ما هي اتفاقية مينسك تصدر هذا السؤال محركات البحث خاصة بعد اشتعال فتيل الأزمة ما بين روسيا وأوكرانيا وترقب العالم عن ما سوف تفعله كلا من الدولتين وتحاول عددا من بع1ض الدول الآن التوجه إلي أحد الحلول السياسية التي تقتضي وقت القتال ما بين كليهما وعدم السماح بتطور الأزمة أكثر من ذلك حتي لا تطال تأثيراتها باقي الدول المجاورة وغير المجاورة أيضا بسبب اشتراك مصالح دول العالم مع بعضها البعض في الوقت الراهن ومن خلال منصتنا سوف نتعرف إلي ما هي اتفاقية مينسك التي لن تجدوها إلا في موسوعة.
ما هي اتفاقية مينسك
يطلق اسم مينسك علي عاصمة روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ولقد سميت الاتفاقية بسبب توقيعها فيها.
تم عقد اتفاقية مينسك 2 في الـ12 من شهر فبراير عام 2015 بعد فضل اتفاقية مينسك الأولي التي تم توقيعها في الـ5 من شهر سبتمبر في عام 2014، ولقد تمت الاتفاقية برعاية دول أربع وهم (أوكرانيا – روسيا – فرنسا – ألمانيا).
اشتملت الاتفاقية علي وقف النزاع في إقليم دونباس بأوكرانيا.
حدث غضبا شعبيا كبير في أوكرانيا بعد الإعلان عن هذه الاتفاقية وزاد من متابعها في الفترة الأخيرة.
ومن الجدير بالذكر بأن النزاع في إقليم دونباس الإوكراني كان ما بين القوات الأوكرانية والموالين لدولة روسيا وراح ضحيته حوالي 13000 ألف إنسان.
أسباب الصراع بين روسيا وأوكرانيا
في السابق كانت أوكرانيا من ضمن الاتحاد السوفيتي التي كانت تقوده روسيا وانهار في عام 1991.
بعد هذا الانهيار لازالت روسيا تعتبر أوكرانيا من ضمن الدول الموالية لها وتحاول منع أوكرانيا بشتي الطرق من إقامة تحالفات مع الغرب.
سببت التحالفات بين دولة أوكرانيا والغرب إزعاجا كبيرا لروسيا ورأت بأن مثل تلك التحالفات سيكون تهديدا لنفوذها ومصالحا في المنطقة.
لهذا السبب تدخلت روسيا لإفشال مساعي أوكرانيا في تحالفاتها مع دولة غربية أخري وخاصة بعد محاولة أوكرانيا السعي لانضمام إلي حلف الناتو الذي يضم ثلاثون دولة.
ما زاد من فتيل الأزمة هو وجود بعض المدن الأوكرانية يوجد بها الكثير من الموالين للروس وصلة مصاهرة ونسب مع الروسيين، بالإضافة إلي تحدث بعضهم باللغة الروسية وهو ما ساعد روسيا أكثر علي التدخل ومحاولة بسط نفوذها عليهم.
بنود اتفاق مينسك أوكرانيا
تضمنت البنود التي قد جاءت في اتفاق مينسك علي الآتي:
وقف إطلاق النار من قبل روسيا وأوكرانيا في فترة مدتها أربعة عشر يوما.
عدم مركزية السلطة.
اللجوء إلي الحوار الوطني وحلها وديا بين الطرفين بدلا من حلها بالعنف والحرب.
وجود مراقبة دولية علي الحدود ما بين كلا من روسيا وأوكرانيا لمنع تجديد الحرب بينهما مرة أخري.
عدم معاقبة الأفراد الذين لهم صلة بما وقع من أعمال شعب في دونيتسك ولوهانسك لعدم التأجيج الشعبي.
أعمار منطقة دونباس بسبب الدمار الذي خلفته تلك الأزمة.
وقف تسليح الجماعات غير الشرعية في أوكرانيا.
محاولة تحسين الأوضاع للمواطنين في إقليم دونباس.
الإفراج عن المحتجزين من قبل الحكومة الأوكرانية.
لماذا اتفاق مينسك مكروه لدي الأوكرانيين
بحسب ما قد جاء في الصحف الأجنبية فإن اتفاق مينسك مكروها لدي الأوكرانيين وهناك الكثير من المواطنين وأحزاب المعارضة رفضت توقيع الحكومة الأوكرانية عليه.
ويرجع السبب في هذا إلي أن بنود الاتفاقية جاءت في صالح الروس أكثر منها في صالح الأوكرانيين، كما أن هذا الاتفاق سوف يعيد سيطرة روسيا علي الدولة الأوكرانية وهو ما قد رآه المواطنون تدخلا مباشر في شؤونهم، ورأوا بأن الحكومة الأوكرانية واقفة مكتوفة الأيدي أمام هذا الاتفاق دون أن تبدي اعتراضها عليه.
