الخوف هو شعور إنساني عائد إلى العقل، من الطبيعي أن يشعر به الإنسان فهو عبارة عن ردة فعل واستجابة جسدية قوية إما استجابة كيميائية حيوية أو استجابة عاطفية، وفي الحالتين تعمل على إحداث العديد من التغيرات الجسدية، ويمكن التعرف على آثار الخوف على الإنسان من خلال موقع موسوعة.
آثار الخوف على الإنسان
يظهر على الإنسان العديد من الآثار والأعراض التي تدل على شعوره بالخوف، وقد تكون تكون الآثار الباطنة أكثر من الآثار التي تظهر للآخرين، ومن الآثار التي تظهر عند التعرض الإنسان إلى الخوف:
التنفس السريع
عند تعرض الإنسان إلى الشعور بالخوف، يتزائد النفس بشكل سريع وقصير، فعند العيش في لحظات الخوف يتعرض الإنسان إلى ما يسمى “فرط التنفس”.
تستقبل الرئتان في وقت الخوف كمية متزايدة من الأكسجين وتبدأ في نقله إلى كافة أعضاء الجسم بشكل سريع ومتزايد.
يبدأ الجسم في تلك الحالة في الاستعداد للقتال أو الفرار، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة فرط التنفس وسرعته.
الجسد المنهك
يؤثر الشعور بالخوف بشكل سلبي وكبير على الصحة الجسدية للإنسان، فيبدأ الإنسان الخائف بالشعور بضعف شديد في الجسم.
بالإضافة إلى تأثر الجهاز المناعي بشكل سلبي، ويكون الجسم في تلك الحالة معرض بشكل كبير إلى الإصابة بالأمراض المختلفة.
قد يؤدي الشعور بالخوف إلى تلف القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي مثل القرحة ومتلازمة القولون العصبي التي يعاني منها الكثير من الأفراد.
بالإضافة إلى أن الشعور بالخوف يؤدي إلى الإصابة بالشيخوخة المبكرة وظهور علامات التقدم في السن.
قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بالجلطات، وبالتالي الموت المبكر.
ضعف الذاكرة
عند الشعور بالخوف، وتملكه من الإنسان يؤدي ذلك إلى إصابة الجسم بالعديد من الأمراض بالإضافة إلى الضعف الشديد.
قد يكون الخوف من الأسباب الرئيسية في ضعف الذاكرة وعدم القدرة على تكوين الذكريات طويلة المدى.
وقد يصل الأمر إلى إصابة أجزاء معينة من الدماغ، ومع تزايد الشعور بالخوف والوصول إلى حالة القلق المرضي، تبدأ حالات الخوف في التكرر على الإنسان من خلال الذكريات عنده.
الفرق بين الخوف الصحي والغير صحي
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف، فهو إحدى المشاعر الإنسان التي يتعرض لها الجميع، ويعتبر ذلك الشعور صحي وغير مؤذي للجسم في حالة البعد عن المخاطر.
يمنح الشعور بالخوف الصحي غزيرة البقاء التي يحتاج إليها الإنسان ليكون الجسم سليم وآمن.
فمثلًا عند رؤية حيوان مفترس، يبدأ الإنسان في الشعور بالخوف ويساعده ذلك على الابتعاد عن ذلك الحيوان ومحاولة حماية النفس منه، وفي تلك الحالة يكون شعور الخوف صحي لأنه ساعد في الحفاظ على السلامة.
لكن في حالة الشعور بالخوف من المخاوف الغير ضرورية وزيادة الحذر والاحتياط من أشياء عادية وطبيعية، ففي تلك الحالة يكون الخوف غير صحي ويؤثر سلبيًا على الجسم.
يشكل الخوف الغير صحي خطرًا كبيرًا على سلامة الجسم، وقد يؤدي إلى إعاقة الإنسان عن العيش في حياة طبيعية عادية.
تأثير الخوف على الجهاز الهضمي
عند معاناة الإنسان من القلق الدائم والخوف الغير صحي الذي يؤثر تأثير سلبي على الصحة العامة للجسم والصحة النفسية، يؤدي أيضًا إلى التأثير السلي على الجهاز الهضمي:
تؤكد العديد من الأبحاث التي تم إجرائها على الخوف أن الشعور الدائم بالتوتر والاكتئاب يرتبط بالإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وأنه إحدى الأسباب الشائعة في الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
يؤدي الشعور بالخوف إلى الإصابة بالفوبيا، مثل الفوبيا من الأماكن الضيقة أو الخوف الشديد من المرتفعات والتجمعات الكبيرة وغيرها من الأشياء التي تزيد من مشاعر الخوف في جسم الإنسان ويزيد معها الشعور بألم شديد في البطن.
يعيق الشعور بالخوف الجهاز الهضمي عن القيام بوظيفته المعتادة وبالتالي التعرض للإصابة بمشاكل وأمراض في الجهاز الهضمي.
يؤثر الخوف على الصحة النفسية للإنسان، وقد يؤدي إلى الوصول إلى حد الخوف المرضي خاصةً إذا استمر الشعور بالخوف لوقت طويل، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بإرهاق شديد ومشاكل في الجهاز الهضمي.
يعجز الإنسان في حالة الشعور بالخوف وتزايد تلك المشاعر عن الشعور بمشاعر الحب والمحبة والاهتمام ممن يحيطون به، حيث يؤثر الخوف بشكل كبير على الحالة النفسية للإنسان، ويعمل على إصابته بتقلبات مزاجية وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالفوبيا أو الوسواس القهري.
أسباب الشعور بالخوف
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى شعور الإنسان بالخوف، ومع تزايد تلك الأسباب يزاداد الشعور بالخوف ويزاداد تأثيره السلبي على الجسم، ومن الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالخوف:
التعرض للعديد من الصدمات والتجارب السيئة.
في حالة عدم القرة على السيطرة على النفس، أو التحكم في ردود الأفعال الناتجة من الإنسان.
قد يكون السبب وراء الشعور بالخوف هو نتيجة الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
قد يكون الشعور بالخوف ناتج عن بعض الأسباب الطبية مثل:
الإصابة بمرض القلب، أو داء السكري.
الإصابة بمشاكل في الغدة الدرقية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
الانسحاب عن تعاطي المخدرات.
حدوث اضطرابات في الجهاز التنفسي مثل الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن والربو.
الانسحاب عن تعاطي الكحوليات والأدوية المضادة للقلق.
الشعور بألم مزمن، أو الإصابة بأورام نادرة.
في بعض الحالات يكون السبب وراء الشعور بالخوف هو حالة طبية كامنة مثل”
العوامل الوراثية، في حالة إصابة أحد الأقارب باضطراب القلق يؤدي ذلك إلى الإصابة بالشعور الدائم بالخوف.
في حالة كان الإنسان يعاني من اضطراب القلق منذ أن كان طفلًا.
عدم تجنب بعض الأشياء أو المواقف التي كان يجب عليه تجنبها.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالشعور بالخوف الشديد واضطرابات القلق، وتتمثل تلك العوامل في التالي:
التعرض للصدمة: التعرض للصدمات في الحياة أو مشاهدة بعض الأحداث والمواقف الصادمة من الأمور الي تزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلق والخوف.
الضغط العصبي بسبب المرض: يتسبب الضغط العصبي بسبب الإصابة بحالة صحية أو مرض خطير، في الشعور الدائم بالقلق والخوف الشديد.
تراكم الضغط العصبي: قد يصاب الإنسان بالخوف والقلق نتيجة وقوع عدد من الأحداث المتتالية وتراكم مواقف حياتية والعديد من الأحداث أدت إلى تراكم ضغط عصبي شديد وبالتالي الشعور الدائم بالقلق.
نوع الشخصية: هناك بعض الأنواع من الشخصيات التي تكون أكثر عرضة للإصابة باضطربات القلق والخوف الشديد.
اضطرابات الصحة العقلية الأخرى: يصاب الإنسان باضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والخوف الدائم واضطرابات القلق الشديدة.
العوامل الوراثية: في حالة إصابة أحد أفراد العائلة باضطرابات القلق، يزيد ذلك من خطر الإصابة وتوارث اضطراب القلق والخوف.
المخدرات أو المشروبات الكحولية: سوء استخدام المخدرات والكحوليات، أو الانسحاب عنها يؤدي إلى الإصابة باضطراب القلق والخوف.
كيفية التخلص من الخوف
يوجد العديد من الطرق التي يمكن اتباعها والتي تساعد على تجنب الشعور بالخوف والقلق الدائم ومن طرق الوقاية والتخلص من الخوف:
ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء: تساعد الرياضة على التخفيف من الشعور بالخوف والقلق، وتساهم في اشغال العقل عن التفكير الدائم، كما أن الاسترخاء يعمل على التخلص من الطاقة السلبية المتواجدة في الجسم والشعور بالهدوء والراحة.
اتباع نظام غذائي صحي: ينصح الأطباء بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه والتقليل من شرب الكافين والحد من تناول السكريات، سيساعد ذلك في التخلص من شعور الخوف والقلق.
معرفة المزيد عن الأمور التي تسبب الخوف أو القلق: يمكن أن يقوم الإنسان بتدوين الملاحظات الخاصة بالأحداث والمواقف التي أدت بشعوره بالخوف والتعرف عليها ووضع بعض المساعدات التي تساعد على تقبل تلك الأمور وتخطيها.