نوضح في هذا المقال مناخ المنطقة الشرقية ، المنطقة الشرقية هي إحدى مناطق المملكة العربية السعودية، وهي سهل صحراوي يربط ما بين شاطئ الخليج العربي وصحراء الدهناء، وتصل مساحتها إلى 77850 كيلو متر مربع، أي أنها تمثل حوالي 26% من إجمالي مساحة المملكة، وتشترك المنطقة في حدود مع عدة دول، فمن ناحية الشرق تشترك في الحدود مع قطر والبحرين، ومن ناحية الشمال تشترك مع الكويت، ومن ناحية الجنوب تشترك مع سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، ونظرًا للموقع المتميز للمنطقة الشرقية؛ فقد أصبحت من أهم موانئ الاستيراد والتصدير في المملكة، فضلًا عن احتوائها على واحة الأحساء وهي أكبر واحة طبيعية في العالم تنتج أفضل أنواع النخيل، وهو ما مكنها من أن تكون مصدرًا طبيعيًا للغذاء، ومن المميزات الأخرى للمنطقة أنها تضم المناظر الطبيعية الجميلة التي تتنوع ما بين صحاري على مساحات واسعة وواحات خضراء وشواطئ مميزة، وفي السطور التالية على موسوعة نوضح معلومات حول مناخ المنطقة الشرقية.
مناخ المنطقة الشرقية
تتعدد مناطق المنطقة الشرقية ما بين مناطق واقعة على السواحل وأخرى داخلية، وهو ما أدى إلى وجود اختلاف في المناخ الكلي في المنطقة.
فمناخ المناطق الساحلية في المنطقة الشرقية في فصل الصيف حار شديد الرطوبة، وفي فصل الشتاء معتدل مع برودة ليلًا.
أما المناطق الداخلية في المنطقة الشرقية فمناخها جاف وحار في فصل الصيف، وبرودة في فصل الشتاء، مع هطول أمطار في جميع أنحاء المنطقة.
المعدل السنوي لدرجة الحرارة للمنطقة الشرقية هو 25 درجة مئوية، وفي شهر مايو من كل عام تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع، وتصل ذروتها في شهور يونيه ويوليو وأغسطس، حيث تصل إلى 45 درجة مئوية.
أما أبرد شهور السنة في المنطقة الشرقية هم شهري يناير وفبراير، حيث ترتفع درجة الرطوبة بالمنطقة، وتصل درجة الحرارة إلى 10 درجات مئوية.
ويتأثر مناخ المنطقة الشرقية بالعديد من العوامل التي أحدثت تنوعًا فيه، أهمها وقوع المنطقة ضمن نطاق الضغط المرتفع المداري، فتتأثر شتاءً بالضغط المرتفع شبه المداري والذي يصاحبه هبوط هوائي وهبوب رياح شمالية شرقية تجارية جافة، فيتميز الطقس ببرودته واستقراره نسبيًا خلال أيام فصل الشتاء، وزيادة نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية بها.
كما تتأثر المنطقة الشرقية بالمناخ القاري نظرًا لأنها محاطة بالمسطحات القارية الكبيرة، وهو ما يفسر جفاف مناخها في معظم أيام السنة، وزيادة الرطوبة في المناطق الواقعة على الساحل، وتسود على المنطقة رياح شمالية وشمالية شرقية جافة.
من العوامل المؤثرة في مناخ المنطقة الشرقية تعرضها للإشعاع الشمسي، وبالتالي ترتفع درجات الحرارة فيها خاصة في فصل الصيف.
وتتأثر الأجزاء الشمالية والوسطى بالمنطقة الشرقية بالرياح الشمالية والشمالية الشرقية الحارة والجافة صيفًا والباردة والجافة شتاءً، وذلك بسبب أن السهول الصحراوية بالمنطقة الشرقية محاطة بمساحات صحراوية كبيرة جنوبًا وغربًا وشمالًا.
ويعود سبب زيادة نسبة الرطوبة على المناطق الساحلية بالمنطقة الشرقية إلى وقوعها على الخليج العربي.
معلومات عن المنطقة الشرقية
كانت المنطقة الشرقية تسمى قديمًا باسم (البحرين)، وكانت تحتوي على جزيرة أوال، بالإضافة إلى واحتي الأحساء والقطيف، ثم أصبح اسم البحرين يُطلق على جزيرة أوال والجزر التي تحيط بها، أما الواحتين فتم إطلاق اسم (هجر) عليهما.
ثم تم إطلاق اسم المنطقة الشرقية في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأصبح مقر الإمارة في الدمام بعد أن كان في منطقة الهفوف.
سُكنت المنطقة الشرقية قبل حوالي 5 آلاف عام، ولعل ما جعل المنطقة مهيأة للسكن والعمل هو موقعها المتميز والممتد على ساحل الخليج العربي بطول 700 كيلو مترًا، فضلًا عن كونها حلقة وصل بين المناطق القريبة من المنطقة الشرقية، والعالم الخارجي.
