تابع الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ورواد الأعمال والمحللين الاقتصاديين منذ فترة قريبة رغبة إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تيسلا في امتلاك موقع تويتر، الأمر الذي أصدر صخباً واضحاً على موقع “تويتر”، ولكن من هو مالك تويتر الحالي، وبعد الكثير من المشاورات والتقارير والإشاعات، تمكن الرجل الأغنى في العالم “إيلون ماسك” بعد أن قام بالتفاوض مع العديد من أصحاب الأسهم في شركة “تويتر”، وسنعرض لكم بعض المعلومات عن هذه الصفقة، وكيف انتقلت ملكية الموقع العالمي إلى ماسك؟ فيما يلي.
وصول إيلون ماسك إلى ملكية تويتر
اعتاد إيلون ماسك إثارة الرأي العام بواسطة تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وفي عام ألفين وسبعة عشر أعلن “ماسك” في تغريدة له على صفحته على تويتر حبه للموقع، فعرض عليه أحد المتابعين أن يشتري الموقع، وبالفعل تمكن “ماسك” من شراء نسبة 9% من أسهم الشركة في الخامس من أبريل للعام الحالي ألفين واثنين وعشرين، ليصبح صاحب النسبة الأكبر بين كل المستثمرين لأسهم الموقع، ومنذ وقتها وبدأ “ماسك في طرح العروض لأصحاب الأسهم الأخرى في الموقع، حتى وصل في الخامس والعشرين من أبريل إلى ملكية كامل الشركة.
عرض الوليد بن طلال
أعلن الوليد بن طلال على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن رفع ملكية الأسهم له ولشركة المملكة من أسهم “تويتر” إلى 5.2%، وكان ذلك في السابع من أكتوبر للعام الميلادي ألفين وخمسة عشر.
بعد أن تمكن إيلون ماسك من شراء نسبته 9% من كامل أسهم الشركة، عرض ماسك على الوليد بن طلال شراء كامل أسهم تويتر بمبلغ كامل للصفقة يقدر بحوالي ثلاثة وأربعين مليار دولار، ولكن واجه هذا العرض في بدايته رفض من قبل الوليد بن طلال، وكان سبب الرفض الذي أعلنه الوليد بن طلال هو عدم مناسبة المبلغ الذي عرضه ماسك لقيمة الشركة التسويقية.
تمت الصفقة في الاثنين من أبريل للعام الميلادي ألفين واثنين وعشرين، بمبلغ إجمالي أربعة وأربعين مليار دولار.
التغييرات المتوقعة على “تويتر” في ظل إدارة ماسك
برر ماسك سبب شرائه لكامل أسهم شركة “تويتر” باحتياج الشركة إلى تقوية حرية الرأي بها، لكي تصبح خاصة؛ لتنمو وتتحول إلى منصة حقيقة تراعي حرية التعبير، الأمر الذي قد يساعد في تعظيم دور المنصة وتقويتها لتكون من أفضل مواقع التواصل الاجتماعي، فمن المنتظر تقليل حجم المحظورات على الموقع، إضافة إلى توسيع مدى انتشاره، والعمل على إعادة الصفحات التي تم إغلاقها بسبب سياسات الموقع في الماضي، ومن أشهر تلك الصفحات هي الصفحة التابعة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات التي قد نرى لها إجابات عملية وليست تصريحات، حول مدى قدرة الموقع تحت راية مالكه الجديد إيلون ماسك من توفير مناخ آمن لرواده.
حال الشركة داخلياً بعد الإعلان عن الصفقة
عمل الرئيس التنفيذي لشركة “تويتر” باراج أجراوال إلى إقامة اجتماع على مستوى الشركة؛ لتهدئة عضب الموظفين، وطالب الموظفون بإجابات حول كيفية التعامل مع الخروج الجماعي المتوقع لعدد كبير من المديرين بسبب تلك الصفقة، وتم عرض العديد من التساؤلات في الاجتماع سنذكر لكم بعضاً منها، ورد أجراوال عليها فيما يلي.
عرض مسؤولون تنفيذيون في شركة تويتر معدل تناقص الموظفين يومياً، وكان رد الإدارة على ذلك أنه من السابق جداً لأوانه معرفة كيف ستؤثر الصفقة التي أبرمها ماسك على الاحتفاظ بالموظفين.
تشير بعض الأنباء إلى أن ماسك أبلغ المصارف التي ستقوم على تمويل الصفقة بأنه سخفض رواتب أعضاء مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين، الأمر الذي أثار حافظة العديد منهم، ولكن مقدار تلك التخفيضات لا تزال غير واضحة، ولكن المؤكد أن ماسك غير قادر على اتخاذ مثل تلك الإجراءات قبل تسلمه ملكية الشركة وإتمام كامل الصفقة.
نشر ماسك على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر العديد من الانتقادات لمحامي تويتر فيجايا جادي التي تحظى باحترام واسع في وادي السيليكون.
أعلن العديد من الموظفين والمديرون التنفيذيون عن خوفهم من سلوك ماسك، الذي وصفه الكثيرون منهم بأنه “غريب الأطوار” الأمر الذي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الشركة.
