تعرف من خلال هذا المقال على سبب غزو روسيا لاوكرانيا ، مرت العلاقات الروسية الأوكرانية على مر التاريخ بمراحل من الاستقرار وأخرى من التوترات، وذلك منذ القرن السابع عشر، وعلى الرغم من استقلال دولة أوكرانيا عن روسيا؛ إلا أن الأخيرة تعبير أوكرانيا جزءًا من مجال تأثيرها، كما تعتبر سيادتها محدودة، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، ظلت علاقات التعاون بين البلدين، إلا أن الصراع بينهما اندلع مرة أخرى منذ عام 2014، بعد قيام الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو بإجراء تعديلات على الدستور الأوكراني لعام 2004 وإعادة ما تم إلغاءه منه، ثم رفض الرئيس الأوكراني عقد اتفاقية تجارية مع أوروبا، وهو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في محيط البرلمان الأوكراني والتي نتج عنها سقوط الكثير من القتلى، ثم انتهت بإقصاء الرئيس الأوكراني وهروبه إلى روسيا، إلى أن حدث توتر عسكري آخر بين روسيا وأوكرانيا منذ نهاية عام 2021، نوضح تفاصيله في السطور التالية على موسوعة.
سبب غزو روسيا لاوكرانيا
يعود سبب الخلاف الرئيسي بين روسيا وأوكرانيا هو عدم تقبل الأولى استقلالية الثانية.
ولقد اختلف مسار الدولتين عبر التاريخ، على الرغم من امتلاك كلًا منهما جذور في الدولة السلافية الشرقية وهي كييف روس، ونتج عن هذا الاختلاف احتفاظ كل دولة بلغتها وثقافتها.
وفي الوقت الذي نجحت فيه روسيا في تطوير نفسها سياسيًا؛ فقد فشلت أوكرانيا في بناء إمبراطورية تضاهي الإمبراطورية الروسية، بل فشلت حتى في بناء دولتها.
وفي القرن السابع عشر استحوذت الإمبراطورية الروسية على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية، وفي عام 1917 سقطت الإمبراطورية الروسية، وهو ما مكن أوكرانيا من الاستقلال لفترة وجيزة، ولكن نجحت روسيا السوفييتية في احتلال أوكرانيا من جديد.
وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991؛ أرادت موسكو أن يظل نفوذها قائمًا، فأسست رابطة الدول المستقلة وهي جي يو إس، في الوقت الذي فشل الكرملين فيه في السيطرة على أوكرانيا، بينما تحالفت روسيا مع بيلاروسيا.
وفي عام 1997 أعلنت روسيا اعترافها بحدود أوكرانيا والتي تشمل شبه جزيرة القرم، والتي يُعد أغلب سكانها من الروس.
وفي عام 2003 اندلعت أزمة سياسية بين موسكو وكيف، وكان ذلك خلال فترة تولي فلاديمير بوتين حكم روسيا، وسبب تلك الأزمة قيام روسيا ببناء سد في مضيق كريتش باتجاه الجزيرة الأوكرانية “كوسا توسلا”، وهو ما أزعج العاصمة الأوكرانية كييف، واعتبرت ذلك ترسيم من روسيا لحدود جديدة بينهما، ولكن تم التوقف عن بناء السد بعدما اجتمع الرئيس الروسي مع نظيره الأوكراني.
ولقد فشلت محاولة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في عام 2008 لدمج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث احتج على ذلك الرئيس الروسي والذي أعلن أنه لن يقبل باستقلال أوكرانيا بشكل تام، ولقد أيده في ذلك كلًا من ألمانيا وفرنسا.
وفي عام 2013 وقعت أوكرانيا اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، أعقبها تضييق موسكو على الواردات إلى أوكرانيا، فقام الرئيس الأوكراني الأسبق يانوكوفيتش بتجميد الاتفاقية، وهو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات انتهت بهروب بانوكوفيتش إلى روسيا، وذلك في عام 2014.
أسباب الصراع بين روسيا وأوكرانيا
في مارس 2014، سعى الكرملين لضم القرم، في الوقت الذي حشدت فيه القوات الروسية منطقة الدونباس بشرقي أوكرانيا لإحداث انتفاضة، وأطلقت الحكومة الأوكرانية عملية الحرب على الإرهاب كما اسمتها.
ولقد حدث ما يُسمى بصيغة نورماندي في العام نفسه، وذلك بعد التقاء الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مع نظيره الروسي بوتين للمرة الأولى، بعد أن توسطت ألمانيا وفرنسا لذلك.