ولقد تم الاستدلال على أول استيطان للمنطقة من المدافن الموجودة فيها، والتي أكدت أن هناك أناس سكنوها خلال تلك الفترة، كما قاموا بالعديد من الأعمال التجارية فيها، وتركوا المباني وأطلال المدن والأعمال اليدوية والفخاريات.
تتميز المنطقة الشرقية باقتصادها الضخم نظرًا لأن فيها تتم أعمال تنقيب وتكرير وتسويق البترول، فضلًا عن صناعات تجميع الغاز الطبيعي، وفي مدينة الجبيل الصناعية إحدى مدن المنطقة الشرقية تتمركز الصناعات البتروكيمياوية، وهو ما جعلها من أهم المدن الصناعية على مستوى العالم.
وفي عام 1925 كانت شركة ستاندرد أويل أف كاليفورنيا أو شركة شيفرون حاليًا قد بدأت أول أعمال اكتشاف النفط في المنطقة، وكان ذلك في بئر الدمام، وعلى الرغم من عدم تحقيق النتائج المرجوة؛ إلا أنه تم الاستدلال على وجود زيت وغاز.
وهو ما جعل الشركة تستمر في أعمال الحفر، حيث تم حفر 9 آبار، وفي عام 1928 تم إنتاج كمية كبيرة من البترول بعد حفر بئر الدمام السابع على عمق 1441 مترًا، وكان ذلك بداية دخول المملكة العربية السعودية عصر صناعة البترول.
وفي نفس العام بدأت المملكة في تصدير الزيت الخام إلى البحرين من خلال فرضة صغيرة في الخبر، ثم بُنيت فرضة رأس تنورة التي استقبلت ناقلات الزيت، وفي عام 1939 أُقيم احتفال رسمي برعاية الملك عبد العزيز آل سعود لشحن أول دفعة من الزيت من خلال فرضة رأس تنورة.
وازداد معدل إنتاج الزيت في المنطقة بشكل تدريجي، حتى وصل إلى 9.631.366 برميل في اليوم الواحد.
مدن المنطقة الشرقية
تضم المنطقة الشرقية العديد من المدن وهي:
الدمام.
الظهران.
الخبر.
القطيف.
الهفوف.
المبرز.
العيون.
بقيق.
رأس تنورة.
الجبيل.
الخفجي.
النعيرية.
حفر الباطن.
ابرز ما تشتهر به المنطقة الشرقية
تشتهر المنطقة الشرقية باحتوائها على العديد من المواقع الأثرية والتاريخية، مثل منطقة جنوب الظهران التي تشتمل على مدافن تعود إلى العصور التي سكن بها لكتانيون والعمالقة والفينيقيون والداشيون المنطقة.
تحتوي المنطقة أيضًا على مسجد جواثا، وهو المسجد الأول الذي نُظمت فيه صلاة الجمعة خارج المسجد النبوي الشريف.
وتُعد مدينة الدمام من أهم المدن السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية، حيث تحتوي على المعالم السياحية الهامة أبرزها كورنيش الدمام، وبحيرة مدن وهي أكبر بحيرة صناعية في المملكة، جزيرة المرجان، منتزه الملك عبد الله أو الواجهة البحرية.
وفي مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية توجد العديد من الأماكن التاريخية أبرزها قصر إبراهيم الذي يعود تاريخه إلى عصر الدولة العثمانية وقد تم تأسيسه لحماية المدينة من هجمات الأعداء وكان ذلك في القرن السابع عشر، وهناك متحف الأحساء للتراث والذي يحوي تاريخ وتراث المدينة منذ العصور القديمة، من خلال المقتنيات المعروضة فيه والتي تشرح تاريخ الجزيرة العربية والمنطقة.
أما مدينة حفر الباطن فهي تشتهر بالأماكن الترفيهية مثل منتزه بودل والمميز بمساحاته الخضراء الواسعة، والسوق الشعبي التراثي التاريخي والذي تم إنشاءه منذ 50 عامًا تقريبًا ويُعرض فيه الأعمال المصنوعة يدويًا مثل السجاد والملابس.
وفي مدينة الخفجي يوجد كورنيش الخفجي وهو مكان ترفيهي مميزة في المدينة له واجهة بحرية ومساحات خضراء، مما يجعله مؤهل لاستقبال العائلات والشباب، وهناك ميدان الفروسية وفيه يتم تنظيم مسابقات ركوب الخيل بين الهواة والمحترفين.
وتحتوي مدينة الخبر على جسر الملك فهد وهو الجسر الأشهر في المملكة والذي يتميز بإطلالته الجميلة على البحر، وشاطئ الغروب وهو منتجع سياحي يستمتع الزوار فيه بالعديد من الأنشطة منها التجديف في البحيرة ونزول الشاطئ.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي عرضنا من خلاله معلومات عن مناخ المنطقة الشرقية، كما أوضحنا معلومات عن المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ومدنها وأشهر ما فيها، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.