تأخر الدورة الشهرية من أكثر الأشياء التي تسبب قلق للسيدات حيث أنها تحمل العديد من الاحتمالات، ويأتي أول احتمال عند غياب الدورة الشهرية هو احتمال أن يكون قد حدث حمل وتبدأ السيدة في عمل اختبار الحمل سواء الاختبار المنزلي أو اختبار الدم المعملي، ولكن ماذا إذا كان اختبار الحمل سلبي ولا زالت الدورة متأخرة عن موعدها، أولا يجب أن تنتظر السيدة لمدة يومين أو ثلاثة ثم تعيد اختبار الحمل في الدم مرة أخرى ولكن إذا ظل سلبي عليها أن تدور على الأسباب الحقيقة لغياب الدورة وهي ما سوف نتناولها.
التوتر النفسي والإجهاد من أكثر الأسباب التي تعمل على تغيير هرمونات الجسم، ومن ثم يعمل التغيير في هرمونات الدورة على تأخر نزول الدورة الشهرية.
تلعب السمنة دوراً هاماً في تأخر الدورة الشهرية حيث أنها تسبب تغييرات هرمونية كبيرة وقد تؤدي إلى وقف عملية الاباضة مما يؤدي في النهاية إلى تأخر نزول الدورة الشهرية، لذلك إذا كنت تعاني من السمنة يجب أن تتخلصي منها عن طريق اتباع نظام غذائي صحي من اجل استعادة تنظيم الدورة الشهرية مرة أخرى، حيث أن السمنة المفرطة من الممكن أن تؤدي إلى انقطاع الحيض بشكل كامل، وايضاَ انخفاض وزن الجسم اكثر من 10% من الوزن المثالي للطول، يعد سبب قوي إلى انقطاع الطمث وتأخر نزول الدورة الشهرية، لذلك يجب أن تحافظ على الكتلة المثالية للجسم.
متلازمة تكيس المبايض تسبب ايضاَ تأخر الدورة الشهرية بصورة مستمرة، وذلك بسبب ارتفاع هرمون الذكورة والذي يعمل على حدوث خلل كبير في الدورة الشهرية وقد تؤدي متلازمة تكيس المبايض إلى توقف الدورة الشهرية تماماً، لذلك يجب أن يتم الكشف المبكر من اجل تحديد السبب حيث أن متلازمة تكيس المبايض من الممكن أن تؤدي إلى امراض واورام سرطانية بالمبيض.
ايضاَ خلل الغدة الدرقية سواء كان هذا الخلل قصور نشاط الغدة أو فرط شديد في نشاط الغدة، ففي الحالتين تعمل الغدة الدرقية على حدوث خلل في الدورة الشهرية وربما يؤدي إلى حدوث اختفاء الدورة الشهرية، حيث أن الغدة الدرقية تعد هي المسؤولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ووجود خلل في الغدة الدرقية يعني وجود خلل في الهرمونات وفي عملية الاباضة.
عادة ما يبدأ سن اليأس عند النساء بداية من عمر 45 وحتى عمر 55 عام، لذلك إذا كنت في هذه المرحلة العمرية وتعاني من انقطاع الطمث أو تأخر الدورة الشهرية فهذه علامة من علامات انقطاع الطمث ودخول مرحلة اليأس، وذلك بسبب انخفاض هرمون الاستروجين وعدم قدرة المبيض على انتاج بويضات وبالتالي حدوث خلل في الهرمونات وغياب الطمث.
تلعب الحالة النفسية دوراً هاماً في انتظام الدورة الشهرية وحدوث الحيض في ميعاده، لذلك عندما تمر الفتاة أو السيدة بحالة نفسية سيئة أو نوع من الاكتئاب والانفعال الشديد يتأثر الجسم وخاصة المبيض، ولا يتم انتاج هرمون الاستروجين بشكل كافي مما يؤدي إلى تأخر نزول الدورة وربما يؤدي إلى انقطاعها وغيابها لفترة طويلة، لذلك العامل النفسي هام جداً في انتظام عملية الاباضة لدى السيدة ويعمل على تنظيم هرمون الاستروجين والذي بدورة يلعب دوراً في تحسين المزاج والحالة النفسية.
تحتوي حبوب واقراص منع الحمل على هرموني الاستروجين والبروجستين، وهذه الهرمونات هي التي تعمل على منع المبايض من انتاج البويضات وقد يحدث في بعض الحالات أن تتوقف الدورة أو يحدث خلل في ميعادها بسبب تناول حبوب منع الحمل، لذلك في هذه الحالة يجب أن يتم التوقف عن تناول حبوب منع الحمل لمدة لا تقل عن ستة أشهر من اجل أن يعود الجسم إلى طبيعته ومن ثم عودة الدورة الشهرية إلى انتظامها.
في حالة إصابة السيدة بمرض السكر أو بعض حالات الضغط المرتفع، يصاحب ذلك حدوث خلل هرموني مما ينتج عنه حدوث خلل في الدورة الشهرية مما يؤدي إلى تأخر نزولها، لذلك يجب أن تتم معالجة جميع الأسباب من اجل حل مشكلة غياب الدورة الشهرية مع اختبار حمل سلبي.
كل هذه الأسباب تؤدي إلى حدوث خلل هرموني وهو بدوره يؤدي إلى حدوث خلل في نزول الدورة الشهرية، لذلك يجب أن يتم البحث عن الأسباب التي أدت إلى تأخر نزول الدورة الشهرية بعد استبعاد فكرة الحمل تماماً، حيث أن تأخر الدورة هو مجرد عرض إلى مرض أكبر وقد تتسبب في حدوث مشاكل أكبر من ذلك للجسم، كما أن نزول الدورة الشهرية يحسن من الحالة المزاجية للمرأة ويخلص الجسم من الدماء الفاسدة التي تتجمع في الرحم.