وفي الوقت نفسه شنت القوات الروسية هجومًا عسكريًا قرب بلدة إيلوفايسك الواقعة دونيتسك، ولقد نتج عن هذا الهجوم هزيمة القوات الأوكرانية، حتى انتهى هذا الهجوم بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مينسك.
وفي عام 2015 تعرضت القوات الأوكرانية في مدينة ديبالتسيفي لهجوم آخر شنه الانفصاليون، وانتهى هذا الهجوم بهروب الجيش الأوكراني ثم عقد اتفاقية مينسك 2، والتي لم يتم تنفيذ بنودها بشكل تام.
لماذا تريد روسيا غزو أوكرانيا
وبنهاية عام 2021 طلب الرئيس الروسي من الولايات المتحدة الأمريكية عدم إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، وكذلك عدم ضمها لحلف النانو، وهو المطلب الذي رفضه الحلف، وهو سبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي يناير 2022 أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نية روسيا غزو أوكرانيا، وهدد روسيا بالعواقب الوخيمة جراء هذا الغزو والتي يمكن أن تصل بشن هجوم مماثل.
في الوقت الذي استبعدت فيه تقارير صحفية إرسال الرئيس الأمريكي قوات قتالية إلى روسيا، وأفادت إلى أن التدخل الأمريكي في تلك الأزمة يمكن أن يتمثل في تعزيز القوات الأوكرانية بعد الغزو، وذلك بسبب عدم وجود التزام من الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أوكرانيا، فضلًا عن خطورة شن حرب على روسيا.
ماذا يحدث في أوكرانيا
أطلقت كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأستراليا واليابان وهولندا وعدة دول أخرى تحذيرات إلى مواطنيها في أوكرانيا، وطالبتهم بمغادرتها على الفور، في ظل توقعات بهجوم روسي قريب على الأراضي الأوكرانية.
ولقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات في هذا الشأن وهي إصدار الولايات المتحدة الأمريكية أوامر للعاملين غير الأساسيين في سفارتها في العاصمة الأوكرانية بضرورة مغادرة البلاد، مع تعليق الأعمال القنصلية، وإبقاء عدد قليل من العاملين بالقنصلية في مدينة لفيف.
فضلًا عن نقل كندا سفارتها إلى لفيف على الحدود مع بولندا، وبالتزامن مع إعلان روسيا عن تقليل عدد الدبلوماسيين الروسيين في أوكرانيا، وأوقفت شركة الطيران الهولندية كي أل أم رحلاتها إلى أوكرانيا.
وعلى الرغم من نفي موسكو نيتها للهجوم على أوكرانيا؛ إلا أن الدول الغربية تؤكد على غزو روسي وشيك للأراضي الأوكرانية، وما جعلها ترجح ذلك هو قيام موسكو بحشد مائة ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا.
ولقد وصف الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التحذيرات من الغزو الروسي بأنها مثيرة للذعر، وأشار إلى أن ذلك يصب في مصلحة أعداءه.
وعن الوضع في العاصمة الأوكرانية كييف؛ فقد انطلقت مسيرة قادها تيار اليمين القومي المناوئ للرئيس زيلينسكي وانضم إليها الآلاف، معلنين تحديهم لروسيا واستعدادهم لمواجهة أي هجوم تشنه على بلادهم.
في نفس الوقت دعت الحكومة الأوكرانية مواطنيها بضبط النفس والهدوء، وتجنب ارتكاب أي شيء يثير الذعر ويزعزع الاستقرار.
على جانب آخر استمرت المناوشات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا؛ حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن رصد غواصة أمريكية في مياهها الإقليمية بالقرب من جزر كوريل، وهو ما جعلها تتخذ التدابير اللازمة بتحريك المدمرة الماريشال شابوشنيكوف، مما أدى إلى مغادرة الغواصة للمكان.
في الوقت الذي نفى فيه الجيش الأمريكي في بيان أصدره صحة ما تقوله روسيا حول وجود عمليات أمريكية في مياهها الإقليمية، رافضًا التعليق على الأماكن المحددة للغواصات الأمريكية، ومؤكدًا على وجود عمليات آمنة في المياه الإقليمية.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله ما هو سبب غزو روسيا لاوكرانيا، كما أوضحنا تاريخ روسيا مع أوكرانيا منذ القرن السابع عشر، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.