ورد إلينا سؤال من سيدة تقول فيه ” انا ارضع ودورتي غير منتظمة “، وفي الحقيقة أن هذا الأمر لا يقتصر عليها وحسب، فهناك العديد من السيدات اللاتي يُعانين من هذا الأمر عقب عملية الولادة، فبمجرد ما تبدأ الرضاعة الطبيعية تنقطع دورتها تمامًا، أو يحدث اضطراب كبير بها، وبالتالي يُراودها الشعور بالقلق خوفًا من أن تكون تلك دلالة على حمل آخر، أو بعض المشكلات التي تُعاني منها، ومن خلال هذا المقال على موسوعة سنُخبرك بالسبب الرئيسي وراء ذلك، فتابعينا.
مثلما تتعرض المرأة أثناء الحمل للعديد من التغيرات الهرمونية، فإن الأمر لا يتوقف بعد الولادة، بل تستمر تلك التغيرات نتيجة لارتفاع هرمون الحليب في ثديها، الأمر الذي ينتج عنه ضعف في جدار الرحم، وبالتالي لا تنزل دورتها، أو تتعرض لاضطراب شديد.
أما بمجرد ما تبدأ المرأة بالتوقف التدريجي عن الرضاعة، فسرعان ما يقل هرمون البرولاكتين، المسؤول عن حليب الأم وبالتالي تعود الدورة إلى حالتها الطبيعية. وذلك بعدما يتقدم الطفل في العمر ويبدأ في تناول الأطعمة الصلبة.
وعلى الرغم من تهاون بعض السيدات، وعدم رغبتهن في الاستعانة بوسيلة لمنع الحمل على اعتقاد منهن بأن التبويض لا يحدث من الأساس لأن الدورة لا تنزل، بل هذا الأمر خاطئ تمامًا، وذلك لأن حتى لو أن الدورة حدث بها اضطراب أم لم تنزل من الأساس فإن التبويض يحدث، وعليه فإنها قد تحمل بجنين آخر إن لم تتناول حبوب منع الحمل، أو تستعين بوسيلة أخرى لمنع الحمل في تلك الفترة.
في بعض الحالات تنزل الدورة الشهرية بعد شهر من الولادة بشكل طبيعي، ثم تنقطع تماماً لعدة أشهر، وقد يصل الأمر إلى عام كامل، وهذا الأمر يتوقف على الرضاعة الطبيعية، فإن كانت الرضاعة تتم بشكل منتظم فستتأخر الدورة كثيراً بسبب ارتفاع هرمون الحليب. أما إن بدأت الأم بالتوقف عنها ليلاً فستنزل بعد عدة أشهر تتراوح ما بين 3 : 8 فقط.
كما أننا لا يُمكننا أن نُحدد مدة معينة لنزول الدورة عقب الحمل، وذلك لأن الأمر يختلف ما بين كل امرأة وأخرى، فلا توجد قاعدة عامة تُطبق على الجميع.
على الرغم من أن تأخر الدورة أو اضطرابها لا يدل على الخطر، إلا أنه في بعض الحالات لا يكون له علاقة بالولادة، ويكون نابع من تلك الأسباب:
ولهذا لابد من أن تلجأ المرأة إلى طبيبها المعالج على الفور، لاستبعاد أي عرض من الأعراض المقلقة، ومعرفة السبب الأساسي وراء اضطراب الدورة الشهرية. أما إن كان الأمر متعلق بالرضاعة الطبيعية فلا داعي للقلق تمامًا وذلك لأنه عرض طبيعي سرعان ما يزول بعد تقليل الرضاعة أو التوقف عنها نهائيًا.
المراجع