوم بغارات لهذه القبائل بصورة متكررة.
ويكون الحرامية مجهولين الهوية حتى يشعروا أنهم ليسوا في آمان وبالفعل نجحت الحيلة وانضمت القبائل بكامل إرادتها للدولة السعودية الأولى.
وبعد هذا الإنجاز توفي محمد بن سعود ليكون الحكم بالوراثة.
فيذهب لابنه عبد العزيز الذي عمل على تقوية الجيش وقام بضم إمارة الرياض إلى الدولة السعودية الأولى.
بعد حروب استمرت 27 عامًا في ظل حياة والده، ومن بعدها قام بضم الأحساء والبريمي حتى وصل إلى كربلاء.
ولم يتوقف عبد العزيز ولم تستطع أيًا من العقبات في إرضاعه واستطاع أن يضم إمارات الساحل، وأخيرًا حصل على الطائف ثم مكة، ثم جدة.
سقوط الدولة السعودية الأولى
بعد أن تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه محققة الكثير من الإنجازات، كان آخر انجاز لها هو السبب في سقوطها.
فبعد اغتيال الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود وتولى ابنه سعود الكبير الحكم، أراد أن يقضي على ما تبقى من جهل وتخاريف الجاهلية.
وفي ظل وجود الشيخ محمد بن عبد الوهاب قام سعود الكبير بتدمير جميع الأضرحة وإلغاء ما يسمى بالأولية الصالحين.
مما جعل الناس تحبط من موسم الحج ولم يحقق الربح المنتظر في كل عام الذي يذهب إلى الدولة العثمانية.
التي شعرت حينها بالخطر من آل سعود وتوسعات الدولة السعودية الأولى.
فقام بإرسال العديد من الحمالات العسكرية منها حملات عسكرية من الجيش الشامي والعراقي لكن جميعهم باتو بالفشل وانتصرت عليهم القوات السعودية.
فقرر وقتها السلطان العثماني أن يترك هذه المهمة إلى محمد علي باشا والي مصر، الذي أرسل ابنه أحمد طوسون باشا.
الذي تلاحم مع القوات السعودية في وادي الصفراء، وانهزم الجيش المصري الذي واجه الجيش السعودي بقيادة سعود الكبير.
لم يستسلم محمد على وارسل ابنه إبراهيم باشا، الذي حاصر الدرعية لمدة تزيد عن 6 أشهر.
وقام بقصف مدينة الطريف ومع موت سعود الكبير وتولى ابنه عبد الله كان هناك انهزام كبير في الصفوف السعودية.
واستسلم الأمير عبد الله بن سعود في 1233 هجريًا ليعلن سقوط الدولة السعودية الأولى وعودة شبه الجزيرة العربية للحكم العثماني.
قيام الدولة السعودية الثانية
بعد أن تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه وانهارت في سنة 1233 ه.
كان سكان شبه الجزيرة العربية يرفضون الرضوخ إلى الحكم العثماني وكانوا متمسكين بتولي آل سعود الحكم.
مما شجع الأمير مشاري بن سعود الذي استطاع أن يهرب من جيش إبراهيم باشا، على أن يكون دولة من جديد وأن لا يستسلم.
وبدء باتحاد مدينة القصيم، والزلفي وثرمداء بعد أن بايعوه أهلهم ودخل الدرعية لكن حاكمها قام بخيانته وتسليمه إلى القوات العثمانية ليلقى حتفه في السجن.
بعد وفاته أخذ الأمير تركي بن عبيد الله بن محمد بن سعود الراية وبدأ تأسيس الدولة السعودية الثانية من الرياض.
حيث تودد للدولة العثمانية ليكسب ثقتهم فجعلوه حاكم الرياض ومن هنا بدأ في تنفيذ مخططه للدولة السعودية الثانية.
وكان حجر أساس الدولة الثانية كما الحال في الدولة الأولى وهو إتباع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
والابتعاد عن الجهل الديني وأمور الجاهلية وتأسست الدولة الثانية في عام 1240 هجريًا.
