تُعرف حركة الجنين داخل رحم الأم بـ الارتكاض، والذي يُعد جزءًا أساسيًا من نمو الجنين داخل الرحم، حيثُ يبدأ في التحرك ليعتاد ممارسة الحياة بعدد الولادة، وذلك باستخدام الرئتين في التنفس، وتحريك عضلات الذراعين والساقين للتمدد وغيرها، وعادةً ما تكون حركة الجنين استجابةً لبعض المؤثرات الخارجية مثل الصوت أو الضوء، وتعاني الكثير من الحوامل من الحركة القوية والمؤلمة للأجنة في الشعر السابع، وهو أمر طبيعي ناتج عن أسباب فسيولوجية نتعرف عليها في الآتي.
حركة الجنين في الشهر السابع
عادةً ما يبدأ شعور الأم بحركة الجنين في الرحم من الأسبوع 16 – 25 من الحمل، وتكون الأمهات ذوات الخبرة السابقة في الحمل أسرع شعورًا بها عن الأخريات، كما تختلف الحركة من طفل إلى آخر، ومن أم إلى أخرى، وخلال الشهر السابع من الحمل تتطور حركة الجنين بشكل ملحوظ، حيثُ يزداد نشاط الجنين وتصبح حركته أكثر نشاطًا وأكثر قوة، لذا قد تُسبب ألمًا شديدًا للأم.
لماذا حركة الجنين قوية ومؤلمة في الشهر السابع
يعود سبب الحركة القوية للجنين داخل الرحم في الشهر السابع والتي تسبب آلامًا للأم إلى أن الطفل عادةً ما يبدأ خلال هذه المرحلة في ركل أطرافه بقوة، كما أنه يتواجد في وضعية رأسية عمودية لذا يُسبب ضغطًا شديداً على الرحم، وبالتالي الشعور بالألم، فمع تقدم الحمل يبدأ الطفل بالتعبير عن وجوده بحركات أكثر قوة وشدة، فيتمدد ويحاول تعديل وضعه داخل الرحم، كما يستجيب للمؤثرات الخارجية بشكل أكثر قوة، لذا يكون الأمر مؤلمًا للأم.
من المهم في هذه المرحلة أن تقوم الأم بمراقبة نشاط طفلها بالداخل، والتأكد من استمراره في نمط الحركة الطبيعية المعتادة، لأنه إن كانت الحركة في الشهر السابع غير ملحوظة أو منعدمة، أو شديدة القوة لدرجة لا يُمكن احتمالها فقد يكون ذلك مؤشر خطر، لذا على الأم الحصول على استشارة طبية من الطبيب المعالج لها على الفور.
كثرة حركة الجنين في الشهر السابع وجنسه
طبيًا ليس هناك أية صلة ما بين كثرة حركة الجنين داخل الرحم وجنس المولودة، فالأمر عادةً ما يرتبط بمعدل نشاط الجنين واستجابته للمؤثرات الداخلية والخارجية ومحاولاته للتواصل مع الأم والتعبير عن وجوده داخلها، إلا أنه كثيرًا ما تربط النساء شدة حركة الجنين بكَون جنسه ذكر، وهو أمر غير مثبت طبيًا، وإنما يحاول الجنين من خلال حرجته بناء قوة عضلية لمساعدته على التحرك والتفاعل مع المحيط الخاص به.
أهمية مراقبة حركة الجنين في الشهر السابع
حركة الجنين من أهم هوامل تقييم صحته ومدى تطور الحمل في آمان وسلامة، وذلك للأسباب التالية:
تمنح الحركة كلأ من الطبيب والأم فكرة واضحةً عن نشاط الجنين وقوته عضليًا، وتُعد كثرة الحركة من علامات الصحة الجيدة، وحال انخفاضها أو انعدامها بشكل مفاجئ فذلك قد يُشير إلى وجود مشكلة صحية خطيرة تستلزم الفحص الطبي.
تسهم مراقبة حركة الجنين أيضًا في معرفة أوجه الاختلاف والتشابه بين معدل نشاط الطفل في الشهور الأولى والأخيرة من الحمل، وهو ما يُمكن من خلاله معرفة التغيرات غير الطبيعية في حركته بالشهر السابع، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة فوريًا.
من الضروري ألا تقارن الأم حركة جنينها بحركة جنين أم أخرى، فالأجنة لديهم أوقاتًا محددة للنشاط الزائد وأوقاتًا أخرى للاسترخاء، كما قد يختلف نمط الحركة من يوم إلى آخر.
من الضروري تواصل الأم مع الطبيب بصفة دائمة لإخباره بأية تغيرات قوية في حركة الجنين.
العوامل المؤثرة على حركة الجنين في الشهر السابع
هناد عوامل عدة ذات تأثيرًا واضحًا على حركة الجنني داخل الرحم خلال الشهر السابع، ومن أبرزها الآتي:
عادةً ما يتأثر نشاط الجنين بالظروف الصحية والمحيطية للأم، كما أن درجة التأثير الظاهر قد تختلف من أم إلى أخرى ومن جنين إلى آخر.
تلعب التغذية دورًا ملحوظًا في تطور نشاط الجنني، فحال حصول الأم على تغذية صحية سليمة يتوافر بها كافة العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاج إليها الجسم، فذلك يساعد على نمو الجنين بشكل صحي وزيادة معدل نموه ونشاطه.
الحالة النفسية للأم من أكثر العوامل تأثيرًا على حركة الجنين، فحالات الاكتئاب أو القلق أو التوتر تؤدي لانخفاض نشاط الجنين، ويُلاحظ زيادة نشاط الجنين وحركته في أوقات سعادة الأم وفرحها الشديد.
كذلك يؤدي إرهاق الأم جسديًا وانخفاض معدل نشاطها البدني إلى انخفاض حركة الجنين خلال الشهر السابع، لذا من الضروري حصول الأم على قدر كاف من الراحة والاسترخاء والنوم للمساعدة على تحفيز حركة الجنين بصفة صحية سليمة.
كيفية مراقبة حركة الجنين في الشهر السابع
من الضروري مراقبة حركة الجنين على مدار أشهر الحمل، خاصةً في الشهور الأخيرة، ومن الأساليب المتبعة في ذلك:
تحديد وقت معين خلال اليوم لمراقبة حركة الجنين، ويُفضل أن يكون الوقت الأكثر نشاطًا للجنين وهو بعد تناول الأم وجبة من الطعام، أو ممارسة الأنشطة البدنية.
من المهم شعور الأم بحركة الجنين بصفة مستمرة وطبيعية ومرنة، فحال ملاحظة أية تغييرات قوية يجب استشارة الطبيب فورًا.
يوصي العديد من الأطباء بإجراء تسجيل يومي لتكرار الحركة للجنين داخل الرحم، وذلك من خلال تسجيل عدد الحركات التي تشعر بها الأم خلال فترة زمنية محددة يوميًا.
الإجراءات السابقة ضرورية ويجب اتخاذها بجدية لضمان متابعة الحركة السليمة للجنين والتأكد من اتخاذ الإجراء الطبي اللازم في الوقت المناسب.