تواجه النساء الحوامل في بعض الأحيان نزول الدم في الشهر السابع من الحمل، وهذا الأمر قد يثير قلقهن. يمكن أن يكون ذلك ناتجًا عن عوامل متعددة، مثل توسع الرحم، واضطرابات في الأوعية الدموية، أو وجود التهابات أو قرحة عنق الرحم. كما قد يكون هذا النزيف علامة على احتمالية ولادة مبكرة. يهدف موقع الموسوعة العربية الشاملة إلى تقديم معلومات شاملة حول هذه الحالة وعواملها المحتملة.
في الأشهر الأخيرة من فترة الحمل، قد يواجه بعض النساء حدوث نزف مهبلي. هذا النزيف يمكن أن يكون مصدر قلق، وله عدة أسباب محتملة، بما في ذلك بداية عملية الولادة وانفصال المشيمة في وقت مبكر وانزياح الأوعية الدموية.
قد يترتب على هذا النزف فقدان كميات كبيرة من الدم، مما يشكل خطرًا على سلامة الأم والجنين. لذا، من الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان سلامة الحمل.
تزايدت خطورة حدوث نزف في الأشهر الأخيرة من الحمل نتيجة لعوامل متعددة. وتشمل هذه العوامل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث اضطرابات تؤدي إلى النزف.
عوامل الخطر لانفصال المشيمة تتضمن ارتفاع ضغط الدم، وزيادة العمر فوق 35 عامًا، ووجود تاريخ سابق للحمل، وتعاطي السجائر، واستخدام الكوكايين، وسابقة انفصال المشيمة.
أما بالنسبة لانزياح المشيمة، فتتضمن عوامل الخطر الولادة القيصرية السابقة، ووجود حمل متعدد، وزيادة العمر فوق 35 عامًا. وبالنسبة للاضطرابات في الأوعية الدموية، فتتضمن عوامل الخطر الحمل المتعدد، ووجود المشيمة في مكان منخفض، والإخصاب في المختبر.
أما عن تمزق الرحم، فتشمل عوامل الخطر الولادة القيصرية السابقة، وإجراء جراحات في الرحم، وزيادة العمر فوق 30 عامًا، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
شاهد أيضاً: هل تمارين الحوض للحامل في الشهر السابع آمنة
يُولِي الأطباء اهتمامًا خاصًا لاستبعاد الأسباب الخطيرة للنزف أثناء الحمل، مثل انفصال المشيمة، وانزياح المشيمة، والأوعية المنزاحة، وتمزُّق الرحم. بعد استبعاد هذه الأسباب الخطيرة، يُجرى تشخيصًا للسبب الأكثر شيوعًا، وهو بداية المخاض الذي يُشير إليه العلامة الدموية.
يعتبر أي نزف مهبلي في الحمل المتأخر علامة تحذير، باستثناء العلامة الدموية التي تتضمن كمية صغيرة من الدم الممزوج بالمخاط ولا تستمر طويلاً.
يجب متابعة النساء اللواتي يعانين من الإغماء، والدوخة، أو تسارع ضربات القلب بعناية، فهذه أعراض انخفاض حاد في ضغط الدم.
بعض الأعراض الأخرى تستدعي الاهتمام، مثل تقلص الرحم والألم عند الضغط عليه، وتوقف ضربات قلب الجنين أو بطء النبض، وتوقف تقلصات المخاض وفقدان التوتر في عضلات الرحم.
في حالة تعرض المرأة لنزف مهبلي خلال المرحلة المتأخرة من الحمل، يجب عليها الفور والتوجه إلى المستشفى. وإذا كان هناك أي شك في أن النزف قد يكون علامة دموية، فيجب عليها الاتصال بالطبيب أولاً. الطبيب يستطيع تقدير مدى الاستجابة المطلوبة بناءً على كمية النزف ومدته ووجود علامات المخاض.