عرض أحد المديرين في الاجتماع تساؤلاً حول استراتيجية الشركة في كيفية التعامل مع المعلنين الذين يسحبون استثماراتهم على المدى القريب، الأمر الذي ردت عليه سارة بيرسونيت كبيرة مسؤولي العملاء في تويتر بأن الشركة تعمل على التواصل بشكل متكرر مع المعلنين وطمأنتهم، وأن الطريقة التي نوفير بها الخدمة لعملاء تويتر لن تتغير.
عرض العديد من الموظفين عن عدم ثقتهم بما عرضه المسؤولون التنفيذيون في الاجتماع، وعرض أحد الموظفين أن كلام العلاقات العامة ليس له فائدة تذكر، فقد طالبوا الموظفين بالتعامل مع التغيير المتوقع على أكمل وجه، ولكن دون عرض استراتيجية واضحة للقيام بلك، وحتى دون توفير حافز حتى لتشجيعهم على التغيير في السياسات الداخلية للشركة.
أهمية المنصة عالمياً وقيمتها
وصل سعر سهم شركة تويتر إلى 48.87 دولار للسهم الواحد في الرابع من شهر مايو الجاري، الأمر الذي قد يحدد قيمة انخفاض في سعر السهم بنسبة 0.55%، وذلك قبل ساعة الافتتاح.
يعد موقع التواصل الاجتماعي تويتر من أهم منصات التواصل الاجتماعي العالمية، الذي ذاع صيته بشكل أكبر بسبب ما يقدمه من خدمات، مثل خدمة التحقق من أصحاب الصفحات عليه وتوثيقها، الأمر الذي دعا بالعديد من رؤساء الدول لإنشاء صفحات خاصة بهم على تلك المنصة، ويعد من أشهرهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن العديد من الشخصيات العالمية من رجال أعمال وفنانين وحتى شخصيات اعتبارية وشركات عالمية، فهي توفر مناخ آمن للإعلان عليها بالشكل الذي يقترب من المثالية.
تغريدات إيلون ماسك
يحظى إيلون ماسك بكونه أغنى الرجال في العالم بالملايين من المتابعين، الأمر الذي يجعله بشكل أو بآخر يتحكم في قيمة بعض الشركات والبورصات العالمية، فقد تعرضت العديد من الشركات لتأثير بالغ؛ بسبب ما يتم نشره من تغريدات على مصفحته، سواء كان ذلك التأثير بالسلب أو الإيجاب، حتى شركاته نفسها لم تسلم من ذلك التأثير القوي، وسنعرض لكم بعض تلك التغريدات ومدى تأثيرها على الشركات العالمية فيما يلي.
تغريدة إيلون ماسك حول شركته تسلا
نشر الرجل الأغنى في العالم إيلون ماسك تغريدة عبر حسابه الخاص على منصة تويتر تغريدة تتضمن استطلاع رأي عن بيع حصة من أسهمه في تسلا، وكانت تلك التغريدة في السادس من نوفمبر للعام ألفين وواحد وعشرين، والتي انتهت إلى تشجيع إيلون ماسك على بيع تلك النسبة من الأسهم بنسبة قبول 57.9% في المتابعين له، الأمر الذي أدى بتراجع أسهم الشركة بأكبر قدر في ثمانية أشهر في تداول نيويورك في ذلك اليوم، بحيث انخفضت نسبة القيمة التسويقية للأسهم بمقدار 7.3%.
وصلت قيمة شركة تسلا السوقية للتريليون دولار، بعد إعلان شركة هيرتز غلوبال لتأجير السيارات عن خطتها لشراء مائة ألف سيارة تسلا لتحويل أسطولها للعملاء للعمل بالكهرباء عوضا عن الوقود أو الغاز الطبيعي، ولكن لم تسلم أسهم الشركة من تغريدات ماسك، فقد أعلن إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تسلا في ذلك الحين عن عدم توقيع أي عقود حتى تاريخ التغريدة مع شركة هيرتز، الأمر الذي خفض من قيمة الأسهم بموجب 3% من قيمة الأسهم في اليوم التالي لتلك التغريدة.
تغريدة إيلون ماسك حول تطبيق سيجنال
أشار إيلون ماسك في تغريدة له على حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي إيلون ماسك في السابع من يناير للعام الميلادي ألفين وواحد وعشرين باستخدام تطبيق سيجنال، مستخدماً كلمتين فقط “Use Signal” الأمر الذي ظهر تأثيره على القيمة التسويقية لشركة سيجنال، فقد زاد عدد مستخدمي التطبيق إلى أكثر من مائة ألف مستخدم، كما أعلن حساب التطبيق سيجنال على صفحته الخاصة على تويتر بأنه الأفضل على مواقع التطبيقات والبرمجيات الهاتفية “App store” في العديد من الدول وهي الهند والنمسا وفنلندا وألمانيا وفرنسا وهونغ كونغ وسويسرا.
رفعت تغريدة ماسك من القيمة التسويقية لشركة سيجنال أدفانس بنسبة 1100% بسبب اختلاط الاسم وتشابهه باسم تطبيق “سيجنال” للدردشة.