كما أن هناك بعض الجهات الحكومية الأوكرانية والاستخباراتية التي قد تقدمت ببعض التقارير التي تثبت بأن اتفاقية مينسك لن تفضي إلي شئ سوي زيادة التأجيج الشعبي مما يؤدي إلي انهيار البلاد.
في نفس ذات الوقت قامت روسيا بعمل أكثر من 600 الأف جواز سفر للموالين لها في دونيستك ولوغانسك؛ لزيادة سيطرتها علي الأوضاع الداخلية لأوكرانيا.
اتفاقية مينسك الثانية
وهي الاتفاقية التي تم عقدها في الـ12 من شهر فبراير عام 2015 بعدما فشل اتفاقية مينسك الثانية بسبب الإجحاف الذي قد رآه الأوكرانيون وانحياز بنود الاتفاقية الأولي للروس علي حساب أوكرانيا.
ومن ضمن أبرز ما قد جاء في بنود اتفاقية مينسك الثانية كان الآتي:
إنهاء الحصار الاقتصادي بسبب العواقب الوخيمة التي ستنتج إن استمر لمدة طويلة.
الإفراج علي كافة المعتقلين والمحتجزين.
وضع دستور أوكراني.
استمرار مراقبة الحدود الروسية الأوكرانية وهو من ضمن البنود البارزة التي جاءت في اتفاقية مينسك الأولي أيضا.
إقليمي دونيتسك ولوغانسك
هما أحد المناطق الواقعة في إقليم دونباس الأوكراني والذي طالبا بالانفصال عن دولة أوكرانيا والانضمام إلي روسيا، وبالفعل اعترفت بهما روسيا كمنطقتين انفصاليتين، وفيما يأتي بعضا من أبرز المعلومات عنهما:
دونيتسك
يقع إقليم دونيتسك في الجزء الجنوبي الشرقي من دولة أوكرانيا، ولقد سمي بهذا الاسم بسبب وقوعه بالقرب من نهر الدونيتس.
وتمتاز دونيتسك بعدد كبير من السكان، إذ أنها خامس أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث التعداد السكاني ويبلغ عدد سكانها 900 ألف مواطن بحسب ما أعلنت عنه الإحصائيات في عام 2017.
فضلا عن وجود بعض المناجم فيها التي تحتوي علي الحديد والصلب وكذلك الفحم الحجري.
جمهورية لوغانسك الشعبية
قامت بالإعلان عن انفصالها في السابع والعشرون من شهر إبريل عام 2014 وهي أحد الأقاليم الأوكرانية الموالية لروسيا.
قامت موسكو بالاعتراف بها كجمهورية مستقلة في يوم الـ21 من شهر فبراير عام 2022.
تحتوي علي مليون ونصف نسمة.
ليونيد باشنيك هو رئيس جمهورية لوغانسك بعد الانتخابات التي تم إجراؤها عقب انفصالها، وتولي ليونيد الحكم في الواحد والعشرون من نوفمبر عام 2018.
ويتم عقد انتخابات رئاسية في جمهورية لوغانسك الشعبية كل خمسة أعوام.
الفرق بين روسيا وأوكرانيا
بالرغم من أن هناك تاريخا مشتركا بين روسيا وأوكرانيا، كما أن هناك نسبة كبيرة من السكان الموجودين في شرق أوكرانيا يتحدثون اللغة الروسية لكن هناك اختلافات بينهما أيضا ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يجمعهم تحت ظلة وقوة واحدة.
ويعتبر كلا من الدولتين هما أكبر بلدين في الاتحاد السوفيتي، كما أن هناك علاقات وطيدة بين كلا من الشعب الروسي والأوكراني وتجمعهم علاقات زواج ومصاهرة لاسيما في المدن الواقعة علي الحدود بينهما.
تمتلك روسيا مساحة أكبر من أوكرانيا بكثير فبينما تبلغ مساحة الأراضي الأراضي الروسية 17 مليون كيلو متر مربع، تمتلك أوكرانيا 603 ألف كيلو متر مربع.
هناك أغلبية مسيحية أرثوذكسية في كلا من البلدين، وهناك عددا كبيرا من المسلمين يعيشوا في جزيرة القرم الأوكرانية ونجت روسيا في السيطرة عليها بسبب الأصول الروسية لسكانها.
وإلي هنا نكون قد وصلنا إلي ختام جولتنا التي تعرفنا فيها إلي ما هي اتفاقية مينسك وأهم البنود التي قد جاءت بها، وفشل الاتفاقية الأولي كما سلطنا الضوء علي أسباب الصراع الروسي الأوكراني وبعض المعلومات عن الإقليمين اللذان قد أعلنا انفصالهما عن دولة أوكرانيا، وندعوكم للإطلاع علي كل ما هو جديد عبر الموسوعة العربية الشاملة.