يقوم الطبيب بالاستفسار عن تفاصيل النزف وأية أعراض أخرى وتاريخ الحالة الطبية. يلي ذلك الفحص السريري، حيث يُجري الطبيب فحصًا مباشرًا. نتائج التاريخ الطبي والفحص السريري غالبًا ما تساعد في تحديد سبب النزف وتوجيه الاختبارات اللازمة.
الطبيب يطرح أسئلة حول مدى مدة النزف، وشدة غزارة الدم، ولون الدم، ووجود أعراض أخرى مصاحبة مثل ألم البطن أو الدوخة. يستفسر أيضًا عن تاريخ الحمل السابق وعدد الحملات وعدد الأطفال وحالات الإجهاض أو المشاكل السابقة. كما يسأل الطبيب عن معلومات أخرى مثل ما إذا كانت المرأة قد تعرضت لتمزق أغشية الجنين (خروج ماء الرحم)، وهي علامة على بداية المخاض.
يحدد الطبيب أيضًا عوامل الخطر المتعلقة بالحالة والتي تزيد من خطر حدوث الأسباب الأكثر شيوعًا وخطورةً للنزف، وذلك بناءً على تاريخ الحالة الصحية والحملات السابقة والعوامل الأخرى.
أثناء الفحص السريري، يتحرى الطبيب وجود علامات على فقدان كبير للدم، مثل زيادة ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم. يقوم أيضًا بفحص معدل ضربات قلب الجنين ومراقبته بشكل مستمر إذا كان ذلك ممكنًا. تُفحص حجم الرحم وتوتر عضلاته ووضعه عبر الضغط اللطيف على البطن. يقوم الطبيب أيضًا بفحص الحوض وعنق الرحم باستخدام أداة توسع.
في حالة اقتراب موعد الولادة، يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم باستخدام يده مرتدياً قفازًا لتحديد مدى توسعه ووضع الجنين. ولكن عند حدوث نزف في المرحلة المتأخرة من الحمل، يتم إجراء تصوير بتخطيط الصدى للتحقق من وضع المشيمة والأوعية الدموية. وعند وجود أي اضطرابات أخرى محتملة، قد لا يتم إجراء الفحص بالتصوير لمنع تفاقم النزف.
يتم التعامل مع الاضطراب المسبب للنزف بفعالية. فيما يتعلق بحالات انفصال المشيمة أو المشيمة المنزاحة، إذا لم تشمل الحالة وضع الولادة، يُفضل عادة الراحة في السرير داخل المستشفى. يمكن للأطباء مراقبة حالة المرأة والجنين وتوفير العناية اللازمة بسهولة.
إذا توقف النزف، يمكن أن يُشجَّع المرأة على الحركة وقد تُسمح لها بالعودة إلى المنزل. وفي حال استمرار النزف أو تفاقمه، أو إذا كان موعد الولادة قريبًا، قد يصبح ضروريًا إجراء عملية ولادة قيصرية. بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من انفصال المشيمة، يمكن أن تكون عملية الولادة لديهن سواء مهبلية أو قيصرية.
فيما يتعلق بحالات الأوعية المتقدمة، يقوم الأطباء بتحديد موعد للولادة القيصرية قبل بدء المخاض إذا تم تشخيص الحالة قبل بدء الولادة ببضعة أسابيع. وإذا تم تشخيص مشيمة منزاحة أثناء المخاض، يتم تنفيذ عملية ولادة قيصرية. إذا تعرض المولود لفقدان كبير للدم، قد يحتاج إلى نقل دم من مصادر أخرى.
في حالة وقوع تمزق في الرحم، يجب أن يتم توليد الطفل على الفور ويتم إجراء عملية جراحية لإصلاح الرحم.
إذا كانت المرأة قد فقدت كميات كبيرة من الدم، يتم إعطاؤها سوائل من خلال الوريد لتعويض الفقد. وإذا لم تكن هذه المعالجة كافية، قد يتم تزويدها بوحدات دم إضافية من خلال نقل الدم.