ودامت الدولة الثانية 40 عامًا تخللتها الحروب والفتن حتى استطاع العثمانيون مرة أخرى الدخول للسعودية والتغلب على حاكمها لتسقط الدولة السعودية الثانية عام 1309 ه.
قيام الدولة السعودية الثالثة
بعد سقوط الدولة العثمانية الثانية وفقدان آل سعود السيطرة نهائيًا على الرياض وباقي مدن السعودية.
ما كان هناك إلا أهل نجد الذين يؤيدون حكم آل سعود ويريدون لهم البقاء، حيث وجدوا فيهم انشاء الهوية السعودية الخاصة.
المنفصلة كليًا عن الجامعة الإسلامية والهوية العثمانية، فوجدوا فيهم رمز الوطن وهويته.
مما كان دافعًا قويًا للأمير عبد العزيز الثاني آل سعود أن يستجمع جيشًا قويًا من أهل نجد ويتجه نحو الرياض ليستعيد الأرض.
وبعد نجاح ساحق وهزيمة القوات الحاكمة نادى عبد العزيز في الرياض أن الحكم لله ثم لعبد العزيز آل سعود، وكان ذلك في 1319 هجريًا.
وظلت الدولة السعودية الثالثة تحارب 20 عامًا لتضم جميع إمارات شبه الجزيرة العربية واستطاعت الحصول على إمارة حائل ونجد.
ومن ثم أراد الأمير عبد العزيز أن يكون حكمه رسمي معترف به عالميًا فأرسل خطاب إلى المندوب السامي البريطاني.
الذي اعتمد الدولة السعودية الثالثة، وأعلن الأمير عبد العزيز ملكًا للبلاد ويخلفه أبنائه وجميعهم يحملون لقب الملك.
المملكة العربية السعودية الحديثة
تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه تليها الدولة السعودية الثانية عام 1240 أما الدولة الثالثة فتأسست عام 1319.
ومن بعدها جاءت الدولة السعودية المعاصرة عام 1352 هجريًا، على يد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة الثالثة.
وبدأ بتحويل السعودية إلى مملكة تواكب متغيرات وتطورات العصر خصوصًا بعد انتهاء عصر الاحتلال.
وقيام الدول العربية واحدة تلو الأخرة بعد تصريحات شارل دو جول.
ومن وقتها بدأت السعودية في التطور وأنشأت أول مجلس وزراء سعودي في تاريخها عام 1373 هجريًا.
ومن بعده قامت وزارة المعارف لتكون طفرة في التعليم السعودي، ومن بعدها حدثت توسعات المسجد النبوي والحرم الشريف.
ومن ثم ازدهر مجال الإعلام فدخلت الإذاعة والتلفزيون وتم إنشاء وزارة للإعلام السعودي.
ومن بعدها جاء التطور العمراني على يد الملك خالد الذي جعل مدينة الرياض من أحد أشهر الدول العمرانية المبنية على الطراز العصري الحديث.
ومن ثم دخلت السعودية في مناخ الرخاء السعودية لتصبح من أغنى دول العالم وشعبها يتمتع بأعلى معدلات دخل للفرد الواحد.
وفي خطوة غير مسبوقة قامت السعودية بالتعاون مع دولة الكويت وتلبية دعوتها لإنشاء مجلس التعاون الخليجي الذي يهدف إلى وحدة القوة الخليجية وبناء وطن عربي قوي لا يقهر.
وملك تلو الأخر وحكومة تلو الأخرى استطاعت أن تكون آل سعود أقوى عائلة حاكمة في الوطن العربي ترعى شعبها بقيادة حكيمة وعادلة.
بعد أن تعرفنا على تاريخ السعودية وأنها تأسست الدولة السعودية الأولى في سنة 1157ه يمكنكم الإطلاع على مزيد من المعلومات